اخبار لبنان
موقع كل يوم -أي أم ليبانون
نشر بتاريخ: ٢٢ حزيران ٢٠٢٥
أصدر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بيانًا أشار فيه إلى أنه 'بعيدًا عن المواقف الطابوية التي أكرهها، تضعنا هذه الحرب المصيرية بين ثابتتين أكيدتين: الأولى أن 'إسرائيل' مجرّد ثكنة أطلسية تتحطم تحت الصواريخ الإيرانية، والثانية أنّ أميركا بكل ثقلها وترسانتها قامت بضربة إستعراضية للمنشآت النووية الإيرانية بلا نتائج إستراتيجية فقط لشراء الهيبة وسدّ الباب أمام ردّ إيراني كبير، وبذلك ننتهي إلى حقيقة جيوسياسية طويلة الأمد تؤكّد أن إيران قَدَر محتوم لا بد منه بالشرق الأوسط، وأنّ زمن القوة الأميركية دخل بما تُسمّيه الصحافة الأميركية بشيخوخة ترامب، وأنّ التكوين السياسي للمنطقة بعد هذه الحرب سيكون لصالح طهران وبكل قوة'.
وأضاف أن 'واشنطن قبل غيرها كانت هيّأت نفسها للقبول ليس بإيران النووية فقط بل بالقوة الإيرانية الناظمة التي لا يمكن تجاوزها بالشرق الأوسط، وأي مفاوضات مستقبلية قطعًا سيُجهد المفاوض الأميركي نفسه فيها لتحصيل بعض الضمانات الهزيلة لـ'تل أبيب' التي تعيش تحت أنقاض الصواريخ الإيرانية الثقيلة، ومع هذه البروفة الإيرانية التاريخية بدا واضحًا أنّ زمن الإمبراطورية الصهيونية إنتهى وإلى الأبد'. لافتًا إلى أن 'السؤال الجدي جدًا أين يقف لبنان وسط أسطورة إسمها إيران التي إستنقذته من بين مخالب أسوأ إحتلال صهيوني منذ العام 1982؟ واللحظة تاريخ ولا نريد أن نكون خارج التاريخ، ولا تاريخ حرّ خارج الشراكة القوية مع طهران، وخيار الأوطان قوة وممانعة وسلاح مقاوم ومجد سيادي يؤكد حقّ فلسطين والقدس وعظمة دماء غزة ولبنان وخيانة من طبّع ومن شارك ويشارك 'تل أبيب' وواشنطن حربها على إيران التي فاقت كلّ الدنيا سيادة وشجاعة ومعادلات'.
وتوجّه قبلان بالقول أن 'الشرق الأوسط اليوم إثنان: شريك لأميركا التي تعاني من عوارض شيخوخة قاتلة، وشريك لطهران التي تكتب تاريخ هذا الشرق بصواريخ السيادية الثقيلة بعيداً عن أي دعم من أي أحد بهذا العالم'. مؤكّدًا أنه 'لا مجد فوق مجد الصواريخ الإيرانية التي ذكّرتنا بأن الوطن سيادة وشرف وقوة تحمي بعيدًا عن إنبطاح أنظمة المنطقة التي يتعامل معها ترامب معاملة العبيد، وبهذه الحرب قال التاريخ كلمته ومفادها: يمكن تخيّل الشرق الأوسط بلا 'إسرائيل' لكن مستحيل تخيّل الشرق الأوسط بلا طهران القوية، والأيام شواهد'.