اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
الغيرة شعور طبيعي قد يتواجد لدى نسبة معينة من البشر وتتعدّد أشكالها من حيث مستوى بروزها وتأثيرها على سلوك من يغار، والسؤال هو هل نعثر على ذلك في الوسط الإبداعي؟..
وهل المبدع إلّا إنسان؟..
أما كيف تظهر فذلك أمر آخر..
تكون في جمع مهم على تنوّع من حيث الاهتمام والعطاء الإبداعي ويكون الحديث على سبيل المثال عن معرض تشكيل لأحدهم، وتتنوّع الآراء ما بين مدح وهجاء ويبقى أحدهم صامتاً، يمارس الصمت وسط تضارب الآراء إلى أن يتوجه إليه أحدهم بالسؤال عن رأيه فيجيب:
- لم يأتِ بجديد، ما زال ضمن دائرته.
بالفعل هو مجرد رأي يحق له كما يحق لغيره.
لكن المفاجأة تكون ان صاحب هذا الرأي لم يشاهد المعرض موضوع الحوار، إذن ما الذي دفعه لإعطاء هذا الرأي السلبي في معرض لم يشاهده مع العلم ان علاقته مع صاحب المعرض علاقة طبيعية لا تشوبها شائبة إذ لا خصومة ولا عداء، فلا يعثر المدقق الفضولي في الأمر إلّا على (الغيرة).
وللغيرة في هذا المجال بعض الإيجابية..
إذ لا تمرّ فترة زمنية طويلة إلّا ويطلع علينا صاحبنا بمعرض مع هرج ومرج.. وتتناول الآراء معرضه بالتنوّع المعروف ما بين تصفيق وصمت، وتكون المفاجأة ان صاحب المعرض الأول يدلي بدلوه برأي مشابه لما قاله صاحبنا الثاني معرضه مع انه لم يشاهده.
هل هذا محصور في مجال التشكيل؟..
بالطبع لا.. بل يشمل معظم ألوان الإبداع، لكن تبقى حسنته ان هذه الغيرة قد تكون حافزاً على الإنتاج شرط أن لا ترتقي إلى مرتبة الحسد عندها تتحوّل من صحية إلى مرضية.. والله أعلم.