إنتخابات نقابة المهندسين في بيروت... معركة سياسية لا مستقلين فيها!

إنتهت إنتخابات نقابة المهندسين إن كان في بيروت أو في الشمال، ولكن اللافت كان إنتخابات النقابة في بيروت التي إحتدمت فيها المعركة الإنتخابية بين المعارضة من جهة وقوى السطلة السياسية وسط ضياع كامل لقوى 17 تشرين والمستقلين وذوبانهم داخل هذا الصراع.

في جولة لـ«اللواء» داخل الخيم الإنتخابية أو الخيم «المتحزبة» لم يتم ملاحظة أي تواجد لقوى المستقلين أو لقوى ثورة 17 تشرين،ولا دور فاعل لها يذكر لكي تضيف بعداً مستقلاً عن الصراع السياسي داخل النقابة،وربما يكون هذا العامل سهلاً على الأطراف السياسية المتصارعة، ومهمة حرف الأنظار عن مضمون إنتخابات نقابة المهندسين وجوهره لدخول هذا الإستحقاق في مستنقع الصراع السياسي العقيم والإنقسام بين معارضة ومولاة.

وفي هذا السياق اعتبر النائب إبراهيم منيمنة في حديث لـ«اللواء» أن جزءاً كبيراً من إنتخابات نقابة المهندسين تحول إلى معركة سياسية وطائفية، وهذا الأمر لا يخدم المهندسين على الإطلاق.

وشدد منيمنة على أنه يبقى التعويل على الناس وتسيير العملية الإنتخابية وفق برنامج يخدم المهندسين من خلال إنتخاب شخصيات مشهود لها في مناقبيتها وخبرتها في نقابة المهندسين وقدرتها على إنتشال النقابة من الوضع السيىء لتحسين وضع المهندسين، وتحمي المهنة وتحسن ظروفها.

وأكد أنه يجب أن يتم إحترام الآلية الديمقراطية المعتمدة في نقابة المهندسين التي كانت تاريخيّاً العامود الأساسي في الممارسة داخل النقابة على الرغم من تحول الإنتخابات في نقابة المهندسين إلى معركة حزبية وطائفية.

أما المرشح المدعوم من حزبي القوات اللبنانية والكتائب وتيار المستقبل لمركز النقيب بيار جعارة أشار في حديث لـ«اللواء» إلى أن المنافسة في إنتخابات نقابة المهندسين تحولت إلى منافسة سياسية لأن الطرف الذي يواجه لائحتنا إعتمداً مرشحاً حزبياً من أجل إستفزاز المعارضة، فتكتلت حول هذا المرشح أحزاب السلطة لذلك أصبحت المعركة بين المعارضة والسلطة الحاكمة.

وطالب جعارة عبر «اللواء» االمهندسين القيام بواجباتهم من خلال إختيار الأشخاص المناسبة والتصويت لها،لافتاً إلى أن المنافسة من جانبه قائمة على برنامج نقابي وسيرة ذاتية،ولكن الأطراف المحسوبة على السلطة السياسية حولتها إلى منافسة طابعها سياسي بإمتياز.

ومن جهته أشار المرشح المدعوم من الحزب التقدمي الإشتراكي والجماعة الإسلامية لمركز النقيب جورج غانم إلى أن هذه الساحة لا يمكن أن تساع هذه الصراعات السياسية الكبيرة لأنها ساحة متقاربة وتجمعها أخوة عميقة.

وتمنى غانم في حديث لـ«اللواء» أن يصدر عن هذا الإستحقاق الديمقراطي نتائج ناجحة ومساعدة للنقابة نظراً لحشد الإقبال الكبير على التصويت من قبل المهندسين،وهذا أمر جيّد أن نشاهده، ولكن للأسف هذا الحشد هو إصطفاف من أجل السياسة وليس من أجل النقابة.

وشدد على أن الهدف الأساس من الترشح هو النقابة بعيداً عن المشاحنات السياسية القائمة في هذه الإنتخابات، وهناك أجواء كانت سائدة في لائحة «النقابة تنتفض» ولكن بقيت مجموعات معيّنة وهي تكوّن أفكاراً معينة لديها مرشح يعبر عن هذه الأفكار، ولكن دعمي أولاً وأخيراً يبقى مساري في النقابة.

