اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
يبدو ان العدو الاسرائيلي مصمم على ضرب كل ما يمكنه ان يساعد على اعادة الاعمار في الجنوب ، فبعد ان استهدف معرض الجرافات استهدف معامل الباطون والحجارة في اعنف غارات بصواريخ ارتجاجية ادت الى هلع كبير وإحداث اضرار جسيمة ، بينما وزارة الخارجية اللبنانية عاجزة حتى عن كتابة شكوى الى مجلس الأمن الدولي .
وتواصل العدوان امس حيث استهدفت مسيَّرة إسرائيلية معادية، سيارة من نوع ربيد على طريق قلاوي في محلة الطبالة على طريق بلدة خربة سلم، أدت الى سقوط ضحية.
وصباح أمس، ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية، في اتجاه منطقة قطعة الزيتونة في بلدة بليدا في قضاء مرجعيون، من دون وقوع اصابات.
فيما حلقت مسيّرة إسرائيلية على علو منخفض فوق مدينة صور وقرى وبلدات القضاء.
وفي الإطار عينه، حلق الطيران المسيّر الإسرائيلي فوق السلسلتين الشرقية والغربية والبقاع الاوسط وصولا إلى بعلبك ومقنة ويونين في البقاع الشمالي.
إلى ذلك، توغلت فجر أمس قوة إسرائيلية في اتجاه منطقة السلطانة عند الأطراف الجنوبية الشرقية لبلدة يارون في قضاء بنت جبيل، وعمدت إلى نسف أحد الأبنية غير المأهولة في المنطقة.
وأعلنت مؤسسة مياه «لبنان الجنوبي»، في بيان «أن العدوان الاسرائيلي الهمجي ادى الى اصابة وتدمير المخزن الاستراتيجي لمؤسسة مياه لبنان الجنوبي الخاص بالمحروقات وخسارة ما فيه بالكامل».
أضافت:«إن المخزن كان يحتوي على نصف مليون ليتر من مادة المازوت تستفيد منها المؤسسة من خلال توزيعها على القرى والبلدات الجنوبية لتشغيل مولدات الكهرباء العائدة لمحطات وآبار المياه».
وعمد جنود جيش العدو الى اطلاق رشقات نارية باتجاه محيط مجموعة من الاهالي كانوا يقومون بقطاف الزيتون في محلة العنق في بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل، بحماية دورية من الجيش اللبناني وقوات اليونيفل، ولم يُفد عن وقوع اصابات .
ومن النبطية افاد مراسل اللواء سامر وهبي أن العدو الاسرائيلي نفذ عدوانا جويا ليل الخميس - الجمعة وهو الاضخم والاكثر تدميرا وضررا في استهدافاته المتكررة على المنشآت الاقتصادية والصناعية منذ وقف اطلاق النار بعد عدوان الـ66 يوما، حيث دمرت طائراته الحربية واحدة من اكبر المنشآت الصناعية في منطقة الجنوب في وادي بصفور سيناي، انصار في قضاء النبطية .
فقد استهدف الطيران الحربي الاسرائيلي المنطقة الصناعية الواقعة في وادي بصفور والواقعة الى الطرف الغربي لمعتقل انصار سابقا والتابعة عقاريا لبلدة سيناي ، بأكثر من 12 غارة جوية عنيفة ملقياً عشرات الصواريخ الثقيلة. والتي استهدفت منشآت شركة المجابل العاملية والشركة الوطنية للكسارات وهما شركتان لبنانيتان سجلهما التجاري الاولى في النبطية ( انطلقت عام 2017)، والثانية في صيدا (انطلقت عام 1991)، وتضمان معامل لانتاج الزفت ومجابل باطون وخزانات للوقود المتنوع ومباني ادارة وسكن، وتحولت جميعها الى انقاض وركام متفحم فضلا عن تدمير عشرات الآليات الثقيلة والمتنوعة والمخصصة للاشغال والحفريات.
