اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
بيروت ـ ناجي شربل وأحمد عز الدين
مشهدان حد النقيض تحت سماء لبنان، مشهد دولة تسابق ما بقي من وقت لاستقبال بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر مع رسائل السلام التي يحملها، ومشهد رسائل نار من إسرائيل الماضية في أجندتها واعتداءاتها بتصعيد أكبر وبتفلت مطلق من أي سقوف والتزامات، وبصم الآذان حيال كل أنواع المناشدات الدولية والعربية لوقف انتهاكاتها المتمادية لاتفاق وقف إطلاق النار، بالتوازي مع استمرار المساعي والجهود التي تبذلها الدولة اللبنانية لبسط سلطتها على كامل أراضيها، وتوظيف كل الاتصالات والتحركات الديبلوماسية للضغط على إسرائيل، والدفع في اتجاه ملاقاة خطة حصر السلاح بيد الدولة، والاستعداد للانخراط في مفاوضات برعاية أممية أو دولية.
مشهد من الاثنين يرخي بثقله على السلطة الرسمية، الساعية إلى حصرية السلاح وامتلاك قرار السلم والحرب من دون شريك. والإرباك الكبير جراء التفلت الإسرائيلي، وكشف السلطة اللبنانية وجعلها عاجزة عن تقديم ضمانات بحماية المكونات من ضربات إسرائيلية لاحقة على شاكلة عمليات «كوماندوز» وتنفيذ عمليات خطف تحت ذرائع عدة وتصفية حسابات تعود إلى مراحل سابقة.
بين المشهدين، وجدت السلطة السياسية اللبنانية نفسها في سباق لمحاولات لجم التصعيد، وعدم تعريض زيارة بابا الفاتيكان إلى الخطر. وبذلت للغاية اتصالات خارجية ومحلية، لضمان عدم انفلات الأمور بتصعيد إسرائيلي يقابله رد من «حزب الله» الذي فقد خمسة قياديين دفعة واحدة في «ضربة الضاحية» الأخيرة، فضلا عن تعرضه للاستنزاف يوميا بفقدان ما معدله اثنين من أفراده جراء اغتيالات تنفذها إسرائيل بالمسيرات في الجنوب.
وعلى صعيد آخر، سرع هذا التطور الأمني الكبير حركة الاتصالات من قبل المسؤولين اللبنانيين على غير صعيد. وتحدثت مصادر مطلعة عن ان لبنان يعول على التحرك الفرنسي والمصري في منع الذهاب بعيدا في التصعيد، ومحاولة لجم الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية بما لا يؤدي إلى قيام حرب مفتوحة وواسعة.
في المقابل وتحسبا لأي تطور، بدأ الجيش الاسرائيلي مناورات عسكرية قرب الحدود اللبنانية، في محاولة لإظهار الجهوزية لأي عمل عسكري محتمل.
وفي الضاحية أيضا، بات الكثير من قاطنيها خارج إطارها الجغرافي. وقال أحد ساكني مبنى في «حي الأميركان» على تخوم بلدة الحدت لـ«الأنباء»: «بين أربعة مبان مجاورة، انا وزوجتي فقط لم نغادر، فيما انتقل بقية الجيران إلى أمكنة مؤجرة تركوها لأوقات مماثلة، تفاديا للتفتيش عن مأوى تحت الضغط، كما حصل في الأيام الأولى من الحرب الموسعة في سبتمبر 2024».
وفي مشهد التحضير لزيارة بابا روما ليو الرابع عشر، تعلن اللجنة الرسمية المنظمة للزيارة اليوم خلال مؤتمر صحافي في قصر بعبدا، الترتيبات اللوجستية والأمنية والإعلامية المتعلقة بالأماكن التي سيزورها البابا وخطط السير على الطرق التي سوف يسلكها الموكب خلال الأيام الثلاثة من زيارته.
وفي الشق الإعلامي، بلغ عدد الإعلاميين والمصورين والتقنيين الذين سجلوا أسماءهم لتغطية الزيارة 1223 شخصا، عدا عن الوفد الإعلامي والتقني الذي سيرافق البابا من روما إلى تركيا فإلى لبنان والذي يبلغ 83 شخصا، علما أنه تم وضع مركز مجهز بكل التقنيات في تصرف الإعلاميين في قاعة الاحتفالات الكبرى في فندق «فينيسيا انتركونتيننتال» في العاصمة بيروت.











































































