اخبار لبنان
موقع كل يوم -يا صور
نشر بتاريخ: ٢٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
#fixed-ad { position: fixed; bottom: 0; width: 100%; background-color: #ffffff; box-shadow: 0px -2px 5px rgba(0, 0, 0, 0.3); padding: 15px; text-align: center; z-index: 9999; right:0px; } #ad-container { position: relative; padding-top: 50px; /* ترك مساحة كافية لزر الإغلاق */ } #close-btn { position: absolute; top: -40px; right: 15px; background-color: #007bff; color: white; border: none; padding: 12px 16px; border-radius: 50%; font-size: 24px; cursor: pointer; box-shadow: 0px 4px 8px rgba(0, 0, 0, 0.3); transition: background-color 0.3s ease, transform 0.3s ease; } #close-btn:hover { background-color: #0056b3; transform: scale(1.1); } /* لجعل التصميم متجاوبًا */ @media (max-width: 768px) { #fixed-ad { padding: 10px; font-size: 14px; } #close-btn { top: -35px; padding: 10px 14px; font-size: 20px; } } @media (max-width: 480px) { #fixed-ad { padding: 8px; font-size: 12px; } #close-btn { top: -30px; padding: 10px; font-size: 18px; } }
×
أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس في طريق المطار التي قال فيها: بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله الطاهرين واصحابه المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين والشهداء والصالحين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
قال تعالى في كتابه العزيز:
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ .
يهدي به الله يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾
يتساءل المرأ في ظل ما يجري في العالم من اضطرابات اجتماعية وسياسية وصراعات دائمة تنتج الحروب وتتسبب بفقدان الأمن والاستقرار والحياة الهادئة والعيش الرغيد.. يتساءل المرأ في ظل هذا الواقع هل ان هذه هي حقيقة الحياة، وانها وجدت لتكون ساحة للصراع بين الاضداد، ينفي بعضها البعض الاخر، وانه لا مجال للتعايش السلمي بينها وأنهاعبارة عن سلسلة من الكسر والانكسارات المتداولة ( اي المتنقلة بين الجماعات ) بحكم تبدلات عوامل امتلاك ادوات الصراع، نتيجة المتغيرات التي تنتجها الحركة الاجتماعية الدائمة، وهي الثابت الوحيد في هذا الميدان الذي لا يمكن السيطرة عليه أو اخضاعه لأي سلطة بشرية مهما علا شأنها وامتلكت من ادوات السيطرة والاخضاع حيث تشكل احد قوانين الاجتماع التي لا يمكن التحكم بها والسيطرة عليها، لانه بمثابة السلطة العليا التي لا تخضع لاختيار البشر ومشيئتهم، وهي بمثابة السقف الذي لا يمكن تجاوزه على حد القوانين التكوينية، وهي مسلمة من المسلمات التي لا تقبل التشكيك فضلا عن الانكار؟
هذه هي احدى المقولات التي تفسر الاجتماع الانساني فتربطه بحركة التاريخ غير القابلة للتغيير ،وغير الخاضعة لاختيار البشر ومشيئتهم، وتعتبره تفسيرا علميا غير قابل للنقد والمناقشة. وهناك اتجاه اخر لا يختلف عنه من حيث المبدأ والمنشأ ولا من حيث النتيجة، وهو ان الحياة ليست الا ساحة للصراع . فكلاهما ينكر وجود ارادة اخرى تقف خلف هذه الحياة، وغاية حكيمة تبتغي الوصول اليها لانها ركنت الى مقدمات خاطئة تعود الى ما تبنته من مباديء في نظرية المعرفة التي اقتصرت فيها على الحواس الخمس كمصادر للمعرفة، منكرة ان يكون العقل والفطرة الانسانية احد هذه المصادر، ما اودى بها الى التطرف وانكار الماورائيات، اي الاعتقاد بالله تعالى، وادى ذلك الى الاعتقاد بعبثية الحياة وعدم وجود غاية عقلانية تبرر الوجود، وان الفاعلية لحركة التاريخ التي لا مجال فيها للتغيير وفق المشيئة البشرية حسب التفسير الأول، وان البقاء للأقوى وفق التفسير الاخر، وان على الانسان ان يخوض هذا الصراع طالما انه موجود ومتمسك بهذه الحياة، او يختار الانتحار اذا ما أراد الخروج من حلبة الصراع، وهو اختيار الضعفاء الذين لا يملكون ارادة البقاء.
ولكنّ للاسلام رأيا أخر بحكم انه لايرى انحصار مصادر المعرفة بما اقتصر عليه الماديون، فأضاف اليها مصدرا آخر كما ذكرنا وهو العقل والفطرة الانسانية التي ادت الى الاقرار بوجود الله تعالى الحكيم والعليم والقادر، وادى ذلك الى الاعتقاد بوجود غاية الهية حكيمة من الخلق، وان الوجود ليس عبارة عن سلسلة مستمرة من حلقات الصراع التي لا تنتهي، وان الحياة ليست عبثية، وانها غير محكومة لحركة التاريخ، وهو مذهب من مذاهب الجبر غايته ان مذهب الجبر الذي ذهب اليه بعض المسلمين منسوب الى الله، اما لدى القائلين بحركة التاريخ من الماديين فهو منسوب الى هذه الحركة المادية.
