اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ٩ نيسان ٢٠٢٥
كشف مسؤول رفيع في حزب الله صحة ما تناقلته وسائل الإعلام اللبنانية في الساعات الفائتة، عن استعداد الحزب للحوار مع رئيس الجمهورية جوزاف عون حول سلاحه، شرط الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية.
وكانت قد كشفت قناة «الجديد» عن الحوار المزعوم بين الجهتين، «ضمن استراتيجية وطنية» للدفاع عن لبنان بوجه الاعتداءات.
ما الجديد؟
قال مسؤول كبير في الحزب لوكالة «رويترز» إن الجماعة مستعدة لإجراء محادثات مع عون بشأن سلاحها إذا انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان وأوقفت ضرباتها.
وأضاف: «حزب الله مستعد لمناقشة مسألة سلاحه إذا انسحبت إسرائيل من النقاط الخمس، وأوقفت اعتداءاتها على اللبنانيين».
ويُعد هذا أول تصريح عن استعداد حزب الله لمناقشة سلاحه، حيث تحدثت المصادر بشرط عدم الكشف عن هويتها نظرًا لحساسية الموقف السياسي. ولم يرد المكتب الإعلامي لحزب الله على طلب للتعليق، كما رفضت الرئاسة اللبنانية التعليق.
ورغم أن إسرائيل سحبت معظم قواتها من جنوب لبنان بعد الحرب، إلا أنها قررت في شباط عدم الانسحاب من المواقع المرتفعة الخمسة، مشيرة إلى نيتها تسليمها لاحقًا إلى الجيش اللبناني عندما يسمح الوضع الأمني بذلك.
تسليم «أقوى الأسلحة»
وكانت «رويترز» قد أفادت يوم الاثنين أن عدة ميليشيات مدعومة من إيران في العراق مستعدة لنزع السلاح لأول مرة، لتجنب تصعيد محتمل مع إدارة الرئيس دونالد ترامب في الولايات المتحدة.
لطالما رفض حزب الله دعوات خصومه في لبنان لنزع السلاح، مؤكدًا أن أسلحته ضرورية للدفاع عن البلاد في وجه إسرائيل. وقد تسببت الخلافات حول ترسانته في اندلاع حرب أهلية قصيرة عام 2008.
ويرى منتقدو الحزب أنه جرّ لبنان إلى صراعات دون الرجوع للدولة، وأن وجود ترسانة ضخمة خارج سيطرة الحكومة يقوّض سلطة الدولة.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أميركية مع إسرائيل على أن يقوم الجيش اللبناني بتفكيك جميع المنشآت العسكرية غير المصرح بها، ومصادرة جميع الأسلحة بدءًا من المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني، الذي يصب في البحر المتوسط على بعد نحو 20 كيلومترًا شمال الحدود مع إسرائيل.
وقال مصدران مطلعان على تفكير الحزب إنه «يدرس إمكانية تسليم أقوى أسلحته شمال الليطاني، بما في ذلك الطائرات المسيّرة وصواريخ مضادة للدروع، إلى الجيش».
جدول زمني؟
قالت المصادر إن الرئيس عون يرى أن مسألة سلاح حزب الله يجب أن تُعالج من خلال الحوار، لأن أي محاولة لنزع سلاح الحزب بالقوة ستؤدي إلى نزاع.
وقال البطريرك بشارة بطرس الراعي، الأسبوع الماضي إنه آن الأوان لأن تكون جميع الأسلحة في يد الدولة، لكنه شدد على أن ذلك يتطلب وقتًا ودبلوماسية، لأن «لبنان لا يحتمل حربًا جديدة».
وأوضح مسؤول لبناني لـ«رويترز» أن قنوات التواصل مع الجهات المعنية قد فُتحت «لبدء دراسة نقل السلاح» إلى سيطرة الدولة، بعد أن بسط الجيش والأجهزة الأمنية سلطتهم على كامل الأراضي اللبنانية، في خطوة لتطبيق سياسة الرئيس عون.
وأضافت أن المسألة تُناقش أيضًا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يلعب دورًا مهمًا في تضييق الفجوات.
من جهته قال كمال شحادة، وزير المهجرين ووزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، إن عدة وزراء في الحكومة اللبنانية يريدون وضع جدول زمني لنزع السلاح. وأوضح في تصريح لـ«رويترز»أن نزع السلاح يجب ألا يستغرق أكثر من ستة أشهر، مستشهدًا بتجارب نزع سلاح الميليشيات بعد الحرب الأهلية كنموذج يُحتذى به.
وأضاف أن الجدول الزمني – الذي يفترض أن يتضمن مهلًا نهائية للعملية – هو «الطريقة الوحيدة لحماية مواطنينا من الهجمات المتكررة التي تزهق الأرواح، وتُكلّف الاقتصاد خسائر، وتسبب دمارًا».