اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ٣ كانون الأول ٢٠٢٤
بين أروقة الاتحاد اللبناني لكرة القدم وأصوات رؤساء الأندية، يتردّد صدى السؤال الأهم: هل يعود الدوري أم يُكتب له الغياب؟ في مشهد أشبه بسباق مع الزمن، اجتمع الاتحاد للمرة الثانية خلال أيام قليلة مع أندية الدرجة الأولى، بحثاً عن مخرج ينقذ الموسم الكروي من شبح التعليق وسط ظروف استثنائية فرضتها الأوضاع الأمنية والاقتصادية.
الجلسة لم تكن مجرد لقاء عادي، بل مواجهة مصيرية تناولت ملفات حساسة: نظام البطولة، مصير الهبوط، والجدل حول اللاعبين الأجانب. كل كلمة، كل مقترح، كان يزن مستقبل اللعبة، في وقت تشتعل فيه الآمال وتتصاعد المخاوف ولكن الأمر المؤكد أن جميع الأطراف يريدون عودة الدوري بأسرع وقت ممكن ولكن؟
اللاعبون الأجانب… محور الجدل
أحد أكثر الملفات سخونة كان ملف اللاعبين الأجانب. شهد الاجتماع 'نقاشاً حاداً' حول هذا الموضوع، حيث دافع نائب رئيس نادي الصفاء بشراسة عن ضرورة استمرار الاعتماد عليهم، معتبراً أن وجودهم يرفع من مستوى المنافسة، حتى في ظل الأزمة الاقتصادية. هذا الموقف يُظهر التباين الكبير في رؤية الأندية بين الحفاظ على الجودة الفنية وضبط التكاليف.
من أبرز القضايا التي سيطرت على طاولة النقاش كانت مطلب الأندية بالإبقاء على جميع فرق الدرجة الأولى دون هبوط. هذا المطلب لم يواجه أي معارضة تُذكر، بل حظي بإجماع، ما دفع الاتحاد إلى البحث عن صيغة قانونية تضمن عدم تعارضه مع قوانين الفيفا. القرار، إن تحقق، سيكون بمثابة طوق نجاة للعديد من الفرق التي تعاني مالياً وفنياً.
سباق مع الزمن للتحضير
رغم الحماسة الواضحة لاستئناف الدوري، كانت الأندية حازمة في طلبها فترة تحضيرية لا تقل عن شهرين، وهي فترة تتماشى مع الهدنة الحالية الممتدة لـ 60 يوماً. هذا المطلب يعكس الواقع الصعب الذي تواجهه الأندية، والتي تحتاج إلى إعادة ترتيب صفوفها قبل خوض غمار المنافسات. ورغم ذلك، لم يصدر الاتحاد أي إعلان رسمي بشأن موعد استئناف البطولة، خلافاً لاتحاد كرة السلة الذي حدّد الأول من شباط 2025 موعداً لانطلاق موسمه الجديد.
الاتحاد لا يزال في مرحلة الاستماع والمشاورات، حيث ينتظر أن يجتمع الأسبوع المقبل مع أندية الدرجة الثانية لبحث أوضاعها وتحدياتها. المشهد يبقى ضبابياً، لكن المؤكد أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ملامح المرحلة المقبلة لكرة القدم اللبنانية. في ظل هذه التحدّيات، يبدو أن الكرة اللبنانية أمام منعطف حرج، حيث يتعيّن على الاتحاد اتخاذ قرارات مصيرية لضمان استمرار المنافسة في موسم مليء بالمتغيّرات والتحديات. فهل ينجح في إيجاد حلول توافقية؟ أم أن الأزمات ستفرض واقعاً جديداً على اللعبة؟