السباق يحتدم نحو مركز نقيب مهندسي طرابلس… والمصري الأوفر حظاً!

قبل خمسة أيّام من موعد انتخابات نقابة المهندسين في طرابلس والشمال، تشخص الأنظار محلّياً الى استحقاق منتظر حرّك الساحة النقابية ديموقراطياً، وبمنافسة صارمة وحادّة نضجت معالم تحالفاتها بين القوى المؤثّرة التي تصبّ كلّ طاقاتها لحشد وكسب العدد الأكبر من المقاعد في المنصّة الرسمية، 'التي تحمي وتُنظّم كما تضمن مهنة الهندسة شمالاً، ليكون لها تأثير بناءً على التنمية والإعمار والجانب الاجتماعي في لبنان'، وفق تعريف النقابة.

ومن المقرّر أنْ يتوجّه الناخبون يوم الأحد المقبل إلى صناديق الاقتراع في مقرّ النقابة لانتخاب نقيبهم الذي من المفترض وحسب العرف أنْ يكون مسلماً هذه المرّة خلفاً للنقيب بهاء حرب مرشح 'القوات اللبنانية'، كما لاختيار أربعة أعضاء لمجلس النقابة عوضاً عن الأعضاء الذين انتهت مدّتهم عن الهيئة العامّة، فرع الكهرباء وعن فرع الميكانيك.

ويُعدّ المرشح لمركز النقيب المهندس مُرسي المصري، الأوفر حظاً وذلك وفق الكثير من المهندسين الذين يتناقشون ويتبادلون وجهات النّظر والآراء يومياً خلف الكواليس حول هُوية المرشحين وقوّة تحالفاتهم السياسية، وما إذا كانت ستفرض تغييراً إيجابياً ومفيداً في العمل النقابي أم العكس، بحيث اعتبروا أنّ التحالفات السياسية الموحّدة ما زالت تفرض نفسها على المشهد النقابي 'بقوّة'، في ظلّ 'شتات' تُواجهه لوائح غير متجانسة سياسياً في المقابل.

أما خارج حدود النقابة، فلا يُخفي بعض المهندسين على 'لبنان الكبير' أنّ المرشح المصري الذي يترأس لائحة 'نقابتنا' التي تضمّ المرشحين: ميشال فغالي (رئاسة فرع الكهرباء)، محمود الصاج (رئاسة فرع الميكانيك)، راوول الزريبي (هيئة عامّة) وسليم نشابة (هيئة عامّة)، ويتمتّع بحيثية نقابية بدعم تيّار 'المستقبل'، 'القوات' و'المردة' أيّ التحالف الأقوى منذ أكثر من عشر سنوات خصوصاً بين الثنائي ('المستقبل'- 'القوّات')، يتلقّى بصورة مستمرّة دعماً واضحاً من مختلف الفعاليات الاجتماعية، الثقافية الطرابلسية، السياسية (وآخرها 'الاعتدال الوطني')، والحقوقية التي رأت فيه صورة تختصر معركة تيّار 'المستقبل' النقابية التي اشتدّت منذ لحظة إعلان رئيسه سعد الحريري عزوفه عن متابعة العمل السياسيّ حالياً، كما منذ لحظة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي يرى أنّ العمل النقابي 'تحدّ' ضروريّ يُثبت خطّ السيادة ودور النقابة الرّيادي الذي يقوده التيّار بإطار تغييريّ.

وفي زمن الركود السياسي، يُتابع المصري عملاً نقابياً قائماً على الإفصاح عن مختلف الخطوات التي قام بها كالإفطارات والسحور خلال شهر رمضان، وذلك من دون إخفاء تفاصيلها أو صورها، خلافاً للائحة 'النقابة للجميع' التي يلفت بعض المهندسين، إلى أنّها أقامت إفطارات عدّة أحدها في الضنية، ودعت أعداداً تفوق أعداد زائري المصري، أو عند إخفائها انتماء مهندسيها إلى تيّارات سياسية سلطوية وتركيزها على تهميش غير موجود أساساً نظراً الى حضورها في النقابة، وذلك عبر المرشح عن مركز النقيب شوقي فتفت الذي يتردّد أنّه مدعوم من النائب والوزير السابق أحمد فتفت وانشقّ عن تيار 'المستقبل' سابقاً، وبزملائه: باسم خياط، مرشح عضوية الهيئة العامّة، يدعمه تيّار 'العزم'، إيلي عوض، مرشح الهيئة العامّة، تدعمه 'حركة الاستقلال'، بلال طاهر، عن رئاسة فرع الميكانيك، هو مرشح تيّار الاصلاح الاسلامي النقابي، وميلاد غنطوس عن رئاسة فرع الكهرباء، وينتمي إلى 'التيّار الوطني الحرّ'.

