استقالة أول مسؤول بالمخابرات العسكرية الأميركية..بسبب دعم بلاده لإسرائيل

أعلن مسؤول في المخابرات العسكرية الأميركية استقالته من منصبه احتجاجاً على الدعم الذي تقدمه إدارة الرئيس جو بايدن لإسرائيل في حربها على قطاع غزة.

وكشف هاريسون مان، وهو ضابط في الجيش الأميركي برتبة رائد (ميجر)، أن الاستقالة التي قدمها في تشرين الثاني/نوفمبر كانت في الواقع بسبب 'أذى معنوي' ناجم عن الدعم الأميركي لحرب إسرائيل على غزة والأضرار التي لحقت بالفلسطينيين.

وأوضح في رسالة شاركها سابقاً مع زملائه ونشرها الاثنين على حسابه في 'لينكد إن'، أن الخوف منعه لبضعة أشهر من البوح ببواعث الاستقالة، قائلاً: 'خفت من انتهاك معاييرنا المهنية ومن مسؤولين أحترمهم. خفت من شعوركم بالتعرض للخيانة، أنا متأكد من أن بعضكم سيشعر على هذا النحو عند قراءة هذا'.

وأوضح مان أنه ينحدر من أسرة يهودية أوروبية، وأنه عمل طيلة 13 عاماً في صفوف جيش بلاده، فيما كان يعمل مؤخراً في مهمة 'محلل استخبارات الشرق الأوسط'.

وأعرب الضابط الأميركي عن شعوره ب'الخزي والذنب إزاء مشاهد القتل والدمار الوحشية' القادمة من غزة طيلة الأشهر الماضية، مؤكداً أنه 'لم يكن بإمكانه مواصلة عمله متجاهلاً كل ذلك'.

وفي حين ذكرت وكالة 'رويترز' أن وكالة استخبارات وزارة الدفاع لم ترد على طلب للتعليق، وصفت الصحافة الأميركية خطوة مان بأنها 'أول استقالة علنية في صفوف الجيش والمجتمع الاستخباراتي الأميركي'.

وكان الجندي الأميركي آرون بوشنل، توفي بعدما أضرم النار في نفسه أمام السفارة الإسرائيلية بواشنطن في 25 شباط/فبراير تنديداً بالحرب على غزة، قائلاً في تسجيل مصور إنه لن يكون متواطئاً بعد الآن في الإبادة الجماعية، وذلك قبل أن يشعل النار في نفسه وهو يصرخ 'فلسطين حرة'.

وبعد وفاة بوشنل، أعلن الجندي في القوات الجوية الأميركية لاري هيبرت اعتصامه أمام البيت الأبيض لأيام مع إضرابه عن الطعام، للمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب مستمرة خلّفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين وسط وضع إنساني يوصف بالكارثي ومجاعة متفاقمة تخيم على القطاع المحاصر.

موقف واشنطن ثابت

وفي السياق، أكدت الولايات المتحدة مجدداً على لسان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أنها لا تعتبر أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في قطاع غزة.

وقال سوليفان في مؤتمر صحافي الاثنين: 'نعتقد أن إسرائيل بإمكانها ويتعين عليها أن تبذل مزيداً من الجهد لحماية المدنيين الأبرياء. ولا نعتقد أن ما يحصل في غزة هو إبادة'.

وجدد مستشار الأمن القومي الأميركي التأكيد أن الإدارة الأميركية تعتبر 'أنه سيكون خطأ شن عملية عسكرية كبرى في قلب رفح من شأنها أن تعرض للخطر عدداً هائلاً من المدنيين من دون أي مكسب إستراتيجي واضح'، مشدداً على أن 'التزام واشنطن بأمن إسرائيل راسخ، لكن هذا الأمر لا يعني عدم وجود خلافات مع الحكومة الإسرائيلية'.

كما أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد أن الإدارة الأميركية ليس لديها 'خطوط حمراء' فيما يتعلق بإسرائيل.

وأوضح بلينكن في لقاء تلفزيوني أن إسرائيل لم تقدم لهم خطة موثوقة، وأن مهاجمة رفح حيث يلجأ مليون ونصف مدني فلسطيني بدون خطة ستكون له عواقب وخيمة، مشدداً على أن إدارة بايدن قدمت الدعم الكبير لإسرائيل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر وستواصل هذا الدعم.