اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٢٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
كتب رضوان عقيل في 'النهار':
تحولت التصريحات والتغريدات المطولة للموفد الأميركي توم براك مادة لا تفارق متابعات الطبقة السياسية ويوميات كل اللبنانيين حيث يطل عليهم بكثرة، ولا سيما بعد رسالته النارية الأخيرة وفحواها أن لا مفر أمامهم إلا العمل على نزع سلاح 'حزب الله' أو دخول إسرائيل في حرب وجرّ البلد إلى الفوضى.
لم يأت كلام براك من فراغ وهو يعبّر عن رأي إدارته في البيت الأبيض وإن كان في طيّات أسلوبه عدم إتقانه استعمال القفازات الديبلوماسية في إطلاق مواقفه، وجاء آخرها على شكل 'الإنذار الأخير' لـ'حزب الله' أولاً وكل اللبنانيين حيث يقول لهم إن واشنطن لم تعد تقبل التعايش مع الستاتيكو القائم وإن إسرائيل ستعمد إلى تصعيد وتيرة اعتداءاتها. والمخرج من منظار براك لن يكون إلا في الانخراط في مناقشات أمنية لترتيب مستقبل الحدود بين لبنان وإسرائيل. ولا مهرب من التحسّب أن مهمات 'اليونيفيل' تنتهي في أواخر 2026 وتُطوى صفحة وجودها في هذه المنطقة منذ عام 1978. ويعلق مرجع هنا بأنه منذ اليوم بدأ يتحسّس أخطار عدم وجود القوة الدولية في الجنوب 'حيث قدمت وحداتها الكثير من التضحيات وساعدت اللبنانيين وما زالت في موقع الشاهد على خروقات إسرائيل'.
ويعتقد أكثر من مراقب هنا أن كلام براك أبعد من حدود التهويل ولم ينطق به إلا من باب الاستناد إلى حقيقة ما تعمل إدارة الرئيس دونالد ترامب في المنطقة التي يحتل لبنان جزءاً أساسياً فيها ولم يبق أمامه إلا تقليم ما بقي من الأظافر وإزالة التهديدات الحربية التي لا يزال الحزب يمتلكها رغم كل الضربات التي تلقاها على المستويين العسكري والبشري.
ولذلك لن تتراجع واشنطن عن مطلبها بحصر سلاح الحزب ووضعه في يد الجيش وتوجه لبنان إلى تفاوض مع إسرائيل ولو تم بطريقة غير مباشرة حيث تعرف الأخيرة أن الظروف لا تسمح بإبرام معاهدة سلام أو حصول تطبيع بين الطرفين. ويتذكر الجميع كلام غراهام الذي تحدث عن ضرورة نزع كل القدرات العسكرية للحزب وإلا فإن إسرائيل ستلجأ إلى الخطة 'ب' لتفيذ مخطط إسرائيل مع تشديد السفير السابق أنطوان شديد بقوله لـ'النهار' إن كلام براك 'ليس اجتهاداً شخصياً بل يصدر من تعليمات إدارته وهو أبعد من حدود التهويل'.
وبالعودة إلى كلام براك فهو بشكل امتداداً لتصريحات السناتور الأميركي ليندسي غراهام صاحب الإملاءات المتشددة التي يرددها في بيروت وتل أبيب عندما يدعو إلى تواصل مفتوح بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي. وإن لم يسلك لبنان 'هذا الطريق' غير المعبّد فإن بنيامين نتنياهو لن يتأخر في إطلاق عجلة الحرب من جديد حيث لا يرسم خريطة سياساته إلا على وقع النيران. وجاءت تغريدة براك هنا رداً على رد الرئيس جوزف عون الذي يدعو إلى تفاوض غير مباشر وهو ينطلق من أن اجتماعه مع عون بحضور مارك روبيو لم يكن محلّ طموحات الإدارة الأميركية التي تستعجل بدورها إطفاء محركات الحرب في الإقليم وإنجاح اتفاق غزة رغم أن الوقائع على الأرض لا تظهر أن إسرائيل تلتزم به إلا وفق ما يناسبها.
وكان اللافت تطرق براك إلى الانتخابات النيابية في وقت يرى فيه البعض أن من مصلحة 'حزب الله' خوض هذا الاستحقاق بعد إتمام المسائل الأمنية على الحدود وإعلان موعد البدء بإعمار الجنوب الأمر الذي يساعده أكثر في التواصل مع جمهوره والحصول على أصوات ناخبيه رغم أن إشارات عدة لا تظهر أنهم سيغادرون الفضاء الانتخابي للثنائي الذي يستعد لاستحقاق يُبنى عليه الكثير من الحسابات.











































































