اخبار لبنان
موقع كل يوم -لبنان الكبير
نشر بتاريخ: ٢٢ أيار ٢٠٢٤
بعد وفاة الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية، تساؤلات حول ما سيحصل تالياً على المستوى السياسي في الجمهورية الاسلامية الايرانية. الاعلام الغربي طرح علامات استفهام حول هوية الرئيس الجديد، معتبراً أن مركز القرار لم يتغير وأن الكلمة الفصل تبقى لخامنئي.
مركز القرار لم يتغير
وفاة رئيسي ووزير الخارجية لا توقف عجلة السياسة وفقاً لموقع worldpoliticsreview السياسي. فـ'على الرغم من أن رئيسي تمكن من ممارسة نفوذ كبير ويعد ثاني أعلى مسؤول في إيران، يمتلك المرشد الأعلى علي خامنئي والفصائل المهيمنة في النظام الايراني سلطة صنع القرار الحقيقية. وبالمقارنة مع أسلافه، الذين كانوا في كثير من الأحيان على خلاف مع هذه الفصائل، كان رئيسي متحالفاً معها تماماً وكان بمثابة منفذ فاعل للسياسة، وليس صانعاً لها. ربما لذلك لم يحظَ رئيسي بشعبية بين الايرانيين، لكنه امتلك شخصية قوية في النظام السياسي الايراني، ما أثار أيضاً تكهنات بأنه قد يكون خليفة خامنئي. وهذا يعني أن غيابه قد يعقد العملية بالنسبة الى فصائل النظام المنقسمة بشدة، الآن وقد استبعد رئيسي من الخلافة'.
لكن السؤال الأكثر إلحاحاً حسب التحليل، هو من سيحل مكان رئيسي كرئيس؟ من الناحية الفنية، سيتم اختيار الرئيس الجديد من خلال انتخابات وطنية، لكن النظام يفحص قائمة المرشحين المؤهلين. وقد تم تهميش بقايا الفصائل الاصلاحية والاصلاحية المجاورة لإيران في سياسة البلاد، حتى مع تحول ميزان القوى بين المحافظين المتشددين بعيداً عن بعض القوى القائمة في البلاد منذ فترة طويلة. وهذا يعني أن الرئيس المقبل سوف يتماشى بصورة مؤكدة مع تفضيلات السياسة المتشددة للنظام.
وتبقى الحاجة الى معرفة ما إذا كان الرئيس القادم سيكون رئيساً صورياً أو شخصية ذات نفوذ مثل رئيسي، وما إذا سيكون أكثر انسجاماً مع الفصائل الدينية أو العسكرية في النظام. ومن شأن وجود زعيم ضعيف أن يبسط عملية الخلافة الحتمية للمرشد الأعلى، لكنه قد يترك إيران أكثر عرضة للخطر في وقت تواجه فيه عدداً من التحديات الكبيرة. ومن بين هذه التحديات، الاقتصاد المتعثر وحرب الظل العلنية حالياً مع إسرائيل والعلاقات مع واشنطن، والتي تحولت للمفارقة نحو أساس أكثر صلابة بحيث يحاول الجانبان تجنب حريق إقليمي، والعلاقات مع المملكة العربية السعودية ومع روسيا في ظل الحرب في أوكرانيا، ومع الصين وسط عالم متعدد الأقطاب على نحو متزايد.
يحتاج النظام الايراني الى رئيس قوي لمواجهة هذه التحديات، لكن السؤال يبقى مفتوحاً حول أي فصيل من النظام سيصبح في القمة، حيث أن عمليات الخلافة قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار. وأصبحت إيران الآن عرضة بشدة لفخ الخلافة هذا، والذي سيلون السياسة الداخلية في المستقبل المنظور'.
وكانت المصادر الرسمية الايرانية أعلنت الاثنين، وفاة الرئيس الايراني ووزير خارجيته في حادث تحطم مروحية شمال شرق البلاد مساء الأحد. وبانتظار تنظيم الانتخابات الرئاسية في غضون 50 يوماً، تولى نائب الرئيس محمد مخبر المهمة بالإنابة.