خلاصة "الجمهورية"

بينما يدخل لبنان عطلة الاعياد، لم تسكت الآلة العسكرية الاسرائيلية على الحدود الجنوبية. فقد عاشت الجبهة تصعيدا عنيفا. واعترف الجيش الاسرائيلي بمقتل جندي واصابة آخر بجروح جراء انفجار صاروخ اطلقه 'حزب الله' في الجليل الاعلى.

يأتي ذلك بالتزامن مع ارتفاع منسوب المخاوف من تدحرج الوضع الى مواجهات اكبر واوسع. فقد نقلت صحيفة 'نيويورك تايمز' عن مسؤولين ان 'واشنطن بعثت رسائل إلى إسرائيل ولبنان و'حزب الله' تحذّر من أن خطر التصعيد مرتفع للغاية'. وذكرت القناة 12 الإسرائيلية ان اسرائيل بحاجة إلى شرعية دولية وسلاح أميركي لشن حرب شاملة على لبنان. ونقلت عن رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق قوله ان ليس لاسرائيل مصلحة في الدخول في حرب على جبهتي غزة ولبنان في آن واحد. ورأي انه' يجب اولا ان ننتهي من امر غزة، ثم نتفرّغ لمحاولة سياسية لإبعاد 'حزب الله' عن الحدود'.

أما على الساحة السياسية الداخلية، فزار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مهنئا بالاعياد. واعلن ميقاتي ان المعالجة الأساسيّة برأي البطريرك الرّاعي وبرأيي تبدأ بانتخاب رئيس للجمهوريّة، لإعادة الانتطام العام إلى البلد'. وشدد على الالتزام بالقرار 1701 وكلّ القرارات الدّوليّة'، مؤكدا الاستعداد للتنفيذ الكامل، شرط أن يلتزم الجانب الإسرائيلي أيضًا، وينسحب، بحسب القوانين والقرارات الدّوليّة، من الأراضي المحتلّة'.

وفي ما يتعلّق بملء الفراغات في المناصب المطلوبة في الجيش، فقد تطرّق إلى زيارة وزير الدّفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم بالأمس إلى السّراي، مستغربا ما ورد على لسانه اليوم، إذ أنّ الاجتماع بدأ متوتّرًا لكنّه انتهى ودّيًّا وعلى اتفاق، وكان هناك شهود على ذلك.

وفي هذا السياق، واصل وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى مسعاه لترطيب الاجواء مجدداً بين رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وزير الدفاع موريس سليم.

اقليميا، تواصل القصف الإسرائيلي بلا هوادة. من جهته، أكّد الجيش الإسرائيلي أنّه يواصل قصف أهداف وخلايا تابعة لحماس ويشتبك مع مقاتليها على الأرض. وتدور حرب شوارع بين الجنود الإسرائيليين وعناصر حماس والجهاد الإسلامي في مدن عدة، أبرزها غزة وخان يونس.

وخلّف القصف الإسرائيلي المتواصل جواً وبحراً وبراً منذ أكثر من شهرين، 20057 قتