باعة الورود الحمراء في بعلبك: إشراقة الحب والجمال في الشوارع

بعلبك - وسام اسماعيل:

برزت في الفترة الأخيرة في شوارع مدينة بعلبك ظاهرة إيجابية تتمثل في بيع الشبان للورود الحمراء على الطرقات وبين المارة، خاصةً في الأماكن السياحية داخل المدينة، فيقومون بعرض باقات الورد الجميلة التي ترمز إلى الحب والعاطفة.

أضاءت هذه الظاهرة الجميلة أجواء المدينة وسط المزاج السلبي الذي يسود البعلبكيين نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة والوضع الأمني المتوتر. إنها تعيد لنا الأمل وتعزّز الإيجابية والتواصل الإنساني، وتضيف لمسة من الجمال والبهجة إلى حياة الناس في الشوارع.

وتتميز هذه الظاهرة بتواجد الشاب علي، البالغ من العمر 21 عامًا، الذي يبدو فخوراً وهو يحمل باقة كبيرة من الورد الأحمر قام بترتيبها بعناية وإبداع، وبينما كنا نتحدث إليه، التقط وردة حمراء من تلك الباقة وقدمها إلى شاب وصبية كانا داخل سيارتهما. وبعد ثوانٍ قليلة، تمكن من إقناعهما بشراء هذه الوردة، تغمره السعادة على البسمة التي زرعها في وجهيهما، وبعدها عاد إلينا ليكمل حديثه حول كيفية تجاوزه العقبات وتحويل جهوده إلى مصدر دخل مستدام. وأخبرنا أنه انتقل من وظيفته السابقة كعامل في مغسل للسيارات ليصبح بائعاً للورد. وبالفعل، يقوم العديد من المارة بشراء الورد منه ليهدوه إلى أحبائهم وعائلاتهم. وبهذا نجد أن الجمال والبهجة لا يتمثلان فقط في الأشياء المادية، بل يمكن أن يتجلّيان في أعمالنا اليومية.

وعلى الرغم من كل التحديات، فإن هؤلاء الشباب يثبتون أنه يمكن تحقيق النجاح من خلال الجد والاجتهاد في العمل. إن بيع الورود قد يبدو أمرًا بسيطًا، ولكنه يعكس التزام هؤلاء الشباب بتوفير مصدر دخل لعائلاتهم والعمل على تحسين حياتهم اليومية. يجب أن نحترم ونقدر هذا النوع من العمل الجاد والمبادرة الجيدة التي من خلالها يقدمون لنا درسًا في الاستقلالية وتحمّل المسؤولية. إن قدرتهم على كسر الحواجز وتحويل موهبتهم في بيع الورود إلى فرصة لتحقيق النجاح وتحسين حياتهم يُعدّان عملاً ملهمًا.

إن التفكير بشكل إيجابي والمشاركة في قصص النجاح يمكن أن يكون له تأثير كبير على حياة الشباب ويساهم في تعزيز الروح الإيجابية والتفاؤل في المجتمع.