محاولاتٌ متجدّدة لإعادة إحياء مشروع "الشرق الأوسط الجديد".. فما هي إمكانية تنفيذه؟ (تقرير)

تمر الأعوام ويتجدد المشروع الأميركي المسمى 'الشرق الأوسط الجديد.. مشروعٌ أجهضته المقاومة في لبنان عام 2006، لكن محاولات إحيائه لا تزال حاضرة في مواقف العديد من المسؤولين الأميركيين والصهاينة.

في هذا السياق، يؤكد أستاذ العلاقات الدولية الدكتور علي بيضون في حديثٍ لإذاعة النور، أنّ المكانة الجيوستراتيجية لمنطقة 'الشرق الأوسط' تعطي ميزات عالية لمن يسيطر عليه سياسيًا واقتصاديًا وجغرافيًا وأمنيًا، ويُضيف إنّ هذا الـ'شرق الأوسط الجديد' مبني على أسس وركائز تكون فيها الولايات المتحدة الأميركية عبر الكيان الصهيوني هي القوة المركزية الأساسية التي تسيطر على كل الأنشطة والفعاليات في المنطقة، من خلال ممارستها للهيمنة الأميركية بشكلٍ واضح مستخدمة الذراع والعصا الغليظة 'الإسرائيلية' لتطويع كل الدول.

ويضيف بيضون إنّ هذا المشروع بعدما فشل جزئيًا وأخفق في العام 2006، أعاد النهوض من جديد على لسان رئيس حكومة العدو 'الإسرائيلي' بنيامين نتنياهو، وأيضًا يجاريه في ذلك الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشيراً إلى أنّ كل كل مظاهر 'الشرق الأوسط الجديد'، أو 'سايكس بيكو جديد'، والمحاولات الحثيثة لإضعاف كل الدول المحيطة بالكيان الصهيوني، لا سيما الدول العربية، وطرد الشعب الفسلطيني من غزة والصفة الغربية، كل ذلك يأتي في إطار 'شرق أوسط جديد' خال من كل قوى محور المقاومة ومن حركات المقاومة التي تهدد الكيان الصهيوني.

وبرغم كل ما يحصل في المنطقة، إلا أن هذه المشاريع لن يكتب لها النجاح، بحسب ما يؤكد بيضون، لافتاً إلى أن 'هذه الحسابات لا يمكن أن تكون دائمًا كما يرغب 'الإسرائيلي' والأميركي، فدول الممانعة وساحات المقاومة ستصمد وستواجه وتُسقط هذا النظام الجديد كما أسقطته في الثمانينات وفي عام 2006، ومن خلال صمود لبنان والمقاومة في حرب العام 2024. وأيضًا أُسقط من خلال ما قامت به الجمهورية الإسلامية عبر توجيه ضربات قوية ومزلزلة للكيان الصهيوني، وما يقوم به اليمن من ضرب الكيان في حرب استنزاف طويلة الأمد ودوره في إضعاف هذا الكيان الصهيوني، إضافةً إلى الجبهة الفلسطينية في غزة وصمود الشعب الفلسطيني.

هي إرادة الشعوب التي تكسر شوكة الطغيان وتفشل مشاريعه وهذا ما تثبته دروس التاريخ وسنن الحياة.