اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٢٣ أيلول ٢٠٢٥
واصلت الطائرات المسيّرة المعادية التحليق بشكل متواصل في أجواء منطقة مرجعيون، حيث لا تغادر الأجواء منذ أيام، وتسجّل تحليقًا كثيفًا على مدار الـ 24 ساعة من دون انقطاع.
هذا وألقت مسيّرة معادية قنبلة صوتية على الشاطئ قبالة حقل الرماية في رأس الناقورة.
وقال مصدر أمني إسرائيلي لقناة «الحدث» إنّ حزب الله يحاول إعادة ترميم نفسه، ما يستدعي «يقظة مستمرة» من الجانب الإسرائيلي. وأضاف المصدر أنّ المطلوب هو نزع سلاح حزب الله بالكامل، مع التشديد على أنه «لا مكان لحالة رمادية» تُبقي التنظيم مسلّحاً جزئياً.
وحذّر المصدر من أن «من يبني قدرة عسكرية ضد إسرائيل ليس محصّناً، سواءٌ كان ناشطاً أو قائداً رفيعاً»، مؤكداً أن إمكانية تنفيذ عملية برية أوسع داخل لبنان قائمة إذا تطلّب الأمر.
وأوضح أنّ إسرائيل «لن تنتظر طويلاً» وأنّها قد توسّع نشاطها داخل الأراضي اللبنانية في حال لم يُنفّذ نزع سلاح الحزب.
إدانات للمجزرة
الى ذلك، توالت ردود الفعل المنددة بمجزرة بنت جبيل، والتي اكدت انها«جريمة حرب جديدة مكتملة الأركان تطال كرامة الوطن وسيادته»، مطالبة بـ«موقف وطني جامع يضع حداً للعدوان المتكرّر على أرضنا وشعبنا ، واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بلجم هذه الإستباحة لسيادة الوطن وقتل أبنائه».
دان العلَّامة السيد علي فضل الله، بشدة المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني في بنت جبيل، في حق الطفولة والتي أدت إلى استشهاد أب وأطفاله الثّلاثة وإصابة الأم وطفل رابع بجراح.
ورأى فضل الله «أن ما ارتكبه العدو من عدوان آثم يشكل جريمة ضد الإنسانية والطفولة وهي برسم كل دعاة حقوق الانسان والحرية في العالم»، داعيا الدولة إلى «تحمل مسؤوليتها الكاملة وعدم الاكتفاء ببيانات بل بمواقف ضاغطة من خلال العمل على كل الصعد حتى يتوقف نزيف الدم البريء هذا والذي نريد ان لا يبقى مباحا ومشاعا وخصوصا الدفع باتجاه الملاحقة القضائية والقانونية لهذا العدو».
ووصف «المؤتمر الشعبي اللبناني» مجزرة بنت جبيل، بـ«الهدية الصهيونية للموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس في خلال زيارتها إلى لبنان، وبالاستهتار الإسرائيلي الفاضح بالدول الراعية لوقف إطلاق النار»، واشار الى ان «قتل أطفال لبنان وفلسطين بات مصدر بهجة عند الصهاينة الذين يتغذون على الحقد والكراهية ضد كل من لا ينتمي إليهم، وبات أمراً مألوف عند الإدارة الأميركية التي تعلن دوماً دعمها الكامل للكيان الصهيوني، وتسانده في كل المحافل الدولية وتدعمه بكل انواع الأسلحة الفتاكة».
ودان المكتب التربوي للتنظيم الشعبي الناصري «هذه الجريمة الوحشية، وسياسة العربدة والعدوان التي يمارسها العدو الصهيوني يومياً على أرض الوطن، مخلفاً المزيد من الشهداء والضحايا الأبرياء»، وقال:«أمام هذه الفاجعة الأليمة، ندعو وزارة التربية إلى اتخاذ القرار المناسب بإعلان الحداد الرسمي العام في المدارس والجامعات، وفاءً للشهداء الطلاب، شهداء الوطن، الذين ارتقوا على أيدي الإجرام الصهيوني. ونتقدم بأحرّ التعازي وأصدق المواساة إلى عائلات الشهداء».
واستنكرت الجماعة الإسلامية في الجنوب مجزرة بنت جبيل «في ظل تواطؤ المجتمع الدولي وعجز الدولة عن حماية مواطنيها»، وسألت «إلى متى سيبقى الوطن مستباحاً، وإلى متى سيبقى القتل بالمجان، وإلى متى سيسقط الشهداء ويبقى ردنا مجرد إدانة لا تعيد للوطن كرامته وللمواطن أمنه وثقته بدولة يحتمي بسيادتها وجيشها.
