اخبار لبنان
موقع كل يوم -إذاعة النور
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
فور سقوط النظام السابق في سوريا تحولت هذه الدولة الى حقل تجارب ونزاعات بين العديد من الدول والاطراف في المنطقة وباتت موضع تقاسم للحصص..
وفي خضم هذه اﻷوضاع بقي الشعب السوري رهينة تلك التجاذبات التي تُفقدُ الأمن والاستقرار في مختلف المدن والمحافظات وتحرم المواطنين من الركون الى بلد ينعم بالهدوء والاستقرار.
فأين الدور التركي والخليجي في سوريا في ظل الاهداف اﻷميركية والإسرائيلية، عن ذلك يحدثنا المتخصص في الشؤون الاستراتيجية الدكتور طلال عتريسي.
حيث يوضح أنه بعد 'سقوط نظام اﻷسد، اعتبرت تركيا أنها المستفيد اﻷول، وكانت هي ترعى بشكل مباشر العلاقة مع الجولاني إلى أحمد الشرع، ما حوّل سوريا إلى نقطة نفوذ تركية'.
وأضاف:' هذا لم يعجب السعودية، وعملت على سياسة احتواء الشرع، الذي دعته لزيارة الرياض ورتبت له لقاءً مع ترامب وحثّت المسؤولين اللبنانيين لزيارته، لإثبات أن سوريا ليست بقبضة تركيا'.
ولكن الحسابات التركية والسعودية تختلف عن الحسابات الاسرائيلية وفق ما يرى عتريسي، 'فإسرائيل تعمل بإيقاع مختلف، وأن سوريا ليست بيد البلدين، فوفق الرؤية الصهيونية تستند إلى أن إسرائيل هي صاحبة النفوذ الأقوى، فهي تقرر ما إذا كان الشرع يستطيع أن يبقى أصلاً في الحكم أو أن يحكم كل سوريا؛ وتملي عليه أيضاً عقد اتفاقيات أمنية وتطبيعية، وضمان أمن إسرائيل ونفوذها في الجنوب السوري، وتقديم التنازلات'.
كما يعتبر الدكتور عتريسي أن الشرع هو الطرف اﻷضعف في كل هذه المعادلة، وأن عدم الاستقرار هو المشهد الحاكم في سوريا بالمرحلة المقبلة.
وأمام هذه النزاعات على الحلبة السورية تبقى الولاياتُ المتحدة الاميركية هي الراعيةَ الاولى للارهاب الذي يمارَسُ على المنطقة بأسرها ومن ضمنها سوريا، وهذا ما ظهرت تجلياته منذ بداية الازمة السورية في العام الفين واحد عشر، حتى يومنا هذا.