اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٢٣ أيار ٢٠٢٥
كتبت مريم نسر في 'الديار'
لإنتخابات الجنوب هذا العام نكهة خاصة بطعم التضحيات العظيمة التي قدّمها أهله ولا زالوا فداءً له وللوطن، هذا الجنوب هو وطن بحد ذاته لأهله، فكل حبة تراب في الجنوب هي بالنسبة إليهم قطرة دم شهيد، وكل صخرة في الجنوب هي بالنسبة إليهم جسدُ شهيد، وكل شجرة زيتون في الجنوب هي بالنسبة إليهم روحٌ عاشقةٌ متألقةٌ من مجاهدي المقاومة… هذا ما قاله يوماً الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله ويردده كل يوم أبناؤه الجنوبيون الذين يَرَوْن في كل استحقاق، فرصة لتثبيت موقفهم وخيارهم أن لا بديل عن المقاومة في هذه الأرض قبل الحرب وبعدها، وفي الذكرى الخامسة والعشرين لعيد المقاومة والتحرير.
صحيح أنها انتخابات بلدية وإختيارية ذات طابع إنمائي وعائلي، إلا أن جميع الأفرقاء السياسيين في كافة المناطق اللبنانية اتخذوها كبروفا للإنتخابات النيابية، لذا كان حجم المنافسة فيما بينهم كبيراً في العديد من المناطق، لكن الفرق في الجنوب أن المقاومة خارج دائرة المنافسة، على عكس ما يتمنى الخارج وبعض الداخل، فحتى اللوائح التي شُكِّلت بوجه لوائح 'التنمية والوفاء' في كل الجنوب، خطابها فيه تَبَنٍّ لخيار المقاومة، لكن لديها برنامج تنموي مختلف، وعلى هذا الأساس ستَجري الإنتخابات البلدية، وفق ما تقول مصادر متابعة.
في قرى قضاء صور، من أصل 65 بلدة فازت لوائح 'التنمية والوفاء' بـ 23 بلدية بالتزكية، وفي قرى قضاء بنت جبيل من أصل 31 بلدة فازت 15 بلدية بالتزكية، وفي قرى قضاء مرجعيون فازت 9 بلديات بالتزكية. وبذلك يكون في منطقة جنوب النهر حتى اللحظة، هناك 46 بلدية فازت بالتزكية قابلة للزيادة أي حوالي 50% من هذه المنطقة، وفق المصادر. أما البلدات الأخرى التي ستحصل فيها إنتخابات فأغلب اللوائح التي شُكِّلت بوجه 'التنمية والوفاء' غير مكتمِلة، وشعارها إنمائي أو لاعتبارات عائلية بعيدة عن السياسة حتى في انتخابات (صور) المدينة، وهذا يُلاحَظ في خطابات إعلان اللوائح أنها كلها تحت سقف المقاومة.
هذا ينطبق أيضاً على قرى النبطية والزهراني، حيث وصل عدد البلديات التي فازت بالتزكية الى 15 من أصل 70، وفق المصادر. ففي حوالي 18 منها يُنافِس لائحة 'التنمية والوفاء' واحد أو اثنان، كما لا يوجد لوائح مكتملة بحوالي 95% من البلدات. أما في مدينة النبطية التي تتكوّن بلديتها من 21 عضواً (عشرون شيعة وواحد مسيحي)، تُنافِس لائحة 'التنمية والوفاء' لائحة من 12 مرشحاً. وتقول المصادر إن هدف هذه اللائحة حصول إنتخابات في المدينة، ويصل طموحها الى إحداث خرق واحد، حاول أحد عرّابيها الترويج لها من باب إعادة الإعمار، لكن أهالي المدينة عادوا الى بيوتهم بعد إعلان وقف إطلاق النار، وبعد أن أعاد حزب الله بناءها وترميمها لهم، تؤكد المصادر.
إذاً… بعد الحرب حيث اعتقد الخارج وبعض الداخل أن المزاج داخل بيئة المقاومة ممكن أن يتغيّر، وممكن أن تُتاح لهم فرصة في الإنتخابات البلدية لإظهار ذلك تمهيداً للإنتخابات النيابية، جاء الواقع معاكساً بشكل واضح. ففي الجنوب لا يستطيع أحد أن يترشّح للإنتخابات ببرنامج انتخابي، لا يتبنى المقاومة فيه وإلا يُصبح منبوذاً. فهذا غير مقبول بتاتاً في بيئة لا زالت تعيش حالة حرب مع العدو 'الإسرائيلي'، ولا زال يعتدي عليها، ولا زالت تُشيّع شهداءها، ولا زالت أرضها محتلة، ولا زالت مقتنعة أنها لا تُعيدها إلا بالمقاومة في أيام تُعيد إليها طعم الإنتصار، في الخامس والعشرين من ايار عيد المقاومة والتحرير…