اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ١٨ أب ٢٠٢٥
يتجدّد الجدل الدولي حول مستقبل قوات الطوارئ الدولية 'اليونيفيل' في جنوب لبنان، مع اقتراب موعد التصويت على قرار التجديد في مجلس الأمن. وفيما تطرح واشنطن صيغة مشدّدة تعتبر هذه السنة الأخيرة لتواجد اليونيفيل بصيغتها الحالية، مقابل توسيع مهامها وصلاحياتها، تتحرّك باريس في الاتجاه المعاكس، ساعيةً لإبقاء التفويض قائمًا من دون تعديلات جوهرية ترفضها بيروت.
وفي التفاصيل، أفادت معلومات لصحيفة 'اللواء' حول التجديد لليونيفيل بأن الجانب الأميركي الآن لديه اقتراح يتضمن رفض التجديد بالصيغة الحالية، واقتراح الجانب الأميركي أن يكون التجديد لمرة أخيرة هذه السنة في مقابل توسيع انتشار الجيش اللبناني، لأنه يعتبر أن اليونيفيل لم تنجز مهمتها كما يفترض بمنع تحويل جنوب لبنان إلى ساحة مواجهة عسكرية كبيرة ضد الجيش الاسرائيلي، وأيضًا توسيع صلاحياتها خلال هذه السنة لتشمل العمل في شمال نهر الليطاني بعدما باتت منطقة جنوبي النهر خالية من السلاح، وتعزيز قدراتها ومهامها بحيث تشمل مداهمة المواقع والمخازن المشتبه بوجود اسلحة فيها، على ان يشمل دورها المعابر والمنافذ الحدودية كافة لمنع دخول السلاح الى حزب االله، وتحقيق الهدف النهائي وهو إنهاء العمليات العسكرية ضد إسرائيل بشكل تام وصولًا الى ترسيم الحدود في شكل كامل ونهائي لاحقًا.
لكن في المقابل، وحسب قول مصادر رسمية لـ 'اللواء'، ثمة دول عديدة، وأبرزها فرنسا تعمل وتضغط بالتواصل مع الجانب الأميركي للتجديد لقوات 'اليونيفيل' بالصيغة الحالية او بتعديلات بسيطة مقبولة من لبنان لتبقى في الجنوب، لذلك ثمة تقديرات بتراجع الادارة الاميركية والجيش الاسرائيلي عن شروطهما اذا ما لمسا توجهًا لبنانيًا جدّيًا لتنفيذ المطلوب عبر إجراءات عملية لبسط سيادة الدولة على كامل الجنوب ومناطق أخرى.
لكن حسب مصادر أخرى، فإنّ تنفيذ المطلوب من لبنان يبقى مرتبطًا بشروط حزب الله حول التزام اسرائيل، وبقدرة الجيش اللبناني على وضع خطة مرنة بما يكفي لتكون مقبولةً من الحزب اولًا ومعه أهل الجنوب، بما يسمح بعودة أهالي القرى الحدودية وبدء اعادة بناء منازلهم ومزارعهم ومصادر عيشهم.
المصادر الرسمية أكدت لـ'اللواء' أن التجديد لليونيفيل سيتم لكن لم نعرف بعد ما هي الصيغة التي يتضمنها قرار التجديد، علمًا أن مندوب لبنان الجديد في الأمم المتحدة السفير أحمد عرفة لم يتسلّم مهامه بعد من سلفه السفير هادي هاشم، وقد يتم التسلّم والتسليم خلال اليومين المقبلين ليبدأ اتصالاته بالمراجع المعنية في المنظمة الدولية لشرح مطلب لبنان من ظروف التجديد، وهو زار قبل ايام رئيس الحكومة نواف سلام وقائد الجيش العماد رودولف هيكل لمناقشة المواضيع المتعلقة بوضع الجنوب لمعرفة التوجهات الرسمية.
واشنطن تضغط لتقليص ولاية اليونيفيل وباريس تعارض
وفي هذا السياق، تحمل السيدة مورغان أورتاغوس معها، وفق المصادر الرسمية التي تحدّثت لـ'العربية.نت' و'الحدث.نت'، ملف اليونيفيل وتجديد ولايتها.
وأوضحت المصادر أن 'واشنطن تريد التجديد للقوات الدولية لعام واحد فقط أي حتى نهاية العام 2026 مع الدعوة إلى خفض عديدها وموازنتها'.
ويعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الاثنين، جلسةً مخصصةً لليونيفيل في نيويورك، وذلك قبل التصويت النهائي الأسبوع المقبل.
وأشارت المصادر الرسمية إلى أن 'فرنسا تحاول الإبقاء على وجود القوات الدولية جنوب لبنان ليس فقط لعام واحد، كما تريد واشنطن، وأيضًا من دون إدخال أي تعديلات لعملها، وهو ما يرغب به لبنان'.
يذكر أن باريس بدأت العمل على صياغة مضمون النص الذي سيُقدَّم إلى مجلس الأمن ويُقَرّ ما بين 22 و25 آب.