العدوان الجوي ادى الى اصابة 5 عمال كانوا يبيتون في أحد مباني الحراسة وهم 3 سوريين ولبنانيين اثنين تمت معالجتهم في مستشفى الشيخ راغب حرب في تول.
العدوان الجوي الاسرائيلي استهدف منطقة جبلية، تحولت بفعل انشاء كسارات فيها الى وديان ومنحدرات شاهقة ، اطلق العمل فيها شركة قاسيون السورية كمنشآت صناعية منتصف الثمانينات التي عملت حينها على مدى سنوات على شق وتعبيد وتأهيل الكثير من الاوتوسترادات والطرق في الجنوب، ومن بعدها توالى عدد من الشركات على اكمال العمل في الكسارات وإنشاء مجبل للباطون ومعمل لتصنيع الزفت، واستمرت الشركة الوطنية للكسارات بالعمل منذ مطلع التسعينات، ثم جاورت العمل في المنطقة معها شركة المجابل العاملية .
وتسبب العدوان الجوي بتدمير منشآت شركة المجابل العاملية من مباني ادارة واقامة الموظفين وللعمال،اضافة الى تدمير اكثر من جبالة باطون ( جرة ) ، و4 مضخات باطون كبيرة الحجم (بام)، والعديد من شاحنات النقل الكبيرة، والجرافات الثقيلة والمتوسطة والبوب كات الصغيرة، وسيارات الرابيد، اضافة الى عدد من مولدات الكهرباء بينها مولد بطاقة 1000KVA وآخر بطاقة 700 KVA.
وحولت الغارات ايضا هنغار صيانة آليات وتخزين مواد بمساحة 4000 متر مربع الى كتلة حديدية متناثرة ، تدمرت واحترقت كافة محتوياته من معدات ولوازم تستعمل في اعمال التزفييت على الطرقات ، كما دمرت الغارات خزان مازوت كان يحتوي على كمية 50 الف ليتر ، وخزان يحتوي على كمية 120 طناً من مادة بيتومين (الكولاس)، وخزان ثالث يحتوي على كمية 60 طناً من مادة الفيول، كلها كانت تستعمل لتشغيل معمل الحراقات الخاص بالزفت والذي دُمِّر بالكامل، وتسبب انفجار الخزانات الثلاثة بإحداث وميض هائل لحظة الغارات أضاء وهجه سماء البلدات المحيطة بشكل غير مألوف .
الاستهداف المعادي الذي طاول منشآت شركة المجابل العاملية على مساحة 10 كيلو متر مربع ، قُدِّرت خسائره بملايين الدولارات، وكان يعمل في الشركة اكثر من 65 موظفاً ومياوماً وجميعهم من ابناء المنطقة.
كما اصيبت منشآت الشركة الوطنية للكسارات بأضرار فادحة، وهي تقع الى جانب شركة المجابل العاملية من الطرف الجنوبي، ودمرت الغارات الكسارة فيها اضافة الى العديد من الشاحنات والمحادل والجرافات ، ومباني الحرس والاقامة والادارة ، ومولدات كهرباء ، وهنغار كبير بمساحة 4000 متر مربع .
كما تضرر معمل صافي زريق لانتاج احجار الاسمنت ، ودمرت الغارات اجزاء من منشآته وعدداً من الآليات، كما اصيب معمل لانتاج الباطون الصناعي للبلاط بأضرار فادحة.
وحولت الغارات المنطقة المستهدفة الى منطقة منكوبة طالها زلزال، ودمرت فيها اعمدة الكهرباء،وبقيت سحب الدخان تتصاعد من الكثير من الآليات المدمرة ، وبعض المباني ، وتفوح روائح الكاتشوك والكولاس المحترق، فيما تجمعت كميات من المازوت في العديد من الاماكن بفعل الاضرار التي اصابت الخزانات الخاصة بها .