وتُبدي التيّارات السياسية التي تدعم المصري ميلاً كبيراً الى مسيرته المهنية وولائه للعمل النقابي، خصوصاً في وقتٍ لا يُخفي فيه المرشح أنّه يفصل العمل النقابي عن السياسي لحماية النقابة ولصون قرارها الاداري والمالي الذي 'تتحكّم فيه التيّارات التي تدعم لائحة النقابة للجميع وتدّعي أنّها محرومة من التدخل في القرارات، كالتيّارات الاسلامية (أيّ الإصلاح) التي تسلّمت نفوذاً مالياً مهماً مثلاً'.

من هنا، يصف منسّق 'المستقبل' في طرابلس بسام زيادة هذه المنافسة بالديموقراطية والمعتادة 'بامتياز'، ويقول لـ 'لبنان الكبير': 'التيّار موجود في النقابة بقوّة وباستمرار منذ 2003 الى الآن، وبحضور ممتاز وفاعل لخدمة المهندسين، فلم تكن لديه مطالب خاصّة، بل كان يُسخّر إمكاناته السياسية خدمة للنقابة'.

وفي ما يخصّ الاستحقاق المقبل، يُشدّد زيادة (الذي كان نقيباً سابقاً للنقابة عينها بين عاميّ 2017 و2021)، على وجود قرار واختيار للمصري، بحيث تداعى المهندسون واللجان الهندسية في التيّار الى دعم مرشحنا بصورة جامعة وموحّدة، قائلاً: 'هكذا نحن، جسم واحد وحاضنة واحدة، بل وأكثر من ذلك، لأنّ المنسقيات المناطقية أيّ في المناطق البعيدة عن النقابة، اجتمعت لتجد مهندساً قريباً منها ليُساعد ولندعم المعركة الأساسية، ولا بدّ من إثبات وجودنا، وهذا حقّنا خصوصاً حينما نعمل بكلّ أمانة وشفافية'.

ويتحدّث زيادة عن مرسي، معتبراً أنّه فاعل في النقابة، 'وانتُخب لدورتيْن متتاليتين ليُمثّل فرع المتعهّدين، فهو يتمتّع بخبرة جيّدة جداً ولا شكّ فيها ليُمثل النقابة، وكانت نصيحتي له الاعتماد على التشاور، وأبدى تجاوباً معها وتبنّاها، لا سيما وأنّ العمل النقابيّ بات صعباً للغاية، وما يصعب عليه سيهون علينا والعكس، وذلك بتعاوننا مع فريق من الحلفاء لنكوّن رأياً واحداً في خدمة المهندسين ورسالة الشهيد'.

وعن حزب 'القوات'، يُؤكّد منسّق الحزب في طرابلس جاد دميان لـ 'لبنان الكبير' أنّ المعركة لا تقتصر اليوم على مركز النقيب فحسب، بل هي معركة أعضاء بأصداء إيجابية عليها أنْ تكون في خدمة المهندس والنّقابة، ويقول: 'ننتخب اليوم النقيب، ونحاول تحقيق الفوز بالتأكيد بمنافسة مفيدة، وذلك بدعمنا المصري وأعضاء المجلس النقابي، فصحيح أنّ علم الانتخابات لا يضمن معركة مربحة أو محسومة، لكنّ هذه المعركة تبدو حساسة وتحتاج إلى حشد، ونستهدف الحصول فيها على أفضل نتيجة ممكنة نتيجة تعاوننا الذي اعتدناه منذ فترة طويلة مع التيّار، بحيث أنّ القواعد الشعبية وعلى الرغم من الخلافات القائمة، تُؤكّد وجود قرب بين القاعدتيْن في مختلف المناطق، وهو ما يعكسه تحالف 14 آذار بعقل ووجدان اللبنانيين والشماليين تحديداً'.