مي ريحاني خيار رئاسي ثالث؟

كتبت يولا هاشم في المركزية:

مي ريحاني، اسم لمع كمرشحة لرئاسة الجمهورية نسبة لبرنامجها الانتخابي اللافت. وعلى رغم التعقيدات التي تحوط الملف الرئاسي المجمّد منذ عام ونصف العام، ما زالت ريحاني تسعى وتثابر للوصول إلى قصر بعبدا، متسلحة بايمانها وقناعتها وقدرتها على أحداث التغيير المرجو لانقاذ لبنان من براثن الفساد الذي أوصله الى اسوأ حال، فتكون الخيار الثالث الذي بات واضحاً أنه المعادلة الرئاسية الأنسب للبنان والتي تقضي بايصال رئيس مقبول من الجميع ولا يشكل تحديا لأي طرف.صفتان تتمتع بهما المرشحة الرئاسية صاحبة العلاقات الدولية القوية غربيا وعربياً،فهل ما زالت على ترشحها وكيف تنظر الى الجمود المستحكم بالملف؟

تعتبر ريحاني في حديث لـالمركزية أن الملف الرئاسي يمرّ بفترة صعبة بسبب حرب غزة التي عقدت الامور وحرب الجنوب التي شغلت لبنان، علما انه يجب فصل الرئاسة عما يحصل في غزة والجنوب، لكن بعض السياسيين لم يتمكنوا من ذلك، ما أدى إلى حصول تأخير في الملف الرئاسي أكثر مما كنا نتوقع.

في المقابل، تعرب ريحاني عن أملها بأن لا بد في النهاية من ايجاد حل للازمة، الامور قد تستغرق بعض الوقت لكن بعدها ستكون طريقة لإقناع العدد الاكبر من النواب ان الوقت اصبح مناسبا لانتخاب رئيس أو رئيسة، مشيرة الى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري طلب إجراء حوار، والحوار يمكن أن يحصل بطرق مختلفة جانبية، أو من وراء الكواليس، عن طريق مبادرات يقوم بها النواب، وهذا ما يحصل، على أن يقبل بعدها بري بالدعوة الى جلسة مفتوحة بدورات متتالية للانتخاب.

عن ارتباطه بملف غزة، تؤكد ريحاني لا بد عاجلاً أم آجلاً من فصله لأن حرب غزة قد تطول. ومطلوب أيضاً وقف اطلاق الصورايخ في جنوب لبنان بالاتجاهين ومحاولة تطبيق الـ1701 لأنه يساعد على ايجاد حل مع اسرائيل، لكننا ننتظر تجاوب كل اللاعبين في هذه القضية، التي قد تستغرق وقتا ايضا. من هنا نقول بفصل الرئاسة عن غزة وحتى عن الوضع في الجنوب. في النهاية، ثمة حلول ومبادرات قد توصل الى نتيجة.

عن اجتماعاتها مع المسؤولين في واشنطن والنظرة الاميركية تجاه لبنان، توضح ريحاني: عقدنا اجتماعات عديدة ومطوّلة وأهمها في البيت الابيض وأيضا في مجلس الشيوخ والكونغرس ووزارة الخارجية، وقدمنا ورقة سياسية استراتيجية لكل المسؤولين الاميركيين الذين اجتمعنا بهم، تتضمن مطالب، وأهمها ان تمارس الولايات المتحدة ضغطا كبيرا على اسرائيل كي لا تسمح لها بتوسيع الحرب التي تشنها على جنوب لبنان وايقافها اذا أمكن، وقلنا بأن من مصلحة اميركا كما لبنان عدم السماح لاسرائيل بشن حرب شاملة وموسعة على لبنان. وتحدثت باسم الوفد الذي يمثل 8 مؤسسات لبنانية – اميركية، وهي مؤسسات كبيرة لديها فروع في ولايات مختلفة، وذكرنا المسؤولين بأهمية هذه المؤسسات، التي تضم الالاف من الاعضاء اللبنانيين -الاميركيين الفاعلين في الانتخابات الاميركية، يمثلون الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وقدمنا لهم احصاءات بأعداد اللبنانيين وفي اي ولاية يصوتون.

وتتابع: طالبنا بألا تسمح الولايات المتحدة لاسرائيل بأن تعلن الحرب على كل لبنان، علما اننا غير راضين عن الحرب في الجنوب. ربما تعتبر واشنطن ان لبنان بدأ الحرب في 8 تشرين الاول، لذلك شرحنا للمسؤولين الاميركيين ان ليس كل لبنان استهدف اسرائيل، والارادة اللبنانية والشعب اللبناني بأكثريته يرفض الحرب وعلى واشنطن القبول بهذه الحقيقة التي أجمعت عليها الاحزاب اللبنانية كلها عدا حزب الله وقالها المجتمع المدني والنواب والمغتربون، وبأن من مصلحتها ومصلحة لبنان عدم توسعة الحرب، لأن لبنان بلد تعددي وهذا ما يميزه عن معظم الدول المحيطة وهكذا نريده ان يبقى. وكون اميركا بلدا تعدديا كلبنان، عليها ان تحافظ على هذا المثال في الشرق الاوسط، لأنه يشبهها هي التي تنادي بالتعددية والقيم وهذه كانت الحجة الاقوى التي استعملناها. استمعوا الينا قالوا بكل وضوح، بأننا على حق وبأنهم كحكم اميركي وكإدارة بايدن لا يريدون حربا في لبنان وذهبوا ابعد من ذلك وقالوا إنهم مع الحفاظ على لبنان وعدم السماح لاسرائيل بإعلان الحرب عليه، لكنهم طالبوا بأمرين لـتقوية يدهم الضاغطة على اسرائيل: الاول انتخاب رئيس او رئيسة، وقالوا: تلوموننا بأن الوفد الاميركي عندما يزور لبنان يلتقي الرئيس نجيب ميقاتي حتى لو كانت حكومته تصريف اعمال ورئيس مجلس النواب نبيه بري فقط، فأين هو الرئيس او الرئيسة حتى نجتمع به، ونحن مجبرون على الاجتماع بالسياسيين المنتخبين او المعينين لاننا نمثل الحكم الاميركي، وعندما تنتخبون رئيسا او رئيسة تستقيل هذه الحكومة ويمكن للرئيس او الرئيسة الجديدة تعيين حكومة كاملة الصلاحيات. وهذا كان التمني والنصيحة الاميركية الاولى.

