×



klyoum.com
lebanon
لبنان  ٣ أيار ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
lebanon
لبنان  ٣ أيار ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار لبنان

»سياسة» جنوبية»

غادة السمان «تتعرى تحت المجهر»..وهذا ما اعترفت به امام «جنوبية»!

جنوبية
times

نشر بتاريخ:  السبت ١٣ أيار ٢٠٢٣ - ١٦:٥٠

غادة السمان تتعرى تحت المجهر ..وهذا ما اعترفت به امام جنوبية !

غادة السمان «تتعرى تحت المجهر»..وهذا ما اعترفت به امام «جنوبية»!

اخبار لبنان

موقع كل يوم -

جنوبية


نشر بتاريخ:  ١٣ أيار ٢٠٢٣ 

الكاتبة الكبيرة الاديبة الشاعرة الصديقة غادة السمان ، أصدرت مؤخرا كتابها الجديد “تعرية كاتبة تحت المجهر” ،جمعت فيه نخبة من الحوارات الصحافية التي اجريت معها ، وكان لحواراتي معها النصيب الوافي والكبير ، وأطلقت عليها عنوان (اسماعيل فقيه يستجوب ) وفيما يلي احدى حواراتي الاستجوابية معها ، وأقطف من الكتاب ،الحوار التالي ، كما ورد ونشرته غادتنا:

غادة السمّان كاتبة تعيش الكتابة كما الحب، من الوريد الى الوريد. ودورتها الدموية من الحبر. هكذا بدأت واستمرت ومازالت تعيش على حافة البقاء متسلّحة بنبض القلب والقلم. لأنها كاتبة من طراز مختلف وتحافظ على وتيرة النبض الذي يدفع الكلام الى العلن والنور، كان لا بدّ من محاورتها والتعرّف على واقع المرحلة التي تعيشها اليوم، بعد ظروف الحياة والايام التي عبرتها. ماذا قالت غادة السمان:

حاضرة في غيابي شهوة الاجنحة تؤكد لي ان الجسد حقيبة سفر القلب نورس وحيد في زمن الحب الآخر ورحيل المرافئ القديمة. بينما البحر يحاكم سمكة الرغيف ينبض كالقلب تنطلق صفارة انذار داخل رأسي فأمضي في تسكع داخل جرح بينما القبيلة تستجوب القتيلة التي تعيش الحب من الوريد الى الوريد وتحاول اعتقال لحظة هاربة او ختم الذاكرة بالشمع الاحمر متلبسة بالقراءة كأي مواطنة اخرى تعيش ليل الغرباء والجسد حقيبة سفر لامرأة عربية وحيدة تخط كتابات غير ملتزمة ولا تخشى السباحة في بحيرة الشيطان ما دام لا بحر في بيروت من دون التخلي عن الرواية المستحيلة ـ فسيفساء في كوابيس بيروت ومن دون ان تنسى ليلة المليار او سهرة تنكرية للموتى عاشتها بعد غربة تحت الصفر استمتعت فيها بالرقص مع البوم وهي تخط رسائل الحنين الى الياسمين صارخة اعلنت عليك الحب كأية عاشقة في محبرة تتواصل مع الحبيب الافتراضي وتعلن بتمرد اشهد عكس الريح وكل ما تقدم هو من بعض عناوين كتبي وأظنني اجبت على سؤالك.

الغربة تحاصرنا جميعاً وبالذات في الوطن. والمنفى يكاد يصير لدى البعض وطناً، لكنني اعرف دائماً ان وطني مقيم داخلي، وكلما ابتعدت اقتربت. وطني هو انتمائي الى كل ما هو انساني في الحضارات الاخرى، لكنه اولاً انتمائي بلا مواربة الى عالمي العربي والى مدينتين تسبحان اولاً في دورتي الدموية: دمشق وبيروت. من يتنصل من عباءة اجداده قد يموت برداً في صقيع القارات. لدي نقطة ارتكاز هي حضارة الام التي جئت منها وأعتبر بها ومن تعاليمها الانفتاح على الحضارات الاخرى. وهكذا، ارحل وأتشرد وأقترف اخطاء هائلة، ليس من بينها قطعي لجذوري، ولا تنصلي من العصر والمستقبل.

بيروت المدينة التي عشقتها.