لقد ربط الاسلام حركة التغيير بفعل الانسان ومشيئته فقال تعالى:
( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
فاقدار البشر لا تصنع لهم وانما هم من يصنعون اقدارهم، وهذه هي حركة التاريخ، فهم مختارون وليسوا مجبرين.
ثانيا ان الحياة ليست عبثية، كما انها ليست هي الغاية ولا النهاية، بل هي ساحة للاختبار الإلهي، وان الانسان يقطف ثمار جهاده في الحياة في الاخرة التي هي النهاية. وبهذا يكون
للعدل معنى تفتقده التفسيرات المادية، التي ترى انها إما محكومة بحركة التاريخ او بمقولة ان الحياة للأقوى، فكلاهما امر لا اختيار له فيه. فالعدالة فيه هي ان تتحقق النتائج الحتمية، اذ لا اختيار للانسان فيها. فغلبة الاقوياء هي محض العدالة وانكسار الضعفاء، ليس ظلما لانه حكم الطبيعة. وبالنتيجة
فانها تبرر للاقوياء تسلطهم وظلمهم فتبرئهم منها وتنسبها للطبيعة.
كما ان الصراع ليس الا اختيار البشروليس حكم الطبيعة. فالإنسان في مقدوره ان يختار السلام، كما ان في مقدوره ان يختار الصراع وان يختار التعاون مع الاخرين كما يختار المواجهة، وليس مجبرا على اي منهما.
ان الفرق بين الاتجاهين ان للحياة معنى، فيما لو قلنا إن الامر خاضع لارادة البشر (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا له).. وبهذا تتحقق العدالة، وليست لها معنى ولا مجال حين تنتفي مشيئة الانسان في تحقيق النتائج ويكون الانسان مغلوبا على امره.
ان التفسير المادي لا يُعطي سوى معنىً شرير للحياة، ويجعل الانسان آلة تتصرف به الاقدار، وبذلك ينفي عنه اي قيمة. فقيمته انما تنشأ من قيمة دوره في صنع الحياة.
لقد بنى الغرب نظامه السياسي على اساس هذه النظرية، ولكنه لم يستطع ان يغير من فطرة الذين يحكمهم، وان امكنه ان يغطيها بادعاءاته واكاذيبه تصديقا لقول الله تعالى (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ).
لقد بقيت هذه الفطرة كامنة في نفوسهم وتمظهرت في اعتراضاتهم على سياسات الغرب المؤيدة للظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، خاصة من حروب الابادة والقتل والتدمير، معبرين عنها بالتظاهرات الصاخبة في البلدان الغربية، والمؤيدة لحقه في التحرر والاستقلال واختيار المصير. وكان واضحا كم هو التقصير في سعي شعوبنا للتواصل مع هذه الشعوب لإيضاح حقيقة مايجري من ظلم وعدوان عليها. ولقد استطاع الشعب الفلسطيني ان يحقق بدماء ابنائه وتضحياته ما عجزت عنه دولنا ونخبنا طيلة الفترة الماضية التي لو انفقت جزءا بسيطا مما تنفقه على صفقات الاسلحة والكماليات، لوفرت على شعوبنا المقهورة الكثير من المعاناة وسيول الدماء التي سفكتها انظمة الكفر الغربي المتحكمة برقاب العالم بالاكاذيب والشعوذات، بأساليب شيطانية جديدة ومبتكرة، مع ان ما تحقق ليس كافيا ويجب مع انكشاف هذه الحقيقة للشعوب الغربية، متابعة هذا الجهد للوصول الى فرض الحلول العادلة لقضايانا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والتي كان لوسائل التواصل الاجتماعي دورها، حيث أبدع القائمون عليها في استخدامها وايصال المعلومات حول حقيقة ما يقوم به العدو من مذابح وقتل وابادة، فلم تكن اقل شأنا مما قام به المقاتلون الابطال في ساحات المعركة للوصول الى هذه النتائج المبهرة، فجزاهم الله خير جزاء المقاومين الشرفاء.
