اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ٢٦ أيلول ٢٠٢٥
أشار العلامة السيّد علي فضل الله، إلى أن 'العدوان الصّهيونيّ المستمرّ على لبنان منذ سنة، الّذي لم يتوقّف ولا يبدو أنّه سيتوقّف رغم الاتّفاق الّذي جرى معه، والّذي تمّ بضمانات دوليّة والتزام الدّولة اللّبنانيّة ومعها المقاومة بكلّ بنوده، بل يسعى العدوّ من خلاله إلى أن يحقّق من خلاله ما لم يستطع تحقيقه في الحرب من احتلال وتدمير منهجيّ للقرى الحدوديّ، وعمليّات الاغتيال والقصف للمواقع، وهو ما شهدنا نماذج منه في الأسبوع الماضي في المجزرة الّتي أودت بحياة عائلة جنوبيّة فاستشهد منهم ثلاثة أطفال مع أبيهم، في سياق الضّغط على أهالي هذه المنطقة ومنعهم من عودة الحياة الطبيعيّة إليها، بعدما رأى اصرارهم على التشبّث والبقاء فيها'.
وحيا فضل الله في خطبتي الجمعة، من على منبر مسجد 'الإمامين الحسنين' في حارة حريك، الصّمود والثثبات لأهالي الشّريط الحدوديّ والّذين يؤكّدون ولمرّة جديدة مدى تعلّقهم بأرضهم وحبّهم لها واستعدادهم لتحمّل التّضحيات من أجلها، منوها ب'كل الجهود الّتي تبذل من أجل ضمان هذه العودة في الوقت، الّذي نجدّد فيه دعوتنا للحكومة اللّبنانيّة، إلى أن تولي هذه المنطقة اهتمامها، والقيام بالدّور المطلوب منها، لتأمين كلّ المستلزمات الّتي تضمن لهؤلاء الأهالي العودة إلى أرضهم والثّبات فيها وإعمارها'.
وردا على كلام المبعوث الأميركيّ توم براك الّذي وجّه كلامه إلى الحكومة اللّبنانيّة واتّهمها بالتّقصير، ذكر أن 'براك لم يأخذ في الاعتبار تداعيات ذلك على الدّاخل اللّبنانيّ وعلى السّلم الأهليّ، ومن دون أن يقوم بأي جهد لإلزام العدوّ بالقيام بما عليه لإيقاف اعتداءاته وانسحابه من الأراضي الّتي احتلّها طبقًا للاتّفاق، وبإعلانه العداء لفريق وازن من اللّبنانيّين له دوره وحضوره داخل الدّولة وعلى الصّعيد الشّعبيّ، ما يشير إلى الضّغط الّذي قد يمارس على الدّولة اللّبنانيّة لإخضاعها وإلى التّغطية الّتي تمّ منحها وفي منحه للكيان الصّهيونيّ، لإطلاق يده في ممارسة الاعتداء على لبنان'.
وأكد فضل الله، أن 'على اللّبنانيّين أن يكونوا أكثر حرصًا في هذه المرحلة على الوحدة الدّاخليّة، ولا سيما من هم في مواقع المسؤوليّة، وكنّا نأمل ألّا تصدر أي قرارات تسهم في حصول توتّر داخليّ لا نريده، وأن يؤخذ في الاعتبار خصوصيّة الفعاليّة الّتي حصلت على صخرة الرّوشة من طبيعة المناسبة وخصوصيّتها وموقع من لأجلهم كانت المناسبة، وعدم المسّ بمعنويات من اكتووا ولا يزالون يكتوون بنار العدوّ الصّهيونيّ واعتداءاته، في الوقت الّذي ندعو أن لا يخرج ما حصل عن حدوده، ونحن على هذا الصّعيد سنبقى نراهن على العقلاء والواعين والحريصين على هذا الوطن لمعالجة تداعيات ما حصل في وقت نحن أحوج ما نكون إلى تعزيز الوحدة الإسلاميّة والوطنيّة منعًا لاستغلال ما حصل ممّن لا يريدون خيرًا بهذا البلد'.
ودعا اللّبنانيّين، أن 'يكونوا أكثر وعيًا للمخاطر الّتي تترتّب على ما يجري في المنطقة، والّتي يسعى العدوّ فيها للاستفادة من قدراته العسكريّة وموقعه المتفوّق والتّغطية الأميركيّة، الّتي يحظى بها لفرض شروطه على دول المنطقة وإدخالها ضمن اتّفاقيّات أمنيّة تكون لحسابه وعلى حساب المنطقة كلّها. وهذا لا يتمّ إلّا باستحضار مواقع قوّتهم وعدم التّفريط بوحدتهم الّتي تبقى صمّام الأمان لهذا البلد'.
ورأى فضل الله، أن 'ما جرى تجاه فلسطين، ولادة لمناخ سياسيّ دوليّ مؤيّد للقضيّة الفلسطينيّة، ونأمل أن تؤدّي هذه الخطوة إلى تحقيق تطلّعات الشّعب الفلسطينيّ الصّابر بالعيش بحريّة وكرامة وعزّة يستحقّها، وذلك في ظلال دولة كنّا وسنبقى نراها في كلّ فلسطين من البحر إلى النّهر'.
وناشد الدّول العربيّة والإسلاميّة إلى الضّغط بكلّ ما تستطيع لوقف حرب الإبادة الّتي تشنّ على الشّعب الفلسطينيّ ولتهجير من يبقى منه، ونحن على ثقة أنّ هذه الدّول تستطيع القيام بخطوات عمليّة من شأنها وقف إجراءات العدوّ واعتداءاته في غزّة والضفّة على السّواء، بعد شبه الإجماع العالميّ الّذي حصل، بتأييد دوله للشّعب الفلسطينيّ، مرحّبا بالمواقف الدّاعمة لهذا الشّعب وخصوصًا من يسعون اليوم لكسر الحصار عن غزّة من خلال الأسطول الكبير من السّفن، والّذي يواصل مسيرته رغم استهدافه من قبل العدوّ ما يشير إلى وجود ضمائر لا تزال حيّة في هذا العالم والّتي ينبغي أن يراهن على تعزيزها.
وفي ذكرى مرور عام على حرب 'أيلول' على لبنان، 'استذكر آلاف الشّهداء، قائلا :صدقوا ما عاهدوا الله عليه من نصرة المظلومين في أرضهم وفي حماية وطنهم والحفاظ على عزّته وكرامته، وأن لا يكون للعدوّ موقعًا فيه وعلى رأسهم الشّهيدين العزيزين سماحة السيّد حسن نصر الله والسيّد هاشم صفيّ الدّين الّذين قدّموا بشهادتهم أنموذجًا في البسالة والتّضحية والفداء، والّذي يشهد على ذلك ما صنعوه من انتصارات وعزّة للوطن والأمّة والمواقع الّتي ثبتوا فيها، ولم يغادروها حتّى الشّهادة، ولا ننسى الشّهداء الأحياء من الجرحى والصّابرين وعوائل الشّهداء وشعبنا الأبيّ المضحّي والصّابر الّذي بقي محافظًا على مبادئه وعزيمته وقيمه وإرادته الصّلبة رغم ما عانى ولا يزال يعاني منه من التّهجير والتّدمير'.