اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ٨ كانون الأول ٢٠٢٥
شهدت جامعة الحكمة فعالية أكاديمية ضمن احتفالاتها بالذكرى المئة والخمسين لتأسيسها، حيث نظّمت كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال لقاءً حواريًا تناول التحولات التي طرأت على مفهوم القيادة Leadership في ظل توسّع استخدامات الذكاء الاصطناعي، وأهمية الذكاء العاطفي في بناء قيادة قادرة على الاستمرار. وجاء هذا اللقاء في إطار سعي الجامعة إلى مواكبة المستجدات المتسارعة التي يشهدها العصر، والاستعداد لمواجهة التحديات المقبلة التي يُتوقع أن تصبح أكثر تعقيدًا.
واستهلت عميدة الكلية الدكتورة ساندرا غصن الفعالية بكلمة تناولت فيها التأثيرات الواسعة للذكاء الاصطناعي والدور الذي يلعبه في تقديم أدوات تعليمية وتدريبية متطورة. لكنها أكدت أن هذا التطور يبقى محصورًا في الجانب التقني، إذ لا يمكن للذكاء الاصطناعي إدراك مشاعر الآخرين أو تعليم قيم إنسانية مثل النزاهة والشجاعة والتعاطف، كما أنه لا يقدم حلولًا للتعامل مع الخسارة والإحباط أو مواجهة الضغوط. ورأت أن الحدس والتفاعل الإنساني العميق يبقيان عنصرين أساسيين لا يمكن الاستغناء عنهما، وهما جوهر القيادة الحقيقية.
وشددت غصن على ضرورة إعادة النظر في أساليب القيادة والتعليم، في ظل عالم تتسارع فيه التكنولوجيا وتتغلغل في كل تفاصيل الحياة اليومية، بينما يشعر كثيرون بغياب الرعاية والاهتمام. وأشارت إلى أن المجتمعات تحتاج إلى قادة قادرين على الدمج بين الابتكار والمسؤولية، وبين التطور التقني والإنسانية، مؤكدة أن دور الجامعات في هذه المرحلة محوري لأنها المكان الذي تُبنى فيه قيم القيادة وتُشكّل فيه ملامح المستقبل.
وكان اللقاء قد افتُتح بكلمة ترحيب لمدير مركز جامعة الحكمة لريادة الأعمال (PULSE) الدكتور آلن الأوسطه، قبل بدء الجلستين الحواريتين. وانطلقت الجلسة الأولى بمناقشة شروط القيادة الفعّالة وأثرها في الاستدامة والتطوير داخل المؤسسات، فيما ركّزت الجلسة الثانية على العلاقة بين الذكاء العاطفي والذكاء الاصطناعي ودور كل منهما في صياغة مستقبل أكثر توازنًا.
واتفق المحاضرون على أن الذكاء الاصطناعي غيّر الكثير في مفهوم القيادة المعاصر، بعدما بات قادرًا على أداء مهام واسعة كانت تعتمد على العنصر البشري. لكنهم شددوا على أن هذا التطور يجب أن يكون دافعًا لتأهيل الموظفين عبر برامج تدريبية تواكب متطلبات المرحلة، وليس سببًا للاستغناء عنهم. واعتبروا أن الذكاء العاطفي هو الأساس الذي تنطلق منه القيادة الناجحة، لأنه يعزز التزام الموظفين وحماستهم، فيما يأتي الذكاء الاصطناعي كعامل مساعد يُكمّل هذا الدور.
وأشار المتحدثون إلى أن التخوّف من الذكاء الاصطناعي ليس ضروريًا، فالتاريخ يثبت أن انحسار بعض الوظائف ترافق دائمًا مع ظهور وظائف جديدة. ورأوا أن التكنولوجيا ليست تهديدًا بل فرصة، شرط استخدامها بوعي مع إعطاء الأولوية لصقل المهارات الإنسانية. كما دعوا إلى إشراك الشباب في اتخاذ القرارات داخل المؤسسات، نظرًا لخبرتهم الواسعة بالتكنولوجيا وقدرتهم على التفاعل السريع معها. وأكدوا أن الجيل الشاب يبحث عن التطور الشخصي والمهني إلى جانب العمل، ما يجعل اعتماد القيادة المشتركة والمتعاونة Collaborative Leadership خيارًا أساسيًا لتحقيق التقدم.











































































