اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ١١ حزيران ٢٠٢٥
في ظلّ التوترات المتجدّدة في جنوب لبنان، تبرز مخاوف متزايدة بشأن مستقبل مهمّة قوة الطوارئ الدولية 'اليونيفيل'، مع تصاعد الاعتداءات عليها وغياب الحزم الرسمي في معالجتها. هذه التطوّرات دفعت عددًا من القيادات اللبنانية إلى إطلاق مواقف تحذيرية تؤكّد أهمية بقاء هذه القوة وضرورة صون دورها الحيوي في تنفيذ القرار 1701 وحفظ الاستقرار في الجنوب. وفي وقتٍ تتباين فيه المقاربات، تتقاطع المواقف على التحذير من تبعات أيّ تقويض لوجود 'اليونيفيل'، باعتبارها الضامن الأخير لالتزام لبنان بالشرعية الدولية وحماية حدوده.
وفي التفاصيل، فقد صدر عن رئيس حزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع، البيان التالي: 'أستغرب أشد الاستغراب ما يحدث مع قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان ومن دون أي موقف واضح من السلطات اللبنانية. فإذا كانت قوات اليونيفيل تتخطّى حدود صلاحياتها، على السلطة اللبنانية إبلاغها بالأمر، أمّا إذا كانت لا تتخطّى هذه الصلاحيات، كما هو واضح في نص القرار 1701 وفي سياق التجديد لها في الأعوام الماضية، فمن المفترض أن تبادر الأجهزة المعنية منذ اللحظة الأولى ليس إلى فضّ الاشتباكات التي تحصل بين بعض الشباب وقوات اليونيفيل فحسب، بل إلى توقيف المعتدين وتحويلهم إلى المحاكمة.
أمّا أن تبقى السلطة اللبنانية وكأنّها مجرد قاضي صلح بين اليونيفيل من جهة، وبين من يعتدون عليها من جهة أخرى، فهذا من شأنه أن يضعف السلطة أكثر فأكثر، وأن يعطيَ فكرةً خاطئةً وكأنّ شيئا في لبنان لم يتغيّر بعد الأحداث كلّها التي مرّت عليه، وهذا ما يجب تداركه سريعًا من خلال توقيف كلّ من يعتدي على اليونيفيل، والتصرُّف بطريقة توحي بأنّ دولة فعلية بدأت تقوم في لبنان'.
وفي السياق نفسه، يقول رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ'النهار' إن 'لبنان وأبناء الجنوب قبل سواهم يريدون بقاء 'اليونيفيل' في بلداتهم والحفاظ على العلاقة المتبادلة بين الجانبين منذ قدوم وحداتها عام 1978″. ويضيف أنّ 'أي دبلوماسي غربي أو أممي لم يفاتحْه في أن القوة الدولية ستغادر الجنوب'.
ويكتفي بهذا الموقف الذي لا يختلف عن رؤيتَيْ الرئيسين جوزاف عون ونوّاف سلام اللذين يعبّران بدورهما عن إصرارٍ لبنانيّ جامعٍ على بقاء اليونيفيل وتنفيذ المهمات المطلوبة منها، وخصوصًا بعد عام 2006، لتطبيق القرار 1701 والتشديد على الدور الذي تضطلع به في مراقبة قرار وقف النار وتنفيذه بعد الحرب الأخيرة.
وكان القائد العام لـ'اليونيفيل' الجنرال أرولدو لازارو قد شكر بري على موقفه المؤيّد للقوة الدولية 'سواء كانت ظالمة أو مظلومة'. وتنتهي مهمّة لازارو قبل نهاية الشهر الجاري ويخلفه الجنرال الإيطالي ديوداتو أبانيارا، وهو من الضبّاط العارفين بطبيعة الجنوب.
بدوره، قال الرئيس نجيب ميقاتي في بيان: 'إزاء تكرار الاعتداءات على قوات اليونيفيل، بالتزامن مع الكشف عن المزيد من المتعاملين مع الجيش الاسرائيلي، يتوجب على 'حزب الله' بذل المزيد من الجهود لتنقية بيئته، لئلا يكون جزءًا ممّن يشاركون في مخطط الإطاحة باليونيفيل أو تقويض دورها'.
أضاف: 'إنَّ وجود اليونيفيل في الجنوب، يشكل استمرارًا للرعاية الدولية للبنان، أمّا الخطر الأكبر فهو أن يعتبر البعض أنّ التخلّي عن اليونيفيل إنجازًا، لأنَّ ذلك سيدخل لبنان في مرحلةٍ لا تحمد عقباها على صعيد الشرعية الدولية والواقع الميداني'.
من جانبه، أعرب عضو 'اللقاء الديمقراطي' النائب مروان حمادة في بيان، عن أسفه 'لما آلت اليه الأوضاع الراهنة في ظلّ البطء في معالجة الملفات الأساسية أكانت أمنية وسواها'.
ولفت الى أن 'ما يجري اليوم في الجنوب من التعرّض لليونيفيل قد فاقم الأمور وزاد الطين بِلّة، فهذه قوات حفظ سلام ومنتشرة في لبنان منذ منتصف السبعينيّات، ووقفت الى جانب كل اللبنانيين ودعمت أبناء الجنوب على كل المستويات الاجتماعية والانسانية والصحية والتربوية، لذلك التعرّض لها يضرّ بمصلحة البلد، وتداعياته سلبية على مسار الوضع برمّته'.