بين نبضتين...

تتسع المسافة بما يكفي لتختبىء فيها كل الذكريات التي لم نجرؤ

على قولها،

كل الرسائل التي ترددنا في كتابتها،

وكل النظرات التي خفنا ان نطيلها في وجوه صامتة...

****

هناك في فسحة لا تراها العيون،

تعيش نسخ من تمثال انسان...

اقرب الى الهمس منها الى الواقع،

اقرب الى الحلم منها الى الحضور.

بين نبضتين،

اشعر كما لو انك تسكن القلب لا الجسد،

تمرّ كنغمة شاردة في تخطيط صامت،

صمتك خط مستقيم لا ينفك حتى يعود فجأة الى الحياة كأنه

صعك بكهرباء كونية...

وترحل.... دون ان تترك سوى رعشة خفيفة،

كالتي تصيب القلب حين يتذكر فجأة انه وحيد.

اكتبك لا كما كنت،

بل كما اردتك ان تكون:

حنونا في غيابك،

صادقا في سكوتك،

ومتورطا في نظراتك الى الابد

حالما في سكوتك... وحقيقيا في ابتسامتك...

بين نبضتين...

اصمت، لان الكلام لا يتسع،

واكتب، لان الحنين لا يحتمل الصمت

نبضات قلب مهما تسارعت او تباطأت بقي الاحساس واحدا

والمسافة اضمحلت...