أما مرشح الهيئة العامة المدعوم من جمعية متخرجي«المقاصد» ناصرعيدو فاعتبر أنه لا يوجد هناك معركة بالمعنى الحقيقي،إنما هناك تنافس ديمقراطي بين اللوائح،وفي نهاية الأمركل فائز سيعمل من أجل مصلحة النقابة.

وشدد عيدو في حديث لـ«اللواء» على أن النقابة بحال أثبتت فعاليتها والنقيب الفائز لديه رؤية وبرنامج واضح فمن المفترض أن يمد يده ويتعاون مع أعضاء النقابة لكي ينتجوا عطاءات هامة إن كان للمهندس من جهة أو للمهنة بشكل عام من جهة أخرى.

وأكد أنه بدون أدنى شك هناك دور كبير للسياسة في هذا الإستحقاق خصوصاً في ما يتعلق بالمنافسة على مركز «النقيب»، ولكن عندما تنتهي الإنتخابات وتغلق صناديق الإقتراع في إنتخابات نقابة المهندسين فالموضوع السياسي يصبح بعيداً عن التداول والكل في نهاية المطاف يعمل لمصلحة النقابة.

أما المرشح المدعوم من قبل الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر فادي حنا فأكد لـ«اللواء» أن الإنتخابات في نقابة المهندسين في بيروت هي إنتخابية ديمقراطية بإمتياز لأنها فتحت المجال لجميع المقترعين بالتعبير عن آرائهم ووجهة نظرهم من خلالها.

وتمنى حنا مشاركة واسعة للعدد الأكبر من المهندسين في الإنتخابات وإبداء رأيهم،وأن يتم التعاون مع من يختاره المهندسون والوقوف إلى جانبه لكي نستطيع أن نقدم لنقابة المهندسين بقدر المستطاع لكي لا تبقى النقابة في المكان الذي تقف فيه وللمساهمة في التغيير داخلها.

وأشار إلى أن كل إنتخابات داخل النقابة هي محطة للتغييرممكن أن تكون للإتجاه نحو الإيجابية وممكن أن تكون نحو السلبية،ويبقى الأمر مرهوناً بتوجهات المهندسين وإختياراتهم للبناء عليها إن كان من جهة التقدم في النقابة أو العكس.

أما مرشح الهيئة العامة والمدعوم من حركة أمل هشام إسماعيل اعتبر أن العملية الإنتخابية هي مثل العمليات الإنتخابية التي تحدث بشكل معتاد داخل نقابة المهندسين،ففي كل عام الإنتخابات تحدث في نقابة المهندسين وهذا أمر إعتدنا عليه، ولكن ما هو مميز هذه السنة هو الحشد الضخم المتجه للتصويت، وهو يعتبر أكثر من السنوات السابقة، وعلى الرغم من أن هناك عدداً كبيراً من المهندسين لم ينتخبوا على الرغم من تسديد رسومهم ولكن هناك فروقات لم يستطيعوا القيام بسدادها،ولا شك أنه عرس ديمقراطي وهو ما تعودنا عليه في الإنتخابات، فعلى الرغم من أنها إنتخابات نقابية ولكن تبقى ذات نكهة سياسية.

وفي جولة لـ«اللواء» داخل الخيم الإنتخابية تحدث مهندس متقاعد وهو عضو في لائحة «المهندسون المتقاعدون» أن نضال المهندسين المتقاعدين بدأ منذ نحو سنتين ونصف وتمحور حول مطالب تخص المهندسين المتقاعدين وهي من ضمن أولويتنا فضلاً عن تحسين الراتب التقاعدي بما يتلاءم مع مستوى العيش الكريم، والإعفاء من رسوم الإستشفاء أو تخفيضها إلى حد الـ 50% لكي يتمكن المهندسين من القيام بواجباتهم الطبية والإستشفائية، إضافة إلى ذلك دائماً يتم مفاوضة هيئة إدارة الصندوق التقاعدي ومجلس النقابة حول زيادة دخل الصندوق التقاعدي لكي يستطيعوا تحقيق مبتغى المهندسين المتقاعدين وهو زيادة الراتب التقاعدي.