اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
كتب يوسف فارس في 'الأخبار':
يفصّل جيش الاحتلال بنود اتفاق وقف إطلاق النار، على مقاس أطماعه واحتياجاته الأمنيّة. فقد شهد، أمس، العشرات من الخروقات الميدانية وعمليات القصف والتصفية الجسدية لمواطنين استُهدفوا خارج نطاق «الخط الأصفر»، علماً أنّ ذلك الأخير، تجري عمليات مستمرّة لترسيمه وتسويته. فقد توغّل، أمس، عدد من دبابات وجرافات الاحتلال إلى عمق مخيم جباليا شمال غزة، تحت غطاء من القصف المدفعي والجوّي المكثّف، ووصلت، وفق شهود عيان، إلى مربّع مسجد الخلفاء الراشدين وسط المخيم، وشرعت في وضع مكعّبات إسمنتيّة، مصبوغة باللون الأصفر وعلامات تحدّد الشريط المتاح للمواطنين الوصول إليه.
كذلك، أطلقت طائرات «الكوادكابتر»، قنابل صوتية على مقربة من النازحين الذين تجمّعوا لتعبئة المياه في منطقة بعيدة عن وجود دبابات العدو. وفي حي الشعف شرق مدينة غزة، حيث عادت المئات من الأسر وشرعت في استعادة الحياة، ألقت طائرات «الكوادكابتر»، قنابل متفجّرة فوق أسطح المنازل المأهولة، ناشرة الرعب وسط الأهالي.
كما تخلّلت ساعات النهار، العديد من عمليات نسف وتفجير المنازل، في المناطق الواقعة شرق «الخط الأصفر»، وسجّلت وزارة الصحة وصول جثامين 5 شهداء قضوا بنيران جيش الاحتلال، هم سليمان الوادية، الذي تعرّض لإطلاق نار مباشر في أثناء محاولة الوصول إلى منزله، فيما أصيب شقيقه إصابة خطيرة، وحمدي البريم، الذي استشهد في استهداف منزله في حي المصبح، في بلدة عبسان الكبيرة شرق محافظة خانيونس جنوب القطاع، ونضال الجمل، الذي سقط في استهداف في بلدة جباليا شمال غزة، بالإضافة إلى شهيدين قضيا متأثّرين بجروح أصيبا بها في أثناء الأيام الماضية.
وفي غضون ذلك، تواصلت عمليات البحث المشترك لـ«اللجنة الدولية للصليب الأحمر» و«وحدة الظل» في «كتائب القسام»، عن المزيد من جثامين الأسرى الإسرائيليين القتلى، حيث انطلق موكب سيارات اللجنة إلى المناطق الشرقية لمدينة خانيونس، لانتشال جثمان العقيد في جيش الاحتلال، عساف حمامي. وتوقّعت مصادر عبرية، أن تسلّم المقاومة المزيد من الجثامين، علماً أنّ المقاومة كانت قد سلّمت جثمانَي اثنين من الأسرى الإسرائيليين، مساء أول أمس. وتسلّمت وزارة الصحة في غزة، في المقابل، جثامين 30 شهيداً، وصلت إلى باحة مستشفى «ناصر» في مدينة خانيونس، متحلّلة، وقد تعرّضت إلى التشويه. وأمضت أمهات الشهداء والمفقودين، ساعات طويلة في محاولة التعرّف على أبنائهنّ.
وبذلك، تبقى لدى المقاومة جثامين 11 إسرائيلياً، يّتخذ منهم جيش الاحتلال ذريعة للتصعيد وتعطيل بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي السياق، قال «المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان»، إنّ «إسرائيل تقتل بمعدّل 10 فلسطينيين وتصيب أكثر من 28 آخرين يومياً، منذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتواصل تنفيذ جريمة الإبادة الجماعية بوتيرة أقلّ ضجيجاً»، وأضاف في بيان، أنّ «إسرائيل، تتّبع منهجية جديدة تقوم على خرق وقف إطلاق النار بشكل يومي، عبر قصف محدود يتطوّر كل بضعة أيام إلى حملات قصف واسعة. وقتلت 219 فلسطينياً، بينهم 85 طفلاً، منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار، وأصابت نحو 600 آخرين. و تسعى إلى تكريس أمر واقع جديد تبيح فيه لنفسها استمرار أعمالها الحربية في المنطقة التي تسيطر عليها، والتي تمثّل نحو 50% من مساحة القطاع، وإخراجها من معادلة وقف إطلاق النار».
ولفت المركز إلى أنّ «أخطر ما يجري حالياً هو ما يبدو كمخطّط لإعادة رسم الخريطة الجغرافية للقطاع، ما يؤدّي عملياً إلى تفكيك وحدة النطاق الجغرافي وتحويل غزة، إلى مساحة غير قابلة للحياة ودفع المدنيين نحو الهجرة القسرية باعتبارها الخيار الوحيد للبقاء».











































































