اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٢٩ أيلول ٢٠٢٥
بيروت ـ ناجي شربل وأحمد عز الدين
تتجه الأنظار اليوم إلى ساحة النجمة، حيث تعقد جلسة تشريعية بجدول أعمال روتيني من 17 بندا، لا يستغرق إقراره أكثر من ساعة في الحالات العادية.
غير أن العين على قضيتين خلافيتين ستكون الجلسة مسرحهما وهما: تداعيات حادثة إضاءة «صخرة الروشة» يوم الخميس الماضي، وما سيطرح من تداعيات لها، وتوقع موقف لرئيس الحكومة د. نواف سلام في هذه الجلسة.
والأمر الثاني هو تعديل قانون الانتخابات، حيث أعدت كتل المعارضة وحتى الوسطية منها عدتها لإثارة الموضوع بعد رفض طلبها بإدراج اقتراح تعديل القانون لجهة اقتراع المغتربين على جدول الأعمال.
ويأتي ارتفاع مستوى الخلافات الداخلية، في ظل واقع دولي يشهد تراجعا ملموسا لجهة الدعم الذي أعطي للعهد والحكومة مطلع هذه السنة، اذ أشارت مراجع سياسية لـ«الأنباء» ان محادثات رئيس الجمهورية العماد جوزف عون واللقاءات التي أجراها على هامش الدورة العادية للأمم المتحدة في نيويورك أظهرت صورة مختلفة، وأنه لا بد من إعادة النظر بكثير من الأمور لتجنب الوصول إلى الحائط المسدود. وكان واضحا ان الاستمهال اللبناني في تنفيذ قرارات الحكومة وما تم الالتزام به في خطاب القسم الرئاسي وبيان الحكومة الوزاري لا يقبل المناورة ولا المراوحة، خصوصا ان لبنان في ظل وضع سياسي واقتصادي منهك مع احتلال ودمار وتهجير، لا يستطيع النهوض بمفرده.
وأضافت المراجع: «تصريحات الموفد الأميركي توماس باراك ومواقفه الأخيرة، على رغم تقلبها بحيث أصبح يشبهها اللبنانيون بتقلبات أحوال الطقس وتبدلاتها، غير انها في الوقت عينه تعطي إشارات لا يمكن الاستهانة بها.
وان التركيز على عدم وجود ضمانات للبنان يراد منها رمي الكرة في ملعب السلطة اللبنانية، وانها ان لم تتحرك فلن يقف إلى جانبها أحد، وان الوقت ليس في صالح الحكومة والعهد، والأولوية فقط لنزع السلاح».
وفي هذا الإطار، يأتي تصعيد «حزب الله» الذي رفع من سقف خطابه في الذكرى السنوية الاولى للأمين العام السابق السيد حسن نصر الله، إلى الحد الأعلى، ولم يعد هناك من أفق وسقوف لرفعه أكثر.
وتوقفت المصادر عند هذا التصعيد الذي أطلقه الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في حضور أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي لاريجاني، معطوفا على التصريحات الأخيرة لمسؤولين آخرين، الأمر الذي يؤشر إلى دفع من طهران بهذا الاتجاه، خصوصا ان المناسبة تزامنت مع إعادة تفعيل عقوبات الأمم المتحدة على طهران، المعروفة بـ «آلية الزناد» بعد فشل المحادثات مع الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا والمانيا) بشأن تأجيلها.
وبالتالي فإن السؤال الطروح: هل سيشارك الحزب في الحرب التي تقرع طبولها من قبل إسرائيل اذا انفجرت؟ وماذا ينتج عنها من وقوع لبنان مجددا تحت وطأة حرب جديدة على غرار ما حصل بعد «حرب الإسناد» التي بدأها «الحزب» قبل نحو عامين تحت عنوان دعم غزة؟ وتعول المصادر على ما سيتضمنه التقرير الاول للجيش اللبناني بعد أيام بانقضاء شهر من تنفيذ المرحلة الأولى من تطبيق سلطة الدولة ونزع السلاح جنوب الليطاني، الذي كلف الجيش به في جلسة الحكومة في 5 سبتمبر، والذي يمكن أن يبنى على مضامينه داخليا وخارجيا.
