اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ١٤ أيار ٢٠٢٥
خاص الهديل. ..
كتب بسام عفيفي
هناك أحداث عقد تجري في يوم وهناك أحداث يوم تجري في عقد.. أمس واليوم وغداً في المملكة العربية السعودية هم ثلاثة أيام تجري وجرت خلالهم أحداث عقد كامل بل عقود عدة؛ فما حدث ويحدث يؤسس لتاريخ من التطور القادم بين واشنطن والرياض وبين الولايات المتحدة الأميركية وكل الشرق الأوسط.
لم تعد تستطيع الولايات المتحدة الأميركية بعد قمة خادم الحرمين وولي عهده والرئيس الأميركي ترامب العودة الى الوراء؛ فهذه القمة شقت لأميركا طريقاً يأخذها لمقاربة جديدة لقضايا الشرق الأوسط ولما يجب أن تكون عليه مستقبل علاقاتها بمنطقة الشرق الأوسط.. هذه القمة طوت صفحة لتدشن صفحة جديدة تصحح تشوهات الماضي وتؤكد على الإيجابيات فيه، وتبني طريقاً جديداً مدهشاً وثورياً وذا شمس ساطعة.
الرئيس ترامب كان دقيقاً حينما اختار عنواناً لنتائج زيارته للسعودية، وذلك حينما وصفه بأنه يوم تاريخي في السعودية..
لماذا تاريخي؟؟
.. لأن لقاء الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي ترامب حمل ثورة على مستوى صناعة الزعماء للأحداث الكبرى، وذلك حينما يكون هؤلاء الزعماء لهم خاصية واستثنائية من النوعية التي يتمتع بها كل من الأمير بن سلمان والرئيس ترامب..
نوعية الزعيمين والاستثنائية التي تتميز بها شخصيتيهما أعطت للزيارة صفة الموقف التاريخي الذي أسس في ثلاثة أيام لعقود من الأمل ودعم الاستقرار والازدهار.
لماذا تاريخي؟؟..
.. لأن الرئيس ترامب جاء إلى المملكة العربية السعودية ليقول أن الولايات المتحدة الأميركية تبدأ رؤيتها الجديدة للشرق الأوسط ولمستقبله من هذا البلد الذي اعتاد عبر الزمن أن يصنع التاريخ الجديد للأمم وليس فقط لشعبه؛ ومن هذا البلد الذي منه تنطلق توازنات سياسات كل المنطقة.
لماذا تاريخي؟؟.
.. لأن السعودية هي البداية التي تلهم القادة العظام فكرة تحويل المسار من الجمود إلى الحركة باتجاه الانفتاح والعمل من أجل السلام وتفاهم الشعوب والحضارات بدل احترابها.
تستمر الزيارة التاريخية لمملكة تعيش لحظة إشراقة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي كتب داخل عائلته تجربة الحكمة في قيادة السعودية، وتعيش في لحظة نجله ولي العهد استكمال المجد للسعودية.
التاريخ هو اليوم لا يتوقف؛ فهو كنهر يجري نحو زرع المزيد من الخضرة في السهول البعيدة. فالليل يتصل بالنهار كقلب ينبض بالحياة ويدين تبني ولا تترك وقتاً دون أن تعمل فيه؛ إنه أمير العصر الذي يوفر ويتيح للمنطقة فرصة نادرة كي ينقلها من حالة إلى حالة ومن مرحلة قاتمة تمتاز بالضياع إلى مرحلة ثابتة تمتاز بالاستقرار وتغيير الاتجاه نحو الانفتاح على مستقبل مكتنز بثمار استغلال اكتشافات العلم الباهرة لخير وسعادة الإنسان.
الوقت ثمين وكل لحظة تحمل اكتشافاً علمياً جديداً، والتحدي هو كيف نوقف قتل الوقت الثمين بالحروب المتوحشة والمتخلفة، وبتمويل شجرة الأخطبوط الشريرة؛ بدل أن نوظف لحظات التقدم العلمي الباهر في خدمة خير الإنسانية وجعلها تعيش في نعمة تقدمها وازدهارها.
قمة السعودية الأميركية التاريخية تضع المنطقة على بداية طريق يغير المسار من الحرب إلى السلم؛ من الجمود وراء ايديوجيات الكره إلى الانفتاح على ثقافات التفاهم والتفاعل والبناء المشترك؛ من صرف الأموال على الحروب إلى صرف الأموال على الاستثمار في قطاع الازدهار الكبير والرحب والفسيح.
بحقٍ بنت قمة الرياض – واشنطن أساساً جديداً للمسار العالمي ولمسار المنطقة، وجوهر معادلته الأساسية يقع في أن العالم يحتاج لشخصيات استثنائية من نوع ولي العهد الأمير بن سلمان والرئيس ترامب، تفتح الطريق أمام تقدم التاريخ ولا تبني سدود التخلف أمامه وبوجهه.