اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٣١ تموز ٢٠٢٥
باختصار،
إنها مدرسة الشرف والتضحية والوفاء، التي منحتني شرف الانتماء إلى صفوفها لأنهل من علومها الوطنية على مدى سنة كاملة من العمر، أمضيتها في رحاب 'مدرسة خدمة العلم'.
هذه السنة الواحدة كانت كفيلة بالنسبة لي كما لباقي زملائي أبناء جيلي من الشباب اللبناني، في منحنا جرعة إضافية من الوحدة الوطنية والعيش المشترك ضمن بوتقة لبنانية واحدة، بعيداً عن أي انتماءات أو محاصصات أو ولاءات طائفية ومذهبية ومناطقية..
واليوم وفي الذكرى الـ 80 لتأسيس الجيش اللبناني، كم نحن في لبنان بأمس الحاجة لإعادة إحياء 'مدرسة خدمة العلم'، التي توقفت قسراً منذ سنوات طويلة بقرار سياسي صادر عن مجلس النواب في ذلك الحين، علق بموجبه العمل بأحكام قانون خدمة العلم(لأسباب نجهلها).
من هنا نشدّ على أيدي جميع أعضاء مجلس النواب الحاليين الكرام (ولنا بينهم أصدقاء كثر)، وندعوهم إلى الإسراع في المبادرة إلى تقديم اقتراح مشروع قانون وطني جديد معجل مكرر، يقضي بالعودة فوراً إلى العمل بأحكام قانون خدمة العلم السابق،(مع الأخذ بعين الاعتبار بعض التعديلات الإيجابية في حال وجوبها) نظراً للحاجة الملحة لإعادة تطبيقه في لبنان، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة والأزمات المتكررة التي شهدتها البلاد مؤخراً.
في عيد الجيش، لا تكفينا العبارات المنمّقة، ولا نكتفي بالتهاني العابرة. لأننا حين نتحدث عن الجيش، فإننا نتحدث عن الرجال الذين حملوا التراب على أكتافهم، ووضعوا أرواحهم درعًا بيننا وبين العدو الإسرائيلي.
نعم، هؤلاء هم الذين لا تظهر صورهم في كل نشرات الأخبار، ولا يسعون وراء الأضواء…
لكنهم هناك، يقفون خلف الحدود، على جبهات القتال، في الميدان، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الواجب.
ففي زمنٍ تاهت فيه البوصلة، يبقى الجيش هو الاتجاه الصحيح.
وفي وقتٍ كثرت فيه الضوضاء، يبقى صوته صامتًا لكنه الأصدق.
نحن اللبنانيين، مع ضمان وديمومة هذه المؤسسة العسكرية الوطنية، بفضل تضحياتها وصمودها، وفي ظل قيادتها الرشيدة، وفي عهد قائدها المغوار ، وقبل كل ذلك بفضل شهدائها الأبطال الذين رووا بدمائهم الزكية أرض الوطن، واستبسلوا بالدفاع عنه انطلاقاً من عمليات حفظ الأمن والنظام العام في الداخل، ووأد كل أشكال الفتن الطائفية والمذهبية والمناطقية، وبسط سلطة الدولة وهيبتها على جميع الأراضي اللبنانية بما فيها ضمناً الحدود البرية والبحرية، دون أي تمييز بين مواطن وآخر.
يا جيشنا البطل، يا حامي الأرض والعِرض..
في يومك، نُجدّد العهد لك لا بالكلمات والشعارات فقط، بل بالمواقف أيضاً.
نُجدد العهد بأننا سنبقى أمناء على صورتك النقيّة، وسنظل نُخبر الناس أنك كنت ومازلت وستبقى
النبض الذي لا يخون، والسلاح الذي لا ينكسر.
عهداً لكم جميعاً أننا سنحفظ لكم هذه التضحيات، وسنبقى أوفياء لـ'مدرسة الشرف والتضحية والوفاء'(مدرسة خدمة العلم).
الاعلامي محمد العاصي
*(رئيس 'المجلس الثقافي الإنمائي لمدينة بيروت