كما اننا نستغرب اشد الاستغراب ان تؤثر المشاهد البربرية في غزة على الرأي العام الدولي، وخصوصا في الغرب ودفع الناس للاعتراض في شوارع مدنهم للضغط على دولهم من اجل ايقاف هذا التوحش، بينما تقف شعوبنا دون ان يكون لها اي رد فعل مؤثر في هذا المجال، في حين تقف بعض الفئات مؤيدة ومبررة لفعل العدو او صامتة لا تصدر عنها صرخة أوحراك تعبر فيه، عن تضامنها مع نفسها واعتراضها على ما يجري حتى بعد ان صرح العدو وبكل صلافة عن مخططه العدواني الذي لن يقتصر على غزة او سوريا أواليمن أوالعراق أو لبنان ومصر والسعودية وتركيا، وانما هو موجه لها جميعا. يعني ان السكوت يشجع العدو على مزيد من الارتكابات وان رقاب الجميع تحت المقصلة، وكان المفترض ان يتحسس الجميع رأسه وينهض من هذا الرقاد.. ويا للعجب كيف يستطيع النوم من يرى عدوا له يتربص به شر المنون؟؟
وأقول للبنانيين الشرفاء، اذا كان العدو قد ايقن مع المعركة في غزة انه قد خسر الرهان فاضطر الى وقف القتال واستبدل الترهيب بشن الحرب على لبنان، فليس ذلك الا ليحاول ان يفرض عليه بالترهيب والضغط النفسي ما عجز عن تحقيقه بالقتال، وهو لن يفلح في ذلك، وعلى السلطة اللبنانية ان تواجه هذه المحاولات بالمزيد من وحدة الموقف داخل الحكومة، والشعب اللبناني بالوحدة الوطنية المسنودة بالحق والمنطق، والا تخضع السلطة لمنطق التهديد والضغوط والابتزاز، وان تكون امينة لمسؤولياتها الوطنية، فالنصر صبر ساعة، وعليها اذا كانت تريد بناء دولة حقيقية ان تبني اولا مع رعاياها الثقة، فهو السند الحقيقي لها، وهو اهم من كل دعم خارجي. فانتم سلطة الشعب لا سلطة الخارج على الشعب.
اما في ما يتعلق بالانتخابات فلا داعي لكل هذه الجلبة وذلك الضجيج حول تعديل قانون انتخابي نافذ، طالما ان اقتراع المغتربين ليس فيه تكافؤ فرص بين القوى السياسية المتنافسة. فانعدام هذا التكافؤ يُسقِط دستوريا اي قانون انتخابي، لأن حرية الحركة الانتخابية يجب ان تكون متاحة للجميع، وليس لقوى دون أخرى تتعرض للتضييق والاستفراد من جهات دولية فاعلة، وشريكة بشكل او بآخر في ما تتعرض له منطقتنا من مظالم.
ثم ان الحكومة اذا كان يحق لها ان تطلب ادخال تعديلات على القانون الانتخابي، ولكن التعديلات لا يمكن ان تكون لحساب فريق على حساب آخر. نحن مع ان تتاح الفرص لكل لبناني مغترب او مقيم ومن يرغب بالمشاركة في العملية الانتخابية، ويمكنه ان يحضر الى البلد ويمارس حقه الانتخابي بكل حرية ، اما التصويت من وراء البحار الذي يمكن ان يتاح له ولا يتاح لغيره، فذلك امر لا يستوي مع مبدأ العدالة على الاطلاق..والمتحمسون لاقتراع المغتربين يدركون هذه الحقيقة، ولكن اصرارهم على ان يكون الاقتراع في الخارج وتكبير حجم المشكلة الى حدود الانفجار، ليس هدفه الا امرين لا ثالث لهما:
1 ـ إما تعطيل الانتخابات وان يمدد المجلس النيابي لنفسه سنة او اكثر، لأنهم يراهنون على تطورات معينة يعتقدون انها ستنال من منافسيهم مقتلا سياسيا يضعفهم او يقصيهم وتخلو الساحة لهم.
2ـ أو تأمين كتل ناخبة من الخارج تمكنهم من الفوز بالاكثرية النيابية، وبالتالي الاستحواذ على السلطة الجديدة وفرض مشاريعهم السياسية واقصاء كل من يعارضهم وتغيير وجه البلد وطبيعته التوافقية التي كرسها اتفاق الطائف.
اننا نرفع الصوت متمسكين بقوة باتفاق الطائف وروحيته القائمة على الديموقراطية التوافقية الى ان يسكتمل تنفيذ بنود هذا الاتفاق ـ الدستور بالغاء الطائفية السياسية والمنصوص في المادة 95 من الدستور على آلية الغائها، فنصل الى اقامة دولة المواطنة التي لطالما نادى بها الامام المغيب السيد موسى الصدر وكل رؤساء المجلس الشيعي، معتبرين ان اعتناق اللبنانين مبدأ 'لبنان وطن نهائي لهم جميعا'، هو الذي يحقق دولة الانسان، الدولة التي يتساوى فيها المواطنون في الحقوق والواجبات، وتكون الكفاءة هي المعيار في تولي المواطن اي وظيفة، من رأس الهرم حتى قاعدته.
وفي الخلاصة
إن البلد يحتاج إلى الكثير من الحكمة والتعقل تجنبا للإنفجار والمزيد من التدهور في جميع المجالات .فالرهان على العدوان وعلى الخارج لم يؤد سابقا إلى نتائج حاسمة لاي طرف ،وهو لن يؤدي في المستقبل إلى ما يطمح إليه البعض ،اللهم إلا المزيد من الخراب ،فلنتق الله في وطننا وشعبنا ،والسلام على من اتبع الهدى .











































































