اخبار لبنان
موقع كل يوم -الكتائب
نشر بتاريخ: ١٥ أذار ٢٠٢٥
أقام مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان إفطارا في دار الفتوى بمشاركة رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري وعدد كبير من الوزراء والنواب.
وخلال الإفطار، رحب المفتي دريان بالحضور في دار الفتوى ، مؤكداً أنها دار لجميع اللبنانيين. وأشاد بفخامة الرئيس العماد جوزاف عون، وبدوره في تعزيز الاستقرار الوطني، مشيراً إلى أن لبنان بدأ يستعيد عافيته الوطنية التي تعزز أمنه وتضيء طريقه نحو دوره العربي والإنساني.
وأكد المفتي دريان أن دار الفتوى كانت ولا تزال ثابتة في مواقفها الوطنية، مجدداً التمسك بوحدة لبنان وسيادته وعروبته. كما شدد على أن اللبنانيين أثبتوا وعيهم السياسي بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، معتبراً أن المرحلة المقبلة تتطلب تكاتف الجهود لإنقاذ البلاد.
وأشار إلى أن إعادة لبنان إلى مسار الازدهار ليست بالمهمة السهلة، لكنها ليست مستحيلة، مؤكداً أن الإرادة الوطنية الجامعة قادرة على تحقيق التغيير المطلوب. ودعا الجميع إلى العمل المشترك من أجل استعادة دور لبنان العربي والحضاري، وتعزيز رسالة العيش المشترك التي يحتاجها الجميع.
وختم المفتي دريان بالدعاء للبنان وللقيادة السياسية بالتوفيق في خدمة الوطن والمواطنين، مشدداً على ضرورة بقاء لبنان سيداً حراً ومستقلاً بعيداً عن التجاذبات الإقليمية والدولية.
وبعد القاء كلمته، قدم المفتي دريان وسام دار الفتوى المذهب إلى رئيس الجمهورية جوزاف عون.
بدوره، قال الرئيس عون: ' يسعدني أن ألبّيَ اليومَ دعوةَ صاحبِ السماحةِ مفتي الجمهوريةِ الشيخِ عبدِ اللطيفِ دريان، إلى المشاركةِ في حفلِ إفطارِ دارِ الفتوى، في أيامِ الرحمةِ من شهرِ رمضانَ المبارك، وذلكَ للمرةِ الأولى بعدَ توقفٍ قسريٍّ لسنواتٍ عدةٍ فرضتهُ ظروفٌ قاهرة.'
وأضاف: ' لعلَّ التدبيرَ الإلهيَّ شاء أن يتزامنَ هذا الشهرُ الفضيلُ مع زمنِ الصومِ الكبيرِ لدى الطوائفِ المسيحية. فالصومُ، بما يعنيهِ من ممارسةٍ روحيةٍ مشتركةٍ بين المسلمينَ والمسيحيين، هو التقربُ إلى اللهِ من خلالِ الصلاةِ والعبادةِ والتوبةِ والاستغفارِ والصبرِ وضبطِ النفسِ وتربيةِ الإرادةِ والتضامنِ مع الفقراءِ والمحتاجين، وهو ما نشاهدهُ ونلمسهُ في مجتمعِنا في هذا الشهرِ الكريم، والحمدُ لله.'
وتابع: 'إذا كانَ الصومُ يعلّمُنا التضامنَ والوحدة، فإن رمضانَ يذكِّرُنا بأهميةِ المشاركةِ والانخراطِ الإيجابيِّ في قضايا وطنِنا. فلبنانُ الذي نعتزُّ بهِ جميعًا، هو وطنُ الرسالة والتنوعِ والتعددية، وطنٌ يتسعُ للجميعِ بمختلفِ انتماءاتِهم ومعتقداتِهم. ومن هنا تأتي أهميةُ المشاركةِ السياسيةِ لجميعِ شرائحِ المجتمعِ اللبناني، من دونِ تهميشٍ أو عزلٍ أو إقصاءٍ لأيِّ مكونٍ من مكوناتِه.'
وأكد أن هذهِ المشاركةَ تقومُ على مبدأٍ أساسٍ وهو احترامُ الدستورِ ووثيقةِ الوفاقِ الوطنيِّ، وتفسيرِهما الحقيقيِّ والقانونيِّ لا التفسيرِ السياسيِّ أو الطائفيِّ أو المذهبيِّ أو المصلحي. لافتا الى أن الدولةَ اللبنانيةَ بمؤسساتِها المختلفة، وبقدرِ حرصِها على حمايةِ التنوعِ اللبنانيِّ وخصوصيتِه، فإنها ملتزمةٌ، وقبلَ أيِّ شيءٍ، بحفظِ الكيانِ والشعب، فلا مشروعَ يعلو على مشروعِ الدولةِ القويةِ القادرةِ العادلة، التي ينبغي بناؤُها وتضافرُ جميعِ الجهودِ لأجلِ ذلك.
وتوجه للحفل الكريم قائلا: 'في خضمِّ التحدياتِ التي يواجهُها وطنُنا، يبرزُ موضوعُ تنفيذِ القرارِ 1701 واتفاقِ وقفِ إطلاقِ النارِ كقضيةٍ محوريةٍ تستدعي اهتمامَنا وعنايتَنا. فلا يمكنُ أن يستقرَّ لبنانُ ويزدهرَ في ظلِّ استمرارِ التوترِ على حدودِه الجنوبية، ولا يمكنُ أن تعودَ الحياةُ الطبيعيةُ إلى المناطقِ المتضررةِ من دونِ تطبيقِ القراراتِ الدوليةِ التي تضمنُ سيادةَ لبنانَ وأمنَهُ واستقرارَه، وانسحابَ المحتلِّ من أرضِنا وعودةَ الأسرى إلى أحضانِ وطنِهم وأهلِهم.
وهذا يوجبُ أيضًا وضعَ المجتمعِ الدوليِّ أمامَ مسؤولياتِه للإيفاءِ بضماناتِه وتعهداتِه، وتجسيدَ مواقفِه الداعمةِ للدولةِ ووضعِها موضعَ التنفيذ. إن إعادةَ إعمارِ ما دمرتْهُ الحربُ تتطلبُ منا جميعًا العملَ بجدٍّ وإخلاص، وتستدعي تضافرَ جهودِ الدولةِ في الداخلِ والخارج، والمجتمعِ المدنيِّ والأشقاءِ والأصدقاء، والقطاعِ الخاص، لكي نعيدَ بناءَ ما تهدم، ونضمدَ جراحَ المتضررين، ونفتحَ صفحةً جديدةً من تاريخِ لبنان.
إن التحدياتِ التي يواجهُها لبنانُ كبيرةٌ ومتنوعة، لكن إرادةَ الحياةِ لدى اللبنانيينَ أكبرُ وأقوى، من أجلِ بناءِ لبنانَ القويِّ بدولتِه ومؤسساتِه، المزدهرِ باقتصادِه ومواردِه، المتألقِ بثقافتِه وحضارتِه، المتمسكِ بهويتِه وانتمائِه، المنفتحِ على محيطِه العربيِّ والعالمي.'
وختم بالقول: 'أشكرُ صاحبَ الدارِ، سماحةَ مفتي الجمهوريةِ الشيخَ الدكتورَ عبدَ اللطيفِ دريان، على دعوتِه الكريمة.
كلُّ عامٍ وأنتم بخير، عشتم وعاشَ لبنان..'
The official website of the Kataeb Party leader