لا اريد ان تظل بيروت التي احببتها مدينة توقف فيها الزمان وتحجرت. المدن حالة حية كالبشر. لا بحر في بيروت كانت ويا للأسف شبه نبوءة تكاد تتحقق، ولكن بيروت هي ابنة البحر الانساني المضيء الشاسع. لقد كتبت رباعية بيروت في اربع روايات هي: بيروت 57، كوابيس بيروت، ليلة المليار، سهرة تنكرية للموتى (3002) والخيط بينها هو انني سأظل اكتب بعناد لتظل بيروت مدينة الاحتضان وعاصمة للحرية العربية والفكرية.

اي حزن؟ وعلام الحزن؟ لم تتعمد طفولتي بمأساة ضياع فلسطين (المسماة رسمياً النكبة) ولم يتخضب صباي الاول بهزيمة 5 يونيو (المسماة رسمياً النكسة) ولم اعش في بيروت حرب الفنادق في قصر الداعوق الذي صار موقعاً حربياً وقتئذٍ كالفندق قبالتنا (الهوليدي ان) ولم اشهد اقتتال الاخوة الاعداء على طول عقود من الجنون (والعباقرة) يقومون بالتنظير لذلك الالتهام الاخوي والاقتتال المحلي، ولم افقد احباباً سنة بعد اخرى في الانفجارات والحروب، ولم افقد اخيرا اغلاهم بشير الداعوق والد وحيدي وكل شيء على ما يرام في حياتي. وأقيم في بيت مجاور لبرج ايفل يطل على نهر السين. وأعيش بين باريس وجنيف ونيويورك وزوريخ وروما ولندن، فعلام الحزن؟ كل ما في الامر انني لم اعد اعرف ان اعبّر عن فرط سعادتي لانني اعيش هانئة في كون لا حروب فيه ولا اوبئة ولا مجاعات ولا زلازل ولا احزان، ولا فقراء ولا تعساء وما من مشرد عن بيته او وطنه والمودات شاعت حتى لينام المرء في فم التمساح وهو آمن وتلف المرأة على خصرها الافعى كزنار وهي مطمئنة. يا له من كوكب يسير ببهجة، فعلام الحزن؟

الفرح كائن فضائي لا يطمئن كثيراً الى البشر لأنهم يزعمون مغازلته ويفعلون كل ما في وسعهم لقتله. ألم اقل لك ذات يوم ان الفرح امبراطور لا يحب الشعراء والفقراء والنساء؟ قلته في اهدائي لكتابي عاشقة في محبر وكأي حبيب عسير يعتقد اننا نطارده لنقتله ولعله على حق ومن يلومه والقتل عند البشر مرادف للحب؟ يا عزيزي، الفرح ليس صناعة بشرية، اما الحزن فمن اختصاص كوكبنا ولو لم نجده لاخترعناه. الفرح؟ لم يعد يترقب من كوكبنا ومن يلومه؟

اجدها في كل ما اخطه لحظة الكتابة، بما في ذلك الاجابة عن اسئلتك الآن. ربما كان المرض، لست معنية كثيراً

بالتسميات: شعر، رواية، حوار، نقد، لان الكتابة حرية، وأكتب كما يحلو لي كيفما يحلو لي. كأن الكتابة هي الداء والدواء في آن واحد.

في حواري مع الدكتورة نجلاء نسيب الاخيار ضمن اطار اطروحتها لجامعة السوربون الباريسية عن الشعرية قلت لها ان لا تعريف نهائياً للشعر وكلما اخترعنا تعريفاً للشعر يخترقه شاعر حقيقي، ويتجاوزه ويرغمنا على ابتكار تعريف جديد. ككل عشاق الشعر. لا استطيع تعريف تلك الابجدية المشعة لكنني اعرف جيداً كل نعت ليس شعراً رغم انف اي تفريط له لاسباب خارجة عن النص. وهذا شائع عندنا. الشاعر هو ببساطة الشاعر، وكل مدسوس على ملكوت الشعر لا يفلح في لمس تلك الحقيقة غير الملتبسة في قلبي.

يا للهول، الكتابة، كبديل من الحياة مثلاً؟ الكتابة بلا تواصل قلبي؟ بالتأكيد لا. ما من كتابة مقطوعة الجذور مع الحياة والآخر. الكتابة ليست صقيعاً ثلجياً وليست ملجأ من الانفجارات الذرية في الكهوف العصرية بل هي القدرة على تحريك القلب والحدس والتراث والنبوءة والكتابة خلال الانفجار وقبله وبعده.

