اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ٢٣ أب ٢٠٢٣
الشيخ عبد السلام دندش هو أحد رجال الدين الناشطين المشهود لهم بالشجاعة في قول كلمة الحق في البقاع الشمالي، وهو من الذين ورد اسمهم في بيان هيئة التبليغ في المجلس الشيعي انه غير مؤهل لممارسة مهامه الدينية، فأثار هذا القرار عاصفة من الاستهجان والاستنكار في صفوف اهله وانصاره ومحبيه.
رجل دين ثائر
في حديث ل 'جنوبية'، بداية، عرّف الشيخ دندش عن نفسه بأنه شيخ ثائر قبل أي شيء، فهو ابن عشيرة عريقة ثائرة تناصر الحق وتواجه الظلم، جدّه القائد الثائر حسن طعان دندش، الذي قاوم الاستعمار الفرنسي وثار في البقاع اللبناني بالتزامن مع ثورة سلطان باشا الأطرش في سوريا، وثورة أدهم خنجر وصادق حمزة في جبل عامل، حتى سقط شهيدا عام 1929 برصاص الفرنسيين، وهو يقاتل في سبيل الله والوطن'.
جدّه القائد الثائر حسن طعان دندش قاوم الاستعمار الفرنسي وثار في البقاع اللبناني واستشهد برصاص الفرنسيين عام 1929
وأردف الشيخ دندش ' تاريخنا قديم بالثورة ونحن لا نتغيّر، ناصرنا حركة الإمام المغيّب موسى الصدر منذ ستينات القرن الماضي، فكنا من مؤسسي حركة أمل والمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، وكان الامام يعتز بصداقة الزعيم فضل الله دندش، الذي انتخب نائبا عن البقاع وكرّس كل نشاطه من أجل دعم مسيرة الامام الصدر'.
وعن نشاطه الديني أوضح، 'درست 11 سنة في مدينة قم المقدّسة في ايران، ومن شيوخي الذين تتلمذت على أيديهم، اية الله الشيخ محمد علي روحاني واية الله الواعظي، كما اجازني وعمّمني آية الله الشيخ محمد تقي بهجت العرفاني الكبير، الذي كان يصلي خلفه الامام الخميني قائد الثورة الاسلامية في ايران. وانا الان إمام مسجد الإمام علي في قرية العين قرب بلدة اللبوة في البقاع الشمالي، ومسؤول عن حسينية الامام المهدي'.
تحالف رجال الدين والزعماء
أما عن السبب الذي جعل هيئة التبليغ في المجلس الشيعي تصدر هذا القرار الجائر بحقه، رأى الشيخ دندش:' اذا استمعت لصفحتي على الفايسبوك، فان خطب الجمعة والمناسبات تتمحور دائما حول الأزمات في بلدنا والمعاناة التي يعيشها الناس في ظل تدهور الوضع المعيشي والخدماتي، والنهب المنظم من قبل زعماء الطوائف وجماعاتهم، وقد اطلقت عليهم اسم 'العصابات الستة'، لانهم عبارة عن ست جماعات مافياوية حاكمة، تتسلط على لبنان وتنهب وزاراته ومؤسساته عن طريق المحاصصة الطائفية، دون حساب ولا رادع'.
وأضاف 'انا لا اخاف، اسمي الاشياء باسمائها واسمي الزعماء الفاسدين ايضا، كما هاجمت القيادات الروحية في جميع الطوائف والمذاهب التي تسبغ الشرعية على الزعماء، فتشرع ظلمهم ونهبهم لخيرات البلد، وتجويع الناس مقابل اقرار هؤلاء المشايخ والمطارنة، على ادارة شؤون رعاياهم، والافادة من مخصصات مؤسساتهم الطوائفية المالية، الواردة من خزينة الدولة ومن الاوقاف وغيرها'..
كنا نحن الشيعة سابقا مظلومين مستضعفين ومحرومين، صرنا الان ظالمين لأنفسنا قبل ظلم غيرنا
وخلص الشيخ دندش الى نتيجة مفادها ' ان رجال الدين رؤساء الطوائف في بلدنا لا يحتملون النقد، لان الكراسي هي ايضا مصدر ارزاقهم، لذلك هم يهاجمون بشراسة من ينتقدهم او ينتقد زعيمهم الطائفي ولي نعمتهم، وهم مستعدون لقطع ارزاق مئات رجال الدين، وتشويه سمعتهم في سبيل بقاء الوضع الحالي البائس الى ما لا نهاية، لان مصالحهم اصبحت مناقضة لمصالح الناس، الذين يتطلعون لبناء دولة قوية عادلة، فهم يريدون بقاء دولة الفساد والمحاصصة الطائفية'.
وختم بقوله: كنا نحن الشيعة سابقا مظلومين مستضعفين ومحرومين، صرنا الان ظالمين، ظالمين لأنفسنا قبل ظلم غيرنا، ونحن نعاهد الناس اننا لن نرضخ لمشيئة الطغمة الفاسدة في هيئة التبليغ في المجلس الشيعي، وسنبقى أوفياء لخط الثورة ضد التسلط والفساد الذي وقف في وجهه ائمتنا جميعا، من الامام الحسين حتى الامام الصدر'.