اخبار لبنان
موقع كل يوم -نافذة العرب
نشر بتاريخ: ٢٦ أيلول ٢٠٢٥
كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
تتجه الأنظار في عكّار مع اقتراب موسم الأمطار إلى ما يُعرف بـ “الشتوة الأولى”، التي غالبًا ما تكشف حجم الإهمال في البنى التحتية، وتُعرّي ضعف استعداد البلديات لمواجهة الكوارث الطبيعية.
حتى الساعة لا استعدادات ميدانية للبلديات واتحاداتها كما يبدو، لاتّخاذ الإجراءات المطلوبة، وفي مقدّمها تنظيف الأقنية والمجاري المائية وصيانة شبكات التصريف، رغم التجارب المريرة التي عاشها الأهالي في السنوات الماضية.
ليس الدور على البلديات وحدها، فالوزارات المعنيّة لم تقم بواجبها في هذا الإطار، ولم تنشئ سدودًا أو سواتر للأنهر. من هنا، تبرز المخاوف من تكرار مشاهد الطرقات الغارقة، والسيول التي تعزل الأحياء والبلدات لأيام، فضلًا عن تدفّق المياه إلى المنازل والأراضي الزراعية. هذه المخاطر تتضاعف مع واقع البُنى التحتية المهترئة أصلًا، التي لم تعد قادرة على استيعاب كميّات الأمطار، في ظلّ التغيّرات المناخية التي جعلت العواصف أكثر حدّة وتقلّبًا.
وما يزيد الطين بلّة، انتشار النفايات المكدّسة على جوانب الطرقات في أكثر من بلدة عكّارية، والتي تتحوّل مع أوّل هطول للأمطار إلى عائق يسدّ الطرقات والأقنية ويمنع تصريف المياه، ما يرفع احتمالات الغرق والسيول ويضاعف الأضرار. هذه المشكلة التي ترافق العكّاريين منذ سنوات لا تهدّد فقط الممتلكات والزراعة، بل تشكّل خطرًا مباشرًا على الصحّة العامة والبيئة.
البلديات وتعميم الوزير:
وكان وزير الداخلية قد أصدر منذ أيام تعميمًا إلى المحافظين، يطالب بدعوة البلديّات للاستعداد لموسم الشتاء، عبر التنسيق مع الوزارات والأجهزة المعنية، وإزالة التعدّيات عن الأنهر والمجاري الطبيعية تفاديًا للأخطار المتوقّعة. غير أنّ هذا التعميم، يبقى من دون جدوى إذا لم يُترجم سريعًا بخطوات عملية على الأرض، خصوصًا في المناطق المعروفة بتجمّع السيول سنويًا.
بين الوعود الرسمية والواقع الميداني، تبقى عكّار وككلّ موسم شتاء أمام امتحان صعب مع بداية الشتاء، حيث قد تتحوّل “الشتوة الأولى” إلى كارثة جديدة تضاف إلى أزمات الكهرباء والمياه والخدمات، ما لم تُتخذ التدابير الوقائية بجدّية قبل فوات الأوان.
المصدر: imlebanon