اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ٢١ أيار ٢٠٢٥
'رَهْنٌ بخيار: الإنسان والإمكانات في عصر الذكاء الاصطناعي' عنوان تقرير التنمية البشرية في نسخته الـ 33 الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وقد صنّف لبنان من ضمن دول ذات مستوى تنمية بشرية مرتفع، إذ سجّل نتيجة 0.752 في مؤشر التنمية البشرية للعام 2023، وجاء في المرتبة 102 عالمياً، والعاشرة بين نظرائه العرب.
يحاول تقرير التنمية البشرية التمييز بين العصر الجديد للذكاء الاصطناعي والتحوّلات الرقمية السابقة، وما يعنيه هذا الفرق بالنسبة إلى تنمية الإنسان. وبحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فقد أُجري استطلاع من أجل إعداد التقرير، والذي كشف عن استخدام واسع النطاق للذكاء الاصطناعي. حيث أشار 20 % من المشاركين في الاستطلاع إلى أنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقّع أن ترتفع هذه النسبة بشكل سريع.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت نتائج الاستطلاع أن حوالى الثلثين من المشاركين في دول ذات تنمية بشرية منخفضة ومتوسطة ومرتفعة، يتوقعون أنهم سيستخدمون الذكاء الاصطناعي في مختلف أبعاد مؤشر التنمية البشرية (التعليم، العمل، والصحة) خلال سنة واحدة من تاريخ الاستطلاع.
وعلّق التقرير بأنّه على الرغم من التطوّر السريع في الذكاء الاصطناعي، فإن التنمية البشرية لا تزال تعاني من الركود، كما يتضح في تباطؤ التقدّم في مؤشر التنمية البشرية، والذي لم يتعافَ بعد من تداعيات جائحة كوفيد-19 والأزمات التي تلتها.
وفي هذا الإطار، أشار التقرير إلى أنه رغم توقّع تسجيل مستويات قياسية في مؤشر التنمية البشرية العالمي لعام 2024، فإن نحو 40 % من المشاركين توقّعوا أن تكون هذه الزيادة هي الأبطأ منذ إطلاق المؤشر في عام 1990.
وذكر التقرير أيضاً أن الغالبية تتوقع أن يقوم الذكاء الاصطناعي بتنفيذ الوظائف بشكل آلي (Automation) وتعزيزها (Augmentation)، مع تأييد فكرة تعزيز الذكاء الاصطناعي للوظائف بدلاً من استبدالها. وأشار التقرير إلى أنه مع تزايد عدد الأفراد الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي، ستزداد ثقتهم في قدرته على زيادة الإنتاجية، خاصة في الدول النامية.
مجالات التنمية البشرية
وبالتالي، حدّد تقرير التنمية البشرية ثلاثة مجالات رئيسية من أجل تنمية بشرية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وهي:
1. بناء اقتصاد تكاملي (يسمح للأفراد بالتعاون مع الذكاء الاصطناعي بدلاً من التنافس معه)،
2. الاستثمار في القدرات (لتمكين الأفراد من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وتحقيق النجاح في عالم يقوده الذكاء الاصطناعي)،
3. قيادة الابتكار (بحيث تتضمن تصميمات الذكاء الاصطناعي فرصاً للأشخاص للإبداع).
يقاس مؤشر التنمية البشرية من خلال احتساب النتائج المسجّلة في أربعة معايير رئيسية تعكس مستوى النمو والتقدّم، وهي:
متوسط العمر المتوقع عند الولادة، متوسط سنوات الدراسة، عدد سنوات الدراسة المتوقعة، الدخل القومي الإجمالي للفرد (بحسب تعادل القوة الشرائية بالدولار الأميركي).
بحسب بيانات العام 2023، صنّف التقرير 74 دولة على أنّها ذات تنمية بشرية مرتفعة جداً، و 50 دولة ضمن فئة التنمية البشرية المرتفعة، و 43 دولة ضمن فئة التنمية البشرية المتوسطة، و 26 دولة في مجموعة التنمية البشرية المنخفضة.
على الصعيد العالمي، تصدّرت آيسلندا القائمة محقّقة أعلى مستوى تنمية بشرية (النتيجة: 0.972)، تلتها النرويج (0.970)، وسويسرا (0.970)، والدنمارك (0.962)، وألمانيا (0.959)، والسويد (0.959).
إقليمياً، تصدّرت الإمارات العربية المتحدة قائمة الدول العربية، وجاءت في المرتبة 15 عالمياً بمؤشر تنمية بشرية بلغ 0.940، تلتها المملكة العربية السعودية (المركز 37 عالمياً، 0.900)، البحرين (المركز 38، 0.899)، قطر (المركز 43، 0.886)، سلطنة عُمان (المركز 50، 0.858)، الكويت (المركز 52، 0.852).
لبنان
في لبنان، بلغ متوسط العمر المتوقع عند الولادة 77.8 سنة، ومتوسط سنوات الدراسة المتوقعة 11.7 عاماً، بينما بلغ متوسط سنوات الدراسة 10.4 سنوات، وسجل الدخل القومي الإجمالي للفرد 15,825 دولاراً (بحسب تعادل القوة الشرائية)، مقارنةً بمتوسط عالمي بلغ 20,327 دولاراً، ومتوسط عربي بلغ 11,299 دولاراً. وقد تفوّق لبنان في مؤشر التنمية البشرية على متوسط الدول العربية، بينما جاءت نتيجته أقل من المتوسط العالمي.