اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٣ تموز ٢٠٢٥
تشهد الساحة السياسية اللبنانية حراكًا دبلوماسيًا كثيفًا في ظلّ تطورات إقليمية حساسة، في محاولةٍ لإرساء قواعد تهدئة دائمة تستند إلى ضمانات دولية وتفاهمات داخلية.
وفي هذا السياق، تتوالى الاجتماعات بين القوى اللبنانية الأساسية، بدفع خارجي واضح، بهدف بلورة ردّ موحّد على الورقة الأميركية التي طُرحت كمسار لحلحلة التوترات الأمنية والسياسية القائمة. وتكشف المعلومات المتداولة عن تقدم ملحوظ في صياغة الموقف اللبناني، وسط تنسيق بين الرؤساء الثلاثة، وتعاون وثيق مع 'حزب الله'، في ظل تباين الآراء حول آلية إقرار هذا الرد، ومدى الحاجة لعرضه على مجلس الوزراء.
فإلى أين تتجه الأمور؟ وكيف ستنعكس هذه الورقة على مستقبل لبنان السياسي والأمني؟
بحسب معلومات 'اللواء'، فإن اللجنة الممثلة للرؤساء أنهت إعداد صيغة أولية شبه نهائية على ورقة الافكار الاميركية.
كذلك، أفادت معلومات الصحيفة بأن 'رئيس مجلس النواب نبيه بري سلم الورقة لحزب الله ليدرسها ويضع الملاحظات عليها، على أن تكون مقبولة من الداخل والخارج'.
والورقة تتضمن تطمينات للبنانيين والرد على الهواجس، بما يضمن استقرارًا مديدًا للبلد لا يقل عن 50 عامًا مقبلة.
وأكدت مصادر سياسية مطلعة للصحيفة ان اللجنة العاملة على خط صياغة الرد اللبناني على الورقة الأميركية وضعت بمثابة مسودة تأخذ في الاعتبار الموقف اللبناني الموحد القائم على حصرية السلاح بيد الدولة وأهمية الإنسحاب الإسرائيلي. وقالت إن الرد قد لا يبحث في مجلس الوزراء اذ إن الرئيس بري يرى ان الرد اللبناني على الورقة الاميركية هو آلية لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، وفي المقابل هناك من يؤيد فكرة عرض الصيغة النهائية على مجلس الوزراء قبل عودة المبعوث الاميركي الموقت الى بيروت توماس باراك في السابع من تموز الحالي.
في هذا السياق، بات في حكم المؤكد أن بارّاك قد يصل إلى بيروت مطلع الأسبوع المقبل وأنه سيناقش مع الرؤساء جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام مضمون الورقة اللبنانية التي تتضمن الإجابات المطلوبة على الأسئلة التي وجهها اليهم عندما التقاهم في زيارته الاولى الى لبنان. الا أن مصادر سياسية تعتبر عبر 'الأنباء الالكترونية' أنه سيكون مستمعًا في هذه الزيارة، بعدما قال كل ما يريد أن يوصله للبنانيين في الزيارة السابقة.
وعشية وصوله إلى بيروت، بقي الجواب اللبناني الرّسمي على طاولة النقاش في 'اللجنة الرئاسية' لبلورته بصيغته النهائية. وفيما تُحاط نقاشات اللجنة بكتمان شديد، اكتفت مصادرها بالتأكيد لـ'الجمهورية' أنّ 'اجواء النقاشات إيجابية جدًا، وتتقاطع جميعها على ما يخدم مصلحة لبنان، التي تتأمّن بصورة أكيدة بوقف الخروقات الإسرائيلية والتزام إسرائيل باتفاق وقف اطلاق النار وإطلاق الأسرى اللبنانيين، والانسحاب من المناطق اللبنانية التي تتمركز فيها'.
وفي السياق عينه، علمت 'نداء الوطن' أن ممثلي الرؤساء عون وبري وسلام انتهوا من دراسة الورقة وهم في صدد وضع اللمسات الأخيرة عليها وسيرسلونها اليوم إلى 'حزب الله' للموافقة عليها، في حين لا يزال 'الحزب' يضع شرط إعادة الإعمار قبل تسليم سلاحه، ولن تقرّ هذه الورقة في مجلس الوزراء على اعتبار أنها استكمال لاتفاق 27 تشرين الثاني لذلك لا حاجة إلى مجلس الوزراء.