اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ١٢ تموز ٢٠٢٥
تكتسب الشاحنات الثقيلة التي تعمل بالكهرباء حصةً متزايدةً في السوق الصينية، مدفوعةً بالدعم الحكومي والطرح السريع لأجهزة الشحن، ما يُقلل من استخدام الديزل ويُضعف الطلب على النفط من أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.
ويأتي نمو مبيعات الشاحنات الكهربائية في أعقاب ازدهار السيارات الكهربائية وزيادة الشاحنات الثقيلة التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال في السنوات الأخيرة. وقد أدت هذه العوامل، إلى جانب تباطؤ النمو الاقتصادي، إلى كبح نمو استهلاك النفط في البلاد.
وتظهر التقديرات أن المبيعات في أكبر سوق عالمية، ارتفعت خلال النصف الأول من هذا العام بنسبة 175 في المئة بمقارنة سنوية لتبلغ 76.1 ألف شاحنة، أي ربع مبيعات الشاحنات الجديدة تقريبا، وفقًا لشركة الاستشارات سوبلايم تشاينا إنفورميشن (أس.سي.آي).
وشكّلت الطرازات الكهربائية، التي لا تزال تُستخدم في الغالب في رحلات المسافات القصيرة في الموانئ والمناجم ومصانع الصلب، أكثر من 90 في المئة من هذه الزيادة.
وقد فاجأت هذه الوتيرة السريعة المحللين الذين خفّضوا توقعاتهم للطلب على الديزل نتيجةً لذلك، وقدّموا توقعاتهم لذروة الطلب الصيني على النفط.
وقال شو لي، المحلل في 'أس.سي.آي'، إن شركة الاستشارات خفضت توقعات الطلب على الديزل في الصين بنسبة تتراوح بين واحد واثنين في المئة نظرًا إلى الطفرة في مبيعات الشاحنات الكهربائية'.
وسيستهلك قطاع النقل، الذي يستوعب حوالي ثلثي إجمالي الديزل في الصين، حجما أقل بنسبة 40 في المئة بحلول عام 2030، ما سيخفض إجمالي استهلاك الديزل بنحو الربع مقارنةً بمستويات عام 2024، وفقاً لشركة ريستاد إنيرجي.
ومن المتوقع أن ينخفض استهلاك الديزل هذا العام بمقدار 11.3 مليون طن، أي بنسبة 6.3 في المئة، وهو نفس مستوى انخفاض العام الماضي، وفقًا لمؤسسة أس.سي.آي.
وقالت يي لين، نائب رئيس ريستاد إنيرجي، التي توقعت سابقًا بلوغ الطلب ذروته في عام 2026 لرويترز: 'كانت الزيادة في الشاحنات الثقيلة الكهربائية مفاجئة، وأصبحت عاملًاً جديداً يُسرّع من وصول استهلاك النفط في الصين إلى ذروته، على الأرجح هذا العام'.
وبعد أكثر من ست سنوات من قيادة شاحنة ديزل، انتقل لي شواي، سائق مصنع إسمنت في مقاطعة خبي بالقرب من بكين، إلى شاحنة كهربائية قبل ستة أشهر.
وقال لي، البالغ 38 عاماً: 'شهدت البنية التحتية للشحن تحسنًا ملحوظًا خلال النصف الأول من العام الماضي، ما جعل الأمور أكثر سهولة وراحة. بل أصبح من الممكن قيادة شاحنة فارغة لمسافة تزيد عن ألفي كيلومتر من بكين إلى يونان لنقل البضائع دون قلق'.
ويُعزّز النمو السريع للبنية التحتية للشحن، وخاصةً من خلال الممرات الصناعية، انتشار هذه التقنية، على الرغم من أن أوقات الشحن التي قد تصل إلى 90 دقيقة ومحدودية توفّر الشاحن في بعض المناطق لا يزالان يشكلان تحديًا.
وافتتحت تيلد، وهي شركة مزودة للبنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية، رسميًا ممرًا بطول 800 كيلومتر في آذار الماضي يربط بين مقاطعتي شانشي وشاندونغ، وهو طريق رئيسي يمر عبر منطقة إنتاج الفحم في البلاد.
ومن أجل المساهمة في هذا التحول المهم، أنشأت تيلد أكثر من 2400 محطة شحن للشاحنات في جميع أنحاء الصين. وفي محطة شحن بجوار مصنع إسمنت خبي، تصطف شواحن السيارات والشاحنات جنبًا إلى جنب في ساحة انتظار السيارات المتربة.
وكان المالك يونغجي ليو يخطط في الأصل لخدمة السيارات الكهربائية فقط، لكنه قال لرويترز إن 'سوق الشاحنات الكهربائية ينمو بسرعة كبيرة لدرجة أننا قمنا أيضًا بتركيب شواحن للشاحنات'.
ويعود ازدهار سوق الشاحنات الكهربائية جزئيًا إلى انخفاض أسعار الكهرباء والدعم الحكومي الذي طُرح في تموز الماضي، والذي يصل إلى 95 ألف يوان (13.26 ألف دولار) للمركبات الجديدة، وفقًا لمحللين وشركات تصنيع شاحنات.
وفي حين أن شاحنات الديزل أرخص مقدماً، إلا أن ارتفاع تكاليف الوقود يجعلها أكثر كلفة بعد مليون كيلومتر من القيادة.
وبإضافة الوقود، تبلغ تكلفة شاحنات الديزل حوالي 2.25 مليون يوان (314 ألف دولار) عند علامة المليون كيلومتر، أي أكثر بنحو 10 في المئة من شاحنات الغاز المسال و15 في المئة من الشاحنات الكهربائية، وفقاً لشركة جي.أل للاستشارات.