في المواقف، هنأ رئيس الجمهورية المديرية العامة لأمن الدولة، قيادة وضباطا وأفرادا، بالعيد الأربعين لإنشائها. ونوه «بالدور الذي تقوم به في إطار تنفيذ المهام الموكلة اليها استنادا إلى القوانين المرعية الإجراء».
وقال رئيس الجمهورية: «ان التطور البارز الذي سجل في أداء أمن الدولة، يعود إلى حرص قيادتها على ان تكون هذه المؤسسة الأمنية، مثل شقيقاتها القوى الأمنية الأخرى، العين الساهرة على أمن اللبنانيين وسلامتهم من جهة، وعلى حماية مصالحهم من جهة ثانية، لاسيما في الادارات والمؤسسات العامة من خلال مكافحة الفساد والقضاء على الرشوة ومنع التلاعب بحقوقهم أو ابتزازهم لإنجاز معاملاتهم.
وفي هذا السياق فإن المديرية العامة لأمن الدولة اثبتت فاعلية وقدرة على تطبيق القوانين من دون تمييز أو محاباة. ويقيني ان الأيام المقبلة ستشهد المزيد من الإنجازات في عمل الدولة حتى تصبح الإدارات اللبنانية في خدمة اللبنانيين وليس العكس».
من جهته، قال قائد الجيش العماد رودولف هيكل أثناء مشاركته في إطلاق سباق للركض مشمول برعايته: «اللبنانيون والجيش دائما معا، ولولا محبة المواطنين للمؤسسة العسكرية لما نجح أداؤها على كل الصعد، وهذا هو المقصود بشعار (مع بعض منوصل)».
في الجنوب، أمضى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي يوما في البلدات الحدودية ذات الغالبية المسيحية. وكانت له محطات بين الجرمق والعدوسية.
وتضمنت زيارة القليعة حيث ترأس قداسا في كنيسة القديس جرجس، والعيشية (مسقط رأس رئيس الجمهورية) وجديدة مرجعيون وإبل السقي وكوكبا.
ويشهد الأسبوع الحالي عمليا انطلاق السنة الدراسية في لبنان بعد بدء السنة الجامعية. وشهدت الأيام القليلة الماضية ارتفاع وتيرة الحركات في المكتبات لشراء الكتب بعد تقديم طلبات خاصة باللوائح مسبقا لتحضيرها، مع توفير لوازم القرطاسية المدرسية للتلامذة. ووجد الأهالي، كالعادة، أنفسهم أمام ضغط مزدوج لجهة تسديد الدفعة الأولى من القسط المدرسي تزامنا مع شراء الكتب والقرطاسية، فضلا عن تأمين دفعة مسبقة لخدمة النقل عبر الحافلات.
وشكا البعض من عدم قبول المكتبات اعتماد تسهيلات بالدفع. ورد عدد من أصحاب الأخيرة بأن الأمر لم يعد ميسرا، لإصرار التجار الكبار على تسديد الفواتير عند التسليم.
توازيا، ينطلق اعتبارا من الأيام الأولى لشهر أكتوبر المقبل، موسم الزيتون في جميع المناطق، من الجنوب إلى أقصى الشمال مرورا بحاصبيا.
ويبدو الموسم هذه السنة واعدا، وان كان بعض المزارعين ينتظر سقوط زخات المطر الخفيفة للبدء بالقطاف. وتتجه الأنظار إلى الجنوب، وتحديدا المناطق الحدودية وتلك الواقعة في الحافة الخلفية الثانية غير الأمامية، والتي حالت ظروف الحرب العام الماضي دون توجه المزارعين إلى حقولهم وقطاف الموسم.
وكشفت معلومات لـ«الأنباء» عن ان الوضع الميداني الزراعي أفضل على الأرض بكثير مما كان عليه العام الماضي، وان كانت بعض الحقول مقفلة أمام أصحابها جراء الاحتلال الإسرائيلي لبعض التلال، والممارسات اليومية التي تهدد سلامة المزارعين في بعض المواقع المتاخمة، فضلا عن تعرض عدد من البساتين في قرى الحافة الحدودية الأمامية للجرف من قبل الآليات العسكرية الإسرائيلية.