في ذكرى رحيله… سمير غانم "نجم الغلابة" 

تحل اليوم الاثنين، الذكرى الثالثة لوفاة 'ملك الكوميديا' و'نجم الغلابة' الفنان الكبير سمير غانم، الذي رحل عن عالمنا في 20 أيار عام 2021، في أحد المستشفيات بعد إصابته بفيروس كورونا، لتفقد السينما والدراما المصرية واحداً من أبرز معالمهما. وقد وصل الى قمة النجومية وصنع لنفسه عالمه الخاص الذي احتل قلوب محبيه، فأثرى المكتبة الفنية المصرية بالعديد من الأعمال العظيمة، بعدما إتخذ لنفسه نهجاً مميزاً ليس في تمثليه وأدائه الفني وحسب، بل أيضاً في 'ستايل' ملابسه وأزيائه الجذاب والخاص به.

على إمتداد تاريخه الفني الطويل كان سمير غانم مختلفاً وذكياً، إذ قدم فناً لا يشبه غيره، وتربع منذ بدايته على عرش الكوميديا مع صديقيه الضيف أحمد وجورج سيدهم بتأسيس أشهر وأنجح فرقة كوميدية 'ثلاثي أضواء المسرح' في الستينيات، فكانت الورقة الرابحة في كل الأعمال الفنية التي شاركت فيها وقدمت أعمالاً سينمائية ومسرحية واسكتشات كوميدية حققت نجاحاً منقطع النظير. لم يتنازل سمير غانم عن القمة بعدما انحلت فرقة 'الثلاثي' بوفاة الضيف أحمد، واستطاع أن يجد له مكاناً راسخاً على عرش الكوميديا بمئات الشخصيات التي قدمها.

•بدايته الفنية:

انضم سمير غانم بعد الثانوية العامة إلى كلية الشرطة احتذاءً بوالده وتركها بعد رسوبه عامين متتاليين ليلتحق بكلية الزراعة في جامعة الاسكندرية، وهناك انضم إلى الفرق الفنية. كوّن مع صديقيه وحيد سيف وعادل نصيف فرقة اسكتشات غنائية قدمت عروضاً على المسرح في الاسكندرية، ولكن بعد انتقاله الى القاهرة تفرّق أعضاء الفرقة وظلت الفكرة في رأسه، وحينها كانت شهرة جورج سيدهم قد انتشرت في جامعة عين شمس، وكذلك الضيف أحمد في جامعة القاهرة، فاجتمع الثلاثة وكوّنوا فرقة 'ثلاثي أضواء المسرح'، التي حققت نجاحاً كبيراً فى السينما والمسرح، ولا يزال الكثيرون يرددون اسكتشاتهم ومنها 'كوتوموتو، لو كانوا سألونا'، وكانت فقرة رئيسية في كل الحفلات. وبعدما انحلت الفرقة بوفاة الضيف أحمد عام 1970 استمر التعاون بين جورج وسمير وقدما معاً عدداً من أنجح وأشهر الأعمال الكوميدية سواء في السينما أو المسرح منها 'موسيقى في الحي الشرقي'، و'المتزوجون'، و'أهلاً يا دكتور'.

•'صاروخ الكوميديا':

انطلق سمير غانم في طريقه كالصاروخ، وكان دائماً مثل مدفع الكوميديا سريع الطلقات، وفي كل مرحلة من مراحل مشواره الفني كان ينتقل من نجاح الى آخر بطريقة مختلفة لا يتوقعها الجمهور. شارك في عشرات الأفلام السينمائية سواء في بطولات جماعية أو بطولة مطلقة أو حتى في أدوار ثانية، مع كبار النجوم، فتميز في كل منها وكان يضيف الى العمل مذاقاً خاصاً فيبهر جمهوره. وفي العام 1977 حقق نجاحاً مبهراً في الدراما التلفزيونية حين قدم شخصية 'ميزو' في مسلسل 'حكايات ميزو' الذي نجح نجاحاً كبيراً وخلق له جماهيرية واسعة، وقدم بعده عدداً من المسلسلات التي كان اسمه على أي منها يضمن لها النجاحاضافة الى عشرات الأعمال والمسلسلات الاذاعية.

•فوازير 'فطوطة' والنجاح المبهر:

وفي مرحلة جديدة من مراحل المفاجأة والنجاح أبهر سمير غانم جمهوره حين قدم 'فوازير فطوطة' في العام 1982، ولمدة 3 سنوات فكانت تحدياً جديداً اجتازه بنجاح مبهر، على الرغم من أنها لم تكن المرة الأولى التي يقدم فيها الفوازير، بحيث قدم مع فرقة 'ثلاثي أضواء المسرح' عام 1967 أول فوازير عربية وكانت خليطاً بين الدراما والاستعراض. كان التحدي فى الثمانينيات أن 'فوازير فطوطة' جاءت بعد نجاح استمر سنوات للفوازير التي قدمتها الفنانة نيللي، ولكن استطاع سمير غانم أن يقدم الفوازير بصورة مختلفة وبأسلوبه الساحر، وأن يخلق من شخصية 'فطوطة' حالة نجاح جديدة ومستمرة ومبهرة لتصبح احدى أيقونات شهر رمضان، فصنعت العرائس والزينات التي تحمل صورة 'فطوطة' الذي عشقه الكبار والصغار، واستغل المنتجون نجاح الشخصية لتقديم أعمال فنية جديدة تحمل هذا الاسم، ومنها مسلسل الكرتون 'فطوطة وتيتا مظبوطة'. كما قدم في التسعينيات وعلى مدى ثلاث سنوات متتالية من عام 1992 وحتى 1994 فوازير 'المتزوجون في التاريخ'، و'المضحكون' و'أهل المغنى'.

•ملك الإرتجال على المسرح:

أما المسرح فهو بيته الأول وعشقه الأكبر واستطاع أن يصنع فيه حالة خاصة من النجاح والإبهار، وأن يكون علامة من علاماته التاريخية، وملكاً للارتجال و'الإفيهات'، فحققت مسرحياته نجاحاً منقطع النظير واستمر عرض الكثير منها لسنوات عديدة ومنها: 'أخويا هايص وأنا لايص'، 'جحا يحكم المدينة'، 'فارس وبني خيبان'، 'أنا والنظام وهواك'، 'بهلول في إسطنبول'، 'أنا ومراتي ومونيكا'، 'دو ري مي فاصوليا'، 'المتزوجون' وغيرها…