الغارات المعادية ادت الى إلحاق اضرار كبيرة بمدرسة سيناي الرسمية ، وبأضرار وتصدعات في المنازل في حي الوعر في البلدة والمحاذي للاطراف الشرقية لمكان العدوان الجوي ، كما تحطم زجاج عشرات المنازل في البلدة .
وادان رئيس بلدية سيناي حسن رضا زريق بعد جولة له في مكان الاستهداف هذا العدوان الارهابي المتمادي على منطقة صناعية بامتياز ، تعمل منذ عشرات السنوات، وهنا العديد من الشركات، وتعتاش عشرات العائلات من عمل أربابها هنا، كموظفين وعمال في مجبل الباطون ومعمل الزفت ... ونحن نحب ارضنا كثيرا وسنحميها بكل ما نملك.
وطالب زريق الحكومة ان تقف الى جانبنا وخاصة في هذه الاوضاع الصعبة التي نمر بها،ونتمنى عليهم ان يتركوا كل الخلافات السياسية جانبا وينسوها ويهتموا بوضع الناس ومعيشتهم وما يتعرضون له من عدوان يومي جائر .
وافاد مدير العلاقات العامة والاعلام في مستشفى الشيخ راغب حرب في تول النبطية رائف ضيا ان قسم الطوارىء استقبل 5 اصابات جراء العدوان الجوي الاسرائيلي الذي استهدف منطقة بصفور مساء أمس ، وهم 3 سوريين ولبنانبين من عمال مجبل الباطون وقد اجريت لهم العلاجات اللازمة وحالتهم مستقرة.
ومساء أمس أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن العدو اطلق نيرانه باتجاه بلدة كفركلا - حي الضهور.
النبطية
احيت مدينة النبطية الذكرى السنوية الاولى لشهداء المدينة ممن ارتقوا خلال حرب الـ66 يوما، وذلك بمسيرة حاشدة انطلقت من امام المسجد الكبير تقدمتها فرق من كشاف الامام الحسين وحملة الاعلام اللبنانية وجابت شوارع المدينة
ولدى وصول المسيرة الى النادي الحسيني اقيم احتفال تأبيني، وبعد كلمة لعضو المجلس البلدي لمدينة النبطية الدكتور محمد جواد كحيل، القى مفتي وإمام النبطية الشيخ عبد الحسين صادق كلمة قال فيها:
على كل ابناء الوطن وشرائحه وقواه أن تجعل قضية الإحتلال قضيتها الأولى، وتتخذ من السلاح وسيلة ضغط ونقطة قوة لإيقاف الإعتداءات والخروقات المستمرة.. وحاشى أن نرضى لهذا السلاح النزيه أن يوظّف في الإستقواء على الدولة أو الإستعلاء على الآخر!...بعد إنهاء الإحتلال، الكلّ مقتنعٌ بحصر السلاح بيد الدولة وإنطلاق الجميع إلى عملية الإصلاح الجادّة الشاملة لتنتشل وطننا العزيز من أزماته المزمنة.
وألقى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي كلمة بإسم حزب الله استعاد فيها مشاهد البطولة والثبات التي رسمها أبناء النبطية،وأكد أن الخضوع لا مكان له في ثقافة المقاومة، ولا في قيم هذا الشعب الذي تربّى على العزّة والكرامة، مشدداً على أن الاستسلام غير موجود في قاموس المقاومين الذين آمنوا أن الدم هو الطريق إلى الحياة الحرة الكريمة.
ثم القى النائب هاني قبيسي كلمة حركة امل فقال: «مدينة النبطية تقف اليوم في ذكرى ابنائها الشهداء،في مسيرتهم في سويتهم الاولى شامخة عزيزة ابية من ساحة الامام الحسين ومنبره نلقي التحية على من قدموا انفسهم قرابين لهذا الوطن ونقول لهم بأنكم كتبتم تاريخا مجيدا للدفاع عن الأرض والسيادة.