انقشاع الرؤية الرئاسية بعد الدينامية الخارجية؟

الى العاصمة الفرنسية، تشخص عيون اللبنانيين والعالم. بين الإليزيه والمقرات الدبلوماسية الفرنسية تتكثف الاجتماعات، ولبنان على طاولة البحث، بعدما خرجت الجلسة الـ12 لانتخاب رئيس الجمهورية في 14 حزيران الحالي، بنتيجة واضحة المعالم. لا أحد قادراً على انتخاب ساكن بعبدا بالقوة وبالفرض، ورئيس جمهورية لبنان لا يصل الى السدة الرئاسية إذا تم تخطي فئة أساسية من اللبنانيين ووضعهم أمام سلاح الأمر الواقع.

لقاء السفير السعودي في لبنان وليد بخاري مع مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل أتى على جانب كبير من الأهمية، لكن اللقاء الأهم سيتوج بلقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. ومن هنا ستنقشع الرؤية الضبابية التي خيّمت في الأشهر الماضية.

في هذا السياق، ترسم مصادر سياسية دبلوماسية، صورة الساعات الأخيرة وما سيليها، لافتة الى أن ليس كل ما يُعلن عنه ويخرج الى الإعلام، يعبّر عن الواقع، لأن الكثير من الأمور لا تعلن، بعد أن يكون تمّ الاتفاق عليها كما على أجندة عمل في الكواليس لتطبيقها.

وتشير لموقع 'القوات اللبنانية' الإلكتروني، الى أن الأكيد أن الملف اللبناني، والرئاسي تحديداً، يتقدم على بساط النقاش والبحث، بدليل أن الدبلوماسي نزار العلولا والسفير السعودي في لبنان كانا في الرياض، كما أن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان زار طهران، ناهيك عن الاتصال الذي جرى بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والإيراني إبراهيم رئيسي، مُلاحظة الحركة الخارجية اللافتة وعودة الى الدينامية الخارجية في الملف اللبناني.

وتتوقف المصادر، عند زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لو دريان الى لبنان الأربعاء المقبل، وهي أول زيارة له بعد تسلمه هذا الملف، لافتة الى أن هذه الدينامية أتت عقب جلسة 14 حزيران النيابية التي انتهت الى عدم قدرة أي فريق على انتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً. تضيف، 'الأكيد أن الفريق الممانع خرج بنتيجة خاسرة، والنتيجة الأكثر فداحة خشيته من جلسات متتالية، كما طالبت الولايات المتحدة التي لوحت بعقوبات في حال ظل المجلس النيابي يمارس التعطيل الذي يمتهنه الفريق الممانع'.

وترى المصادر أنه بين التلويح بالعقوبات الأميركية في حال عدم الدعوة الى جلسات متتالية، وبين فشل الممانعة في الوصول الى النصف زائداً واحداً والتقدم، كما تقاطع القوى الأخرى ووصولها الى قاب قوسين أو أدنى من الـ65 صوتاً، تكون المبادرة الفرنسية سقطت رسمياً، متوقعة أن يحمل لو دريان الأسبوع المقبل حصيلة ما يكون قد تم الاتفاق عليه ومناقشته بين بن سلمان وماكرون.

وتوضح المصادر، أنه مع التوازن الداخلي الحاصل، وعدم قدرة أي فريق على التقدم كما عدم السماح للممانعة بفرض مرشحها، عاد الخارج ليلعب دوره، بانتظار ما إذا كانت هذه الحركية ستساهم في إخراج الاستحقاق الرئاسي من الشغور القائم.   ​