لقاء معراب… هل يكون العرّاب؟

أكثر من 30 شخصية نيابية وسياسية وحزبية وفكرية وثقافية ونقابية مدعوة إلى لقاء نقاشي – حواري خارج أي اصطفاف طائفي أو مذهبي حول القضايا التي تلتقي حولها والتي تملأ لبنان على الصعد كافة وتشغل اللبنانيين بمختلف اتجاهاتهم وذلك في دارة حزب 'القوات اللبنانية'. فهل يؤسس لقاء معراب لمرحلة سياسية جديدة؟

على وقع اشتعال الجبهات العسكرية والسياسية من حول لبنان واهتزاز كيانه نتيجة تناسل فيالق الزلازل الضاربة في عمق المنطقة والإقليم إلى جذوره، تداعت قوى سياسية ونيابية وحزبية أبرزها نواب حزب 'القوات' و'الكتائب' وبعض المستقلين ونواب تغييريين وغيرهم من الذين يعارضون إدخال لبنان في أتون حرب لا طائل منها سوى مزيد من الخراب والإنهيار متعدد الأوجه والقطاعات، الى عقد هذا اللقاء، فيما جبهة المساندة التي نشر 'حزب الله' أكياس رملها خلف الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة تشكل ضرباً واضحاً لسلطة الدولة وشرعيتها في ما يتعلق بقرار الحرب والسلم وتالياً الشرعية الدولية وأبرز قراراتها الـ 1701.

في هذا السياق، يقول مسؤول جهاز التواصل والاعلام في حزب 'القوات اللبنانية' شارل جبور لـ'لبنان الكبير': 'لقاء معراب يحصل في توقيت تتكاثر فيه المؤشرات حول إمكان توسع الحرب باتجاه كل لبنان، هذه الحرب التي رفضناها منذ البداية. وكنا قد أكدنا تضامننا مع الشعب الفلسطيني تماماً كما على أن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية، ولكن حزب الله اتخذ قرار الحرب بإرادة إيرانية فورَّط لبنان واللبنانيين ويدفع الجنوب وأبناؤه أثماناً باهظة'.

يضيف جبور: 'من الواضح أن إسرائيل غير قادرة لاعتبارات أميركية على مواجهة إيران لذا تريد أن تفش خلقها بحزب الله في لبنان. وكانت هناك مؤشرات عدة آخرها لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع قائد الجيش العماد جوزيف عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، هذا اللقاء الذي أشار إلى دخول لبنان في مرحلة خطيرة للغاية'.

وعليه، يأتي لقاء معراب في هذا التوقيت وفق جبور، لمطالبة الحكومة بضرورة نشر الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية لإسقاط أي ذريعة إسرائيلية ومنعاً لأي حرب تؤدي إلى كوارث، وعليها أن تضبط الأمن الحدودي الذي يتوسع وترتفع حماوته والأمن الداخلي لجهة الاغتيالات والجرائم المتنقلة فالقوى العسكرية والأمنية هي آخر جوهرة يتمسك بها الشعب اللبناني.

محاولاتٌ سياسية عديدة شهدها لبنان هدفت إلى خلق جبهات مواجهة وعملت على تأطير خياراتها السياسية للتعامل مع قضايا مصيرية وكيانية كان أبرزها لقاء قرنة شهوان والبريستول وقوى 14 آذار ومجموعات انتفاضة 17 تشرين وغيرها. أما اليوم فيجتمع معظم القوى السياسية نفسها حول خيارات إنقاذ لبنان ومنع الحرب وتطبيق القرارات الدولية.

وفي حين يؤكد جبور أن 'لقاء معراب هو مزيد من الشيء نفسه ولا يؤسس لمرحلة جديدة'، يعلَّق مرجعٌ سياسي مسيحي على لقاء معراب عبر 'لبنان الكبير' بالقول: 'ليست المرة الأولى التي يسعى فيها حزب القوات إلى تزعم حركات المعارضة خصوصاً بعد خروج رئيسه سمير جعجع من السجن في محاولة منه للوصول إلى رئاسة الجمهورية، وها هو اليوم يحاول ركوب حصان التحولات الجيوسياسية في المنطقة والإقليم وكأنَّ باستطاعته إيقاف عجلات قافلة التسوية الكبرى التي من الواضح أن طوفانها سيجرف وقائع كثيرة مميطاً اللثام عن حقائق ستفاجئ الحلفاء وليس الخصوم المفترضين'.

تتعدد اللقاءات والحقيقة واحدة 'لبنان ليس بخير' فلطالما استمد صحته الجسدية من المحيط إلى الخليج مروراً بقارات العالم وحتى الكواكب والنجوم. فما يهم اللبنانيين اليوم هو الخروج من سنواته العجاف سواء عبر جبهات سياسية أو لقاءات وطنية عابرة للطوائف والمناطق أو غير ذلك.