الآخر في حياتي هو الآخر اياً كان. انه حارسة المبنى التي قرعت بابي وايقظتني هذا الصباح، موظفة السوبر ماركت التي اخترت عندها فاكهتي وثرثرنا طويلاً عن همومنا وساعي البريد الذي حمل الرسائل والسيد الوزير الذي قام بدعودتي لزيارة بلده الكريم وجارتي المريضة التي رافقتها الى المستشفى بعد عارض قلبي. اكرر: لا اعيش في انبوب مفرغ من الهواء، والآخر هو اي انسان آخر يتصادف ان تتقاطع خطوط مصائرنا معاً او حتى الخطوط لحياة يومية عابرة.

احاول الهيمنة على نفسي وعلى ابجديتي، فالأدب ليس وصفاً لكوارثنا الصغيرة وما يحدث لنا يومياً ولا عملاً انتقامياً موضوعياً للحياة. ولا بد من حد ادنى من الهيمنة على العابر الشخصي لمصلحة الابداعي.

ربما لا… لكنني لا اكتب لحاجة الزمن لي او الادب، اكتب لأنني هكذا، كما تغرد البومة وحشتها بحبور محتفية بقدوم الليل والاشباح وكما تتنهد الازهار عطراً قمرياً او تئن الاشباح في الليل شعراً اكتب لأنني سأموت ولأنني ما زلت احيا، ولأنني لا اعرف وسيلة اخرى للتواصل ولا املك مسدساً آخر غير الابجدية اطلق منها النار على موتي الاكيد الآتي.

نحن الذين ندمّر المحطات ونقوم بتفجير السكك إلى المستقبل

غادة السمّان تعيش الكتابة كما الحب، من الوريد الى الوريد. ودورتها الدموية من الحبر. هكذا بدأت واستمرت وما زالت تعيش على حافة البقاء متسلّحة بنبض القلب والقلم.

لا أتطلع الى العرب بالمنظار البعيد، ولست من فصيلة اخرى، فأنا عربية حتى قاعي، رغم حياتي في الغرب طويلاً. لا انظر اليهم من منظاري البعيد مثل كائن فضائي يرقب مخلوقات الارض. وبالمقابل ولأنني اعيش بعيدة نسبياً عن الهذيان اليومي، فذلك البعد يتيح لي نظرة هادئة، وواقعنا ويا للأسف لا يبشر بالكثير من الخير، وعرافتي اللعينة في روايتي الاخيرة سهرة تنكرية للموتى أحزنتني بنبوءاتها غير السارة.

لا ادري كيف سنعود الى المستقبل بعدما توغلنا هكذا في الجانب المظلم من الماضي. لكن القطار لا يفوت احداً. المهم ان ننتبه ونصحو. وبوسعنا صنع قطار الحداثة والحضارة في اي لحظة وبسرعة خارقة تشبه سرعتنا في التدمير. المهم النية وحسن الاختيار. لا لم يفتنا القطار، نحن الذين ندمر المحطات ونقوم بتفجير السكك الى المستقبل.

طفولتي عادية وليس فيها ما يميزها. انها كطفولة اي بنت عربية منتمية لبيت جدها في دمشق العتيقة خلف الجامع الاموي. او اي مدينة عربية اخرى. حضوري اليوم جزء من عراقة ما انتهي اليه وما اغتني عبره بالرحيل والتعارف مع الحضارات الاخرى.

أنا الآن في طريقي الى واحدة من مدني الغربية المفضلة فيينا وسأزور من جديد بيت جديد فلعل الجواب عن سؤالك هذا عنده.

غادة السمان تتعرى تحت المجهر ..وهذا ما اعترفت به امام جنوبية !
جنوبية
يقدّم موقع جنوبية مواضيع خاصّة وحصرية، تتضمن صوراً ووثائق وأخبار من مصادر موثوقة ومتنوّعة تتراوح بين السياسة والمجتمع والاقتصاد والأمن والفن والترفيه والثقافة.
جنوبية

أخر اخبار لبنان:

زيارة بريطانية سرية للسراي واليرزة: نشر أبراج المراقبة جنوباً شرطٌ للحل

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
1

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 1645 days old | 4,265,639 Lebanon News Articles | 2,182 Articles in May 2024 | 119 Articles Today | from 69 News Sources ~~ last update: 23 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



غادة السمان تتعرى تحت المجهر ..وهذا ما اعترفت به امام جنوبية ! - lb
غادة السمان تتعرى تحت المجهر ..وهذا ما اعترفت به امام جنوبية !

منذ ٠ ثانية


اخبار لبنان

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل