اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١٦ أيار ٢٠٢٥
أكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل «أننا وللمرة الأولى منذ أكثر من 50 عاماً نعيش في لبنان من دون وصاية، ولا يمكن لأحد أن يدّعي أنه قادر على أن يقرّر عن كل اللبنانيين وهذه فرصة تاريخية لنبني شيئاً مختلفاً عما عشناه في الماضي».
من جهته، أكد النائب السابق وليد جنبلاط «أننا نريد لبنان جديداً ويمكننا تغيير بعض الطروحات لكن لا يمكننا تغيير الطائف لأننا سندخل في المجهول إنما يمكننا تحديثه وتطبيق البنود المعلقة».
كلام الجميّل وجنبلاط جاء في إطار الندوة التي نظّمها «بيت المستقبل» تحت عنوان «تجاوز الانقسامات: ندوة من أجل مستقبل لبنان».
وحضر الندوة الرئيس أمين الجميل وعقيلته جويس، رئيس الحزب الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، النائب إلياس حنكش، النواب السابقون: جان أوغاسبيان، فادي الهبر، إيلي ماروني، باسم الشاب، الوزير السابق خالد قباني، نائب رئيس حزب الكتائب برنارد جرباقة، عضو المكتب السياسي الكتائبي الوزير السابق آلان حكيم، رئيسة بلدية بكفيا نيكول الجميل، رئيس تحرير صحيفة «اللواء» صلاح سلام، ونقباء الصيادلة جو سلوم، المحامين فادي المصري، المحررين جوزيف القصيفي.
وتمنى رئيس الكتائب أن «يكون هذا اللقاء بابًا يُفتح أمام تلاقي كل اللبنانيين بقلب مفتوح وإيجابية لإيجاد حلول للمستقبل، وقال: «اليوم هناك خلفيات سياسية مختلفة بيننا وبين وليد جنبلاط وغنى هذا اللقاء يأتي من هاتين الخلفيتين، كل تفكيرنا اليوم هو من أجل تأمين مستقبل أفضل لكل اللبنانيين وأن يعيشوا باطمئنان واستقرار بأمل بالمستقبل وأن يبقوا ببلدهم لأي طائفة انتموا».
وأشار إلى أنّه «للمرة الأولى منذ أكثر من 50 عاماً نعيش في لبنان من دون وصاية، ولا يمكن لأحد في لبنان أن يأخذ القرار عن اللبنانيين وهذه فرصة»، وأردف: «منذ 50 عاماً لا يمكن لأحد أن يدّعي أنه قادر على أن يقرّر عن كل اللبنانيين وهذه فرصة تاريخية لنبني شيئاً مختلفاً عما عشناه في الماضي».
ورأى أن «هناك انعدام ثقة بين اللبنانيين وخوف متبادل من بعضنا البعض أوصلنا الى الدخول في حرب 1975 ولو كان هناك ثقة وعلاقات صحية وطبيعية لما انجرّ اللبنانيون إلى الانقسام وإلى حرب دموية أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه».
واعتبر أن «ما من مرة كان لدينا الشجاعة لنجلس إلى الطاولة ونصارح بعضنا البعض ونفصح عما يُزعجنا ويُخيفنا وما يُريحنا ومخاوفنا للمستقبل، ولذلك طرحت في مجلس النواب فكرة مؤتمر المصارحة والمصالحة لنبني الثقة ونصبح محصّنين ونمنع الانجرار الى صراعات مستقبلية، وأضاف: «طالما ما من ثقة سنبقى معرّضين، والمشكلة أن البعض يمرّر الأمور في الكواليس وليس لديه الشجاعة لقول الحقيقة والإفصاح عن الهواجس والمخاوف».
ورأى أن «الحاجز الوحيد للسير بالمصارحة والمصالحة هو بقاء السلاح وأن وجوده هو حاجز يعيق الجلوس بين اللبنانيين».
وأشار الى أنّ في اتفاق الطائف نأخذ ما هو مفيد وما يحتاج إلى تطوير نطوّره بهدف تحصين وحدة البلد والعلاقة بين اللبنانيين وطمأنتهم بعيداً عن الهاجس الطائفي.
وعن التطبيع مع إسرائيل وموقف لبنان، قال: «من دون شك هناك إرادة دولية بالسلام في الشرق الأوسط ولبنان لا يمكن أن يكون خارج الإجماع العربي»، لافتاً إلى «أننا كنا نقول نحن آخر دولة توقع مع إسرائيل وحقيقة سنصبح آخر دولة لأن سوريا كما صرّح الرئيس أحمد الشرع يريد الدخول في الاتفاق الابراهيمي ولكن هذا لا يحصل إلا بموافقة كل اللبنانيين فلا بد من ذهابنا جميعًا باتجاه السلام».
