اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ٢٨ نيسان ٢٠٢٥
تبدو كل الأطراف السياسية في طرابلس، تبحث عن توافق في عاصمة الشمال، يرخي ظلاله هدوءاً على المعركة الانتخابية البلدية، ويجنّبهم معركة مستعجلة قبل المنازلة النيابية الأهم العام المقبل.
هذا التوافق الذي قد يُفرض على عاصمة الشمال في ليل، لم يكن ليحصل؛ لولا أن المرجعيات السياسية في المدينة بقيت تعمل كل منها على خط مختلف، مثل البداية، من أجل إنتاج لائحة بلدية، ثم التّطاحن في يوم الإنتخابات بـ 11 أيلول.
التوافق الذي يتم العمل عليه، ويبدأ بالدرجة الأولى من اسم رئيس البلدية، ما يلبث أن يستقر على اسم حتى تتبدل المعطيات. وعلى قاعدة غط وطار الرئيس، لا يزال كل من الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي والنائب اللواء أشرف ريفي، هما أكثر من يعوّل عليهما سياسياً لإنجاح أي توافق أو لفرض أي معركة. ولأن التوافق يخدم المدينة بعدم جرّها إلى معركة وانقسامات لا يريدها السياسيون، فإنه يجري العمل على سحب عدد من المرشّحين المحتملين لرئاسة المجلس البلدي، وأُعلن بالأمس عن سحب اسمين اثنين، ويتم العمل على سحب 3 أسماء أخرى، من الأسماء التي كانت تطمح لرئاسة المجلس البلدي في طرابلس، وبعضها كانت تُطرح لتتولّى رئاسة اللائحة التوافقية أيضا.
في سياق التحضير للتوافق تقدم اسم محمد الفوال ثم تراجع، وتقدم اسم خلدون الشريف لكن الساعات الأخيرة تحدثت عن معطيات تفيد بتراجع اسمه من بورصة المنازلة.
وفي معلومات خاصة بـ 'نداء الوطن' وبينما ينتظر كثيرون موقف النائب السابق مصباح الأحدب بالمشاركة من عدمه، فإنه 'يجري العمل على تشكيل لائحة برئاسة الأحدب، يدعمها مغتربون طرابلسيون، وتوضع في إمكانياتها، وضمن برنامجها، إقامة مشاريع استثمارية للمدينة ستحدث فرقاً كبيراً، وقد تكون هي المفاجأة التي ستقلب الطاولة؛ وتعيد خلط الأوراق جميعها، فيما خصّ الانتخابات وجهود تشكيل اللوائح'.
وتشير المعطيات من جهة الأطراف السياسية، أن من سيختارونه لرئاسة اللائحة التوافقية، لن يكون مطلق اليد كثيراً في اختيار أسماء اللائحة. وقد طُلب اليه التعاون مع بعض الجهات بما فيها المجتمع المدني، الذي سيتم استيعاب بعض مرشّحيه في اللائحة التوافقية، بينما سيتصارع الجزء الآخر مع هذه اللائحة، إذا ما استمروا بالترشيح بالتحالف مع عضو البلدية الدكتور خالد تدمري، ولن تكون حظوظهم وافرة بحسب هذه المؤشرات.
لا حسم نهائياً حول ما ستؤول إليه الأمور في انتخابات طرابلس، بانتظار الساعات المقبلة، التي ستحمل الكثير من المتغيرات.
على كل حال، هي مسألة أيام قليلة باتت الفاصلة عن إعلان إغلاق باب الترشيحات في نهاية هذا الشهر ومن ثم تشكيل اللوائح. وتقول مصادر متابعة للشأن الطرابلسي، أن 'التوافق السياسي العريض على البلدية في طرابلس وبهذا الشكل، كما يجري ترتيبه، سيدفع السياسين لتحريك ماكيناتهم الانتخابية، خدمة لهذا التوافق ولإيصال اللائحة التي يتبنّاها'.
الانتخابات الاختيارية:
بمقابل هذا الهدوء على المستوى البلدي، تبدو أجواء المختارين مشتعلة. العشرات يقدّمون طلبات ترشّحهم، وتشهد سراي طرابلس هذه الأيام فوضى عارمة أثناء قيام المرشحين بتقديم طلباتهم في خطوة وصفها البعض بالغير مسبوقة في تاريخ الانتخابات في طرابلس.