الامر الثاني، وكان برأيي نوعا من شرط، شدد الاميركيون على تطبيق الـ1701، فقلنا بأن يجب تطبيقه من الطرفين اللبناني والاسرائيلي، وكان جوابهم بأنهم يطلبون من حزب الله ان يتراجع 10 كلم باتجاه الليطاني، وفي المقابل ستطلب اميركا من اسرائيل ان تتعهد بوقف القصف على الجبهة اللبنانية وان يصبح الجنوب آمنا واميركا مستعدة لمساعدة الجنوب اقتصاديا، وان يعود الاهالي الى قراهم ومنازلهم، وكذلك الامر بالنسبة لسكان شمال اسرائيل. وأشاروا الى ان اميركا ترسل موفدها آموس هوكستين للتباحث في هذا الموضوع، فإذا قبل حزب الله يبرم عندها اتفاق بين لبنان واسرائيل بواسطة اميركا كما في الترسيم البحري، وهي مستعدة للعب هذا الدور اليوم ايضا لإقناع حزب الله بالتراجع 10 كلم وان تتعهد اسرائيل بعدم التعرض للبنان.

وتؤكد ريحاني أن اميركا تفضّل التفاوض مع رئيس او رئيسة، لهذا تتمنى على اللبنانيين الاسراع في انتخاب رئيس، لأن ثمة مفاوضات كثيرة لوضع حد لمجمل الازمات، بدءا من الجنوب وكل ترسيم الحدود البرية وهي اعربت عن استعدادها للمساعدة ، كونها تريد الامان والسلام في لبنان، لكنها تحاول التفتيش عن السبل.

عن امكان تسليم واشنطن لبنان إلى حزب الله (ايران) كنوع من المقايضة في المنطقة، تجيب: بالعكس اميركا تريد لبنان مستقرا مستقلا تعدديا لا ان تسيطر طائفة او بلد عليه. بالطبع لدى اميركا مصالح مع ايران، لكن مصالحها تقتضي بعدم السماح لايران بحيازة السلاح النووي، ولديها مصالح اقتصادية وعسكرية ودفاعية، لكن ليس على حساب لبنان. هي ترى ان ليس فقط لمصلحة لبنان بل ايضا اسرائيل واميركا ان يبقى لبنان بلدا تعدديا، حيث تعيش شرائح مختلفة في بلد معا.

وهل يمكن أن تقايض الرئاسة لحزب الله مقابل تنفيذ الـ1701، تقول: خلال اجتماعاتنا في واشنطن قلنا بأننا لا نقبل بهذا الامر قطعا، وفي حال حصوله سيكون خطأ كبير يضر بلبنان وبواشنطن ايضا. طلبنا منهم عدم التفكير فقط بالمدى القصير، لأن من شأن ذلك تقوية ايران ولن تخرج مجددا، ويذهب لبنان ادراج الرياح وتذهب معه التعددية التي تتغنون بها. لبنان المثل الوحيد والصحيح تاريخيا ومستمر في التعددية رغم كل مشاكله الداخلية ولا إلغاء للآخر. انظروا الى البلدان غير التعددية المحيطة وستدركون ما نقوله. قد تتمكنون من تهدئة الوضع في المدى المنظور لكن ذلك لا يفيد على المدى الطويل وتكونون قد ضريتم لبنان وانفسكم.

في بعلبك وعلى رغم استهدافها بغارات اسرائيلية، شاركت ريحاني في محاضرة ثقافية، وعنها قالت: اعتبر الثقافة في لبنان حجر اساس وهي جزء من هويته، لذلك لم أتردد في قبول دعوة المجلس الثقافي في بعلبك الذي يرأسه الدكتور حاتم شرَيف، للمشاركة في يوم ثقافي، وقضينا يوما كاملا بدأ في المجلس الثقافي حيث بحثنا في ترشحي الى الرئاسة وكان الحضور من الداعمين، بعدها شاهدنا مسرحية عن مي زيادة بمشاركة مجموعة مسرحية على رأسها الدكتور طلال درجاني والدكتورة ماريا باخوس التي لعبت دور مي زيادة. والقيت محاضرة عن مي زيادة وتحدثت عما تعني لي بعلبك وعن عطاءاتها الثقافية وأدبائها ومهرجانات بعلبك، ثم قمنا بجولة في القلعة برفقة شباب المجلس الثقافي وتضم نحو 90 شخصا 60 في المئة منهم من حملة الماجيستير او الدكتوراه. بعد القلعة سرنا في درب الثقافة وزرنا مطرانية الروم الكاثوليك ومدرسة المطرانية وبيت خليل مطران الذي في طور الترميم، واختتم بإفطار. كان يوما رائعا يدل على ثقافة وانفتاح أهل بعلبك.