وختمت:«إننا في الوقت الذي ندين فيه هذه الجريمة الوحشية والعربدة الصهيونية التي يمارسها العدو يومياً على أرض الوطن، ندعو الدولة لعدم الإكتفاء بالإدانة وإتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بلجم هذا العدوان وهذه الإستباحة لسيادة الوطن وهذا القتل لأبنائه.
وأعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» في لبنان في بيان، أن «استمرار الهجمات الإسرائيلية بشكل شبه يومي على مناطق مختلفة في لبنان، واحتلال القوات الإسرائيلية نقاطا عدة على طول الحدود الجنوبية، يتسببان بمنع النازحين من العودة إلى بيوتهم، ويعيقان قدرة الناس على التعافي، ويحدان من حصولهم على الرعاية الصحية».
وأشارت إلى أن «في جنوب لبنان، دمرت الحرب البنية التحتية، بما في ذلك الرعاية الصحية»، وقالت: «في ذروة التصعيد، أُخليت ثمانية مستشفيات، معظمها في المناطق الجنوبية، بينما تضرر 21 مستشفى، أي نحو 13 في المئة من إجمالي مستشفيات البلاد، أو أُجبرت على الإغلاق أو خفضت خدماتها بشكل جذري بحسب منظمة الصحة العالمية. وكذلك، أُغلقت أبواب 133 من مرافق الرعاية الصحية الأولية، وفقدت النبطية وحدها 40 في المئة من طاقة مستشفياتها الاستيعابية.
من جهته، دان المكتب التربوي في حركة «امل»- اقليم جبل عامل «العدوان الهمجي الذي يستهدف الابرياء والطلاب».
وتابع في بيان: «بقلوب يعتصرها الألم، وبإيمان راسخٍ بقضاء الله وقدره، ينعى المكتب التربوي إلى أهلنا وأبناء شعبنا ارتقاء ثلّة من طلابنا الأعزاء ووالدهم شهداءَ بغارة للعدو الغاشم، وهم لم يبلغوا الحلم، يحملون أحلام المستقبل وأمانيه، ويسيرون في طريق العلم والمعرفة. وإزاء هذا الإجرم المروّع»،
واعتبرت جمعية «المقاصد الخيرية الإسلامية» في صيدا» أن ما حصل في بنت جبيل جريمة موصوفة ضد الإنسانية والطفولة، مرة أخرى يرتكب العدو الإسرائيلي مجزرة بشعة تؤكد جبلّة العدو الإجرامية، وعدم اكتراثه بالقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية، التي ينتهكها في غزة كل يوم، مرات ومرات، يشجعه على ذلك، دعم من هنا وفيتو من هناك وصمت من هنالك».
وفي وقت لا يزال فيه السلام على طول الخط الأزرق يمثل طموحاً مشتركاً، شارك مسؤولون لبنانيون وقادة محليون قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل اليوم في الاحتفال باليوم الدولي للسلام، في المقرّ العام لبعثة الأمم المتحدة في الناقورة.
اليوم العالمي للسلام
وكان احتفال اليونيفيل هذا العام الأول منذ عامين، حيث حال احتدام النزاع العام الماضي دون إقامته. وأُقيم حفل هذا العام في ظلّ استمرار التوتر، مع بقاء الاستقرار الحالي هشّاً.
وأكّد رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ديوداتو أبانيارا بقوة على جهود البعثة مع القوات المسلحة اللبنانية في بناء السلام واستدامته في جنوب لبنان.
وقال رئيس بعثة اليونيفيل: «كل دورية، كل عملية منسّقة مع القوات المسلحة اللبنانية، كل تفاعل مع المجتمعات هو عمل فعلي يمثّل السلام. هنا في جنوب لبنان، نلتمس السلام في الدوريات المشتركة لليونيفيل والجيش اللبناني على طول الخط الأزرق وفي الجنوب. شراكتنا مع القوات المسلحة اللبنانية أساسية»
وقال اللواء أبانيارا: «الحوادث الأمنية تختبر يقظتنا. على اليونيفيل أن تتكيف مع تطور الظروف، لكن هدفنا يبقى ثابتاً، وهو خدمة السلام وحماية المدنيين ودعم مُثُل الأمم المتحدة».
وبادر رئيس بعثة اليونيفيل، وكبار مسؤولي الأمم المتحدة، وممثل الجيش اللبناني العميد نقولا تابت، الى إطلاق الحمام رمزاً للسلام. وفي هذه المناسبة، مُنح 37 ضابط أركان عسكرياً ميدالية الأمم المتحدة لحفظ السلام تقديراً لمشاركتهم في عمل البعثة.