خاص- في الذكرى الثالثة عشرة لبدء الحرب على سورية: المقداد زار الرياض... وتعزيز للعلاقات الثنائية!

حسان الحسن-

تستمر الولايات المتحدة والغرب بممارسة شتى أنواع الضغوط على سورية، وعلى الدول التي تعيد أو ستعيد علاقاتها مع دمشق، بخاصةٍ الضغوط الإقتصادية والسياسية. و آخر الضغوط كان موافقة مجلس النواب الأميركي 'الكونغرس'، في الأسابيع الفائتة، على مشروع قانون يحمل أسم 'مناهضة التطبيع مع نظام الأسد لعام 2023'، يحظّر 'التطبيع' مع السطات السورية، وذلك بعد الإنفتاح العربي، تحديدًا الخليجي على سورية، التي تبقى ماضية في إستعادة علاقاتها مع محيطها، لا بل تعميق هذا العلاقات، بعد عودتها إلى ما كانت عليه قبل إندلاع الحرب الكونية على سورية في منتصف آذار 2011.

وعلى هذا النحو، تمضي دمشق في تطوير علاقاتها مع المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، خصوصًا على الصعيدين الدبلوماسي والإقتصادي. وفي هذا الإطار جاءت زيارة وزير الخارجية السورية فيصل المقداد إلى الرياض، في الأيام القليلة الفاتئة. و سبق ذلك، في الأعوام الفائتة عقد إتفاقات لتعزيز التعاون الإقتصادي بين سورية والإمارات. ولعله من قبيل الصدفة أن تأتي زيارة المقداد الأخيرة للعاصمة السعودية في الذي الثالثة عشرة لبدء الحرب الكونية والمستمرة على سورية، بقيادة الحلف الغربي الذي ترأسه واشنطن. فلماذا تغض الطرف عن حلفائها العرب الذي أعادوا علاقاتهم الدبلوماسية مع دمشق؟

هنا، يؤكد خبراء في العلاقات الدولية أن 'لدى بعض الدول العربية الحليفة للولايات المتحدة، هامشاً معيّناً من التحرك 'بإستقلالية' في هذه المنطقة، تحديدًا لجهة تنظيم العلاقات مع الدول فيها، كسورية وإيران، ولكن هناك خطوط حمر أميركية، لا يتجاوزها أي حليف لواشنطن'، برأي الخبراء. ويذكّرون أنه 'سبقت هذه الإندفاعة الخليجية تجاه دمشق، 'إندفاعة' مماثلة في الأعوام الفائتة، إثر ورود معلومات عن إمكان عودة العلاقات الثنائية بين بعض الدول الخليجية مع سورية، غير أن هذه الدول تراجعت، تحت تأثير الضغوط الأميركية'.

ويلفت الخبراء إلى أن 'بعد ثبات الحكم في دمشق، لا تزال الدول الغربية تكابر، وليس بإمكانها التسليم بالنتائج التي آلت إليه الحرب الكونية على سورية، لذا لن تعيد هذه الدول علاقاتها مع الأولى في المدى المنظور، لكنها غضت الطرف عن بعض حلفائها، عّلهم يسهمون في تقليص الحضور الإيراني في سورية والمنطقة، من خلال تفعيل العلاقات الخليجية مع دمشق، بما يخدم مصلحة الولايات المتحدة وحلفائها'.