اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٦ أيار ٢٠٢٥
في ختام الجولة الرابعة من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي النبطية ولبنان الجنوبي، أثبت «التغييريون» أنهم الخاسر الأكبر بين جميع الفرقاء السياسيين. بحسب صحيفة الأنباء الإلكترونية، فقد غاب مرشحو قوى التغيير عن المعركة الانتخابية تمامًا، بينما امتنع تيار المستقبل عن الترشح أو تقديم دعم انتخابي، بينما عززت الأحزاب حضورها مجدداً، تمهيدًا للانتخابات النيابية المنتظرة في ربيع 2026.
وفيما اعتُبر الإنجاز الأكثر بروزًا لوزارة الداخلية والحكومة والعهد، من حيث إنجاز الاستحقاق المحلي بسلاسة وأمان، برزت قوة كأكبر المستفيدين: حزب القوات اللبنانية وبعدها والثنائي الشيعي (حركة أمل وحزب الله) الذي حصد الاستعطاف واستفاد منه بعد الحرب الأخيرة. في حين حلّ الحزب التقدمي الاشتراكي ثانيًا بفضل انتصاراته الواسعة في مناطق نفوذه بالشوف وعاليه والمتن الأعلى وبيروت وراشيا وحاصبيا.
وبحسب 'النهار'، فالنتيجة الأساسية التي برزت حيال الواقع الشيعي بعد الحرب الإسرائيلية المدمرة فعكسها عدم حصول التغيير الذي توقعه البعض أو دفع باتجاهه بعض آخر إذ أنّ واقع التزكية والتحالفات بين الثنائي الشيعي والقلة القليلة من الاختراقات المستقلة أو المناهضة للثنائي تعكس عدم تغيير ملموس بعد في الواقع الشعبي أقله بالحجم الذي كان كثيرون يراهنون عليه.
وأكد النائب غسان سكاف في حديثه لـ«الأنباء» أنّ القوات اللبنانية والثنائي الشيعي يسيطران على الساحتين الإسلامية والمسيحية. وأنّ غياب تيار المستقبل من شأنه أن يؤسس لمرحلة جديدة على صعيد المواقع السياسية.
أيضاً وبحسب 'النهار'، فكانت المبارزات البارزة على الساحة السنية من طرابلس إلى بيروت فصيدا والبقاعين الأوسط والغربي وبرز التشرذم بقوة في كل معالم هذه المبارزات بما عكس مجدداً الأثر العميق والمستمر لغياب الحريرية التي لم تملأ ثغرتها.
أما في معركة جزين، فأشار سكاف إلى أنّ حزب الله، بعد أن دفع بصوته الشيعي لتغيير نتائج الانتخابات لصالح التيار الوطني الحرّ بعد أن كان استخدم الصوت الشيعي لتغيير نتيجة المعركة في زحلة وبيروت عبر تحالفات «همايونية».
فهل يمكن قراءة نتائج الانتخابات البلدية في محافظتي النبطية ولبنان الجنوبي كتمهيد لإعادة رسم التحالف بين حزب الله والتيار الوطني الحر على مستوى أوسع؟ إذ بدا واضحاً أن الحزبين يعكسان مصالح مشتركة تتجاوز البعد الطائفي إلى مصالح سياسية واستراتيجية. اذ سارَع حزب الله في جزين لردّ التحية للتيار الوطني الحر. بحسب سكاف، أبقى الحزب على تحالفه مع التيار الوطني الحر لأنه من دون شريك مسيحي لا يمكنه أن يفعل شيئاً. هو بأمس الحاجة لهذا التحالف. ما يمكن أن يعكس نية حقيقية لصياغة تحالف يمتد إلى الانتخابات النيابية المقبلة بما يخدم أهدافهما المشتركة على الأرض.