وأكد أنّ «السلاح الفردي أسوأ من الصاروخ لأن الصاروخ يستخدم بقرار في السياسة، أما السلاح الفردي فهو يستعمل يومياً ويؤذي الناس ومن بينها الاغتيالات والتقاتل، فزعران الشوارع يستخدمونه لضرب مفهوم دولة القانون، ولا بد من التعاون لمعالجته ولكن شرط أن يكون لدينا دولة قوية والتعاون مع القضاء والأجهزة الأمنية باعتبار أن السلاح الفردي خطر على المواطن».
وعن الحياد الإيجابي قال: «أنا مع الحياد الإيجابي 100%».
جنبلاط
وأوضح جنبلاط من جانبه أنّه «لا يمكن فصل لبنان في هذه اللحظة التاريخية عما يجري في المنطقة وما جرى إيجابي فمن قال إن النظام السوري كان سيسقط بهذه السرعة ويختفي، ومن قال أن يجتمع أحمد الشرع مع ترامب»، وأضاف: «بات لدينا سوريا جديدة وشرق أوسط جديد ونتمنى في هذا الشرق الأوسط الجديد أن نحافظ على خرائط سايكس بيكو لانه يهمّنا لبنان الكبير ولكن هذه الخرائط تبقى مشروطة بالحل في فلسطين».
وقال: «هناك تحديات كبيرة ولكن لا أوافق القول إن ما يجري هو حرب الآخرين على أرضنا فقد وقعت حروب كبيرة وصغيرة وكان هناك عدم ثقة وهناك تراكم تاريخي وإذا أردنا لبنان جديداً هل نغيّر الطائف؟ طبعاً لا، نريد أن نحدّث الطائف».
وأشار الى أنّ «من يصالح الشرع يستطيع إزالة الاحتلال من جنوب لبنان»، مشدّداً على أن «الجيش اللبناني يقوم بواجباته والمطلوب دعمه أكثر وتطويع عدد أكبر من العسكريين، ودعمه يجب ألا يكون مشروطاً بدعم المصارف».
وأضاف: «علينا الاتفاق أن خصمنا الإسرائيلي لا يترك لنا المجال، والصلح مع إسرائيل في هذه اللحظة بوجود الجرح الشيعي علينا تأجيله ولنبقي على اتفاق الهدنة وعندما يصالح العرب يأتي الوقت».
وعن الحوار وبلورة اتفاق الطائف واستكمال الدولة المدنية وإلغاء الطائفية، قال: «أتمنى إلغاء الطائفية ولكن هل يمكن الوصول إلى ذلك؟ فالزواج المدني العقبة التي تقف أمامه هي العقبة الدينية التي ترفضه، فالنظام الطائفي وضع بعد مجازر الـ60 ويعود إلى نظام الملل العثماني وأتى الفرنسيون وكرّسوه فهل يمكن الخروج منه؟».
وأكد «أننا نريد لبنان جديداً ويمكننا تغيير بعض الطروحات لكن لا يمكننا تغيير الطائف لأننا سندخل في المجهول إنما يمكننا تحديثه وتطبيق البنود المعلقة».
نصار
أما وزير العدل عادل نصار فقال في مداخلته «حلّ النزاعات الداخلية مسألة معقّدة وغالباً ما تكون مليئة بالمفاجآت، وفهم جذورها أمر صعب. وغالباً ما يكون الأوان قد فات لإيجاد حلول سلمية عندما تبدأ أعمال العنف».
وأضاف: «للأسف، كثيراً ما يعلو صوت السلاح على صوت العقل، ونادراً ما تتشابه النزاعات الداخلية. أحياناً تبدأ بسبب عوامل خارجية، أو تجذب تدخلاً خارجياً. على سبيل المثال، بالرغم من أن النزاع في لبنان يُعتبر داخلياً، إلّا أنه لم يكن حرباً أهلية صرفة بسبب تدخل مقاتلين أجانب. وبالمثل، تحوّلت الحرب الأهلية الإسبانية بسرعة إلى نزاع دولي».
واعتبر نصار أن «الديمقراطية تُعدّ في نظر الكثيرين الحلّ المثالي، إذ تتيح تسوية الخلافات عبر صناديق الاقتراع. لكن الواقع أكثر تعقيداً. فحتى لو كانت الديمقراطية أقل الأنظمة سوءاً، فإنها لا تستطيع حلّ كل شيء، خصوصاً عندما تشعر الأقليات بأنها غير مسموعة».
وأضاف: «لتجنّب العنف، من الضروري تحديد الدوافع التي تدفع الناس إلى القتال، وهي غالباً: الاضطهاد، الحاجات غير المُلبّاة، أو الأيديولوجيا. هذه العوامل تحرّك مشاعر الخوف والإحباط، وتخلق أحياناً قناعة بأن العنف هو الوسيلة الوحيدة لإيصال الصوت. كما أن السعي وراء الاستقلال أو الحفاظ على الهوية كثيراً ما يصطدم برغبة الأغلبية».