اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٠ أيار ٢٠٢٥
تتّجه الأنظار إلى الجنوب اللبناني يوم السبت المقبل حيث ستُجرى الانتخابات البلدية والاختيارية، وسط ظروف استثنائية تتقاطع فيها الاعتبارات الأمنية مع الحسابات السياسية، والتوازنات العائلية مع التحديات الوطنية. وبينما بدأت ترتسم ملامح التزكية في عدد من القرى والبلدات، تؤكد الدولة عزمها على إنجاز الاستحقاق، مهما بلغت التحديات.
وزير الداخلية في النبطية: تصميم على إجراء الانتخابات
وقد وصل وزير الداخلية والبلديات، أحمد الحجار، صباح اليوم إلى سراي النبطية، حيث ترأس اجتماعاً لمجلس الأمن الفرعي لمتابعة الاستعدادات الانتخابية، خصوصاً في ظل التصعيد الحدودي وخطر حصول أعمال أمنية من جانب الجيش الإسرائيلي.
وأكد الحجار خلال تصريح صحفي له أمس، أن الوزارة اتخذت الإجراءات الكفيلة بضمان سلامة العملية الانتخابية، سواء من حيث توزيع أقلام الاقتراع أو لجان القيد، مشدداً على أن هذه الإجراءات تُنفّذ “وفق ما تراه الدولة اللبنانية مناسباً لتأمين حسن سير الانتخابات”.
ولدى سؤاله عن الضمانات الأمنية في المناطق الحدودية، أشار الحجار إلى أن هناك تواصلاً وتنسيقاً مع الدول الأعضاء في لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن الدولة اللبنانية لا تنتظر ضمانات من أحد، بل هي “مصمّمة على إجراء الانتخابات”، حتى وإن اقتضى الأمر بعض المناورة في القرى الأكثر حساسية.
التزكية تفرغ صناديق الاقتراع… ومجال للمزيد حتى الجمعة
في السياق الانتخابي، أصدر محافظ الجنوب منصور ضو قراراً بتمديد مهلة التراجع عن الترشح حتى منتصف ليل الجمعة، خصوصاً في مدينة صيدا وقرى قضائها. وجاء هذا التمديد بهدف إتاحة المجال أمام المزيد من التوافقات العائلية والسياسية التي تُفضي إلى تزكية المجالس البلدية والاختيارية.
وأظهرت البيانات الأولية أنّ حركة التراجع أتت بنتائج ملموسة: ففي قضاء صيدا الذي يضم 48 بلدية، فازت 10 منها بالتزكية بالكامل. أما في مدينة صيدا، فقد انسحب 15 مرشحاً من أصل 111، ما أتاح فوز مختار حي مار نقولا بالتزكية، لينخفض عدد مرشحي صيدا إلى 58 مرشحاً اختيارياً.
وبناءً على هذه التزكيات، انخفض عدد صناديق الاقتراع التي كان من المقرر استخدامها، بعدما تسلم المحافظ ضو 592 صندوقاً من وزارة الداخلية، منها 200 مخصصة لمدينة صيدا وحدها. ومن المتوقع أن ينخفض هذا العدد أكثر إذا استمرت التوافقات خلال الأيام المقبلة.
بري: “نحن ثنائي وطني” والجنوب خط أحمر
وفي موقف سياسي لافت، شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري على أن حركة أمل قامت بواجبها في انتخابات بيروت، ونجحت في تحقيق التوازن السياسي، رافضاً اختزال العلاقة مع حزب الله بوصف “الثنائي الشيعي”، معتبراً أنّ ما يجمع الطرفين اليوم هو شراكة وطنية عابرة للطوائف.
وفي حديثه لـ'المدن' عن الجنوب، بدا بري حاسماً: “سنذهب إلى الانتخابات في كل الأحوال، وسنخوضها مهما كلف الأمر”، موضحاً أنّ الانتخابات هناك تُشكّل تحدياً بحد ذاتها، في ظل التوتر الحدودي وتهديدات إسرائيل التي تبقى “العين عليها خشية ارتكابها حماقة جديدة”.
وفي حين نفى أن تؤدي هذه الانتخابات إلى خلط الأوراق أو رسم مشهد الانتخابات النيابية المقبلة، أشار بري إلى أن التحالفات الحالية ظرفية ولن تستمر، وخصّ بالذكر تحالف حركة أمل المؤقت مع القوات اللبنانية في بيروت، قائلاً 'في بيروت جمعنا الأضداد، أما في الانتخابات النيابية فسيختلف المشهد، وسيتفرقون حُكماً'.
الجنوب أمام استحقاق وطني في ظل الخطر
الانتخابات البلدية في الجنوب هذه المرة ليست مجرد استحقاق إداري أو منافسة بين لوائح العائلات والأحزاب، بل امتحان للدولة ومؤسساتها في قدرتها على صون الاستحقاق الديمقراطي في بيئة متوترة.
ورغم أن المشهد يبدو حتى الساعة متجهاً نحو المزيد من التزكيات، فإن التحضيرات الأمنية مستمرة بوتيرة عالية، في ظل هواجس من محاولات تعكير صفو العملية الانتخابية. لكن المعنيين يصرّون على إنجاز الاستحقاق في موعده، وفق ما أكده وزير الداخلية ورئيس مجلس النواب، ما يعكس قراراً سياسياً حاسماً بعدم السماح بتعطيل الانتخابات تحت أي ظرف.