اخبار لبنان
موقع كل يوم -يا صور
نشر بتاريخ: ١٧ أيلول ٢٠٢٥
#fixed-ad { position: fixed; bottom: 0; width: 100%; background-color: #ffffff; box-shadow: 0px -2px 5px rgba(0, 0, 0, 0.3); padding: 15px; text-align: center; z-index: 9999; right:0px; } #ad-container { position: relative; padding-top: 50px; /* ترك مساحة كافية لزر الإغلاق */ } #close-btn { position: absolute; top: -40px; right: 15px; background-color: #007bff; color: white; border: none; padding: 12px 16px; border-radius: 50%; font-size: 24px; cursor: pointer; box-shadow: 0px 4px 8px rgba(0, 0, 0, 0.3); transition: background-color 0.3s ease, transform 0.3s ease; } #close-btn:hover { background-color: #0056b3; transform: scale(1.1); } /* لجعل التصميم متجاوبًا */ @media (max-width: 768px) { #fixed-ad { padding: 10px; font-size: 14px; } #close-btn { top: -35px; padding: 10px 14px; font-size: 20px; } } @media (max-width: 480px) { #fixed-ad { padding: 8px; font-size: 12px; } #close-btn { top: -30px; padding: 10px; font-size: 18px; } }
×
أبو شريف رباح
1792025
ثلاثة وأربعون عاما مرت على تلك الليلة الظلماء في صبرا وشاتيلا وما زالت الذاكرة تذكر صور ذلك الجحيم، ليلة اجتاحت فيها قوات الانعزال الفاشية مخيمي صبرا وشاتيلا مدعومة بآلة عسكرية إسرائيلية، ليلة حينها أضاءت فيها القنابل سماء المخيمين لتكون شموع الموت التي أنارت طريق القتلة نحو جريمة بشعة ارتكبتها العصابات الفاشية بالرصاص والخناجر والفؤوس والقنابل وبحرق البيوت وساكنيها، استمرت ثلاثة أيام رعبا، وموتا، وألما، استفاق العالم بعدها على واحدة من أبشع المجازر في التاريخ الحديث، مجزرة جرت بأوامر وتخطيط قادة العدو الإسرائيلي، وبأيدٍ حلفائهم في ذلك الزمن.
آه يا شهداء صبرا وشاتيلا، لو كان في هذا العالم عدل، لما بقيت إسرائيل منذ العام 1948 حتى اليوم تمعن في القتل وترتكب المجزرة تلو المجزرة دون حساب أو عقاب، ولو كان في هذا العالم ضمير لما ظلت دماؤكم شاهدة على غياب العدالة ولما استمر مسلسل الدم الفلسطيني على مدى كل هذه العقود.
اليوم بعد 43 عاما على رحيلكم سنحدثكم عن غزة التي تعيش فصول مجزرة جديدة تباد فيها العائلات تحت القصف وتجوع الأطفال ويجبر الناس على النزوح وتشيد الخيام على الأراضي المصرية استعدادا لتهجير جديد وكأن التاريخ يعيد نفسه بوحشية أشد، وفي نفس تاريخ مجزرتكم يعطي المجرم نتنياهو أوامره لجيشه الفاشي بالهجوم على مدينة غزة بعد أن دمرتها الطائرات الحربية تدميرا شاملا.
لا تحزنوا يا شهداء صبرا وشاتيلا فإن العرب والمسلمين الذين خذلوكم قبل 43 عاما هم أنفسهم من يتركون غزة اليوم تستباح بلا نصير أو معين، والفارق الوحيد بين الأمس واليوم أن الجرح يتسع والمأساة تكبر بينما الدم الفلسطيني ما زال يصرخ في وجه العالم أين العدالة وأين من يوقف آلة الإبادة الصهيونية.
ومع ذلك نكتب إليكم يا شهداء صبرا وشاتيلا، أن شعبكم ما زال صامدا وسينهض من تحت الركام والرماد متمسكا بأرضه وحلمه وحقه بالحياة، فكما لم تمح مجزرتكم من ذاكرة التاريخ فلن تنجح إسرائيل في محو غزة من الوجود ولن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني أبدا، فدماؤكم امتزجت بدماء غزة لتقول إن فلسطين باقية ما بقي فينا طفل يقف في وجه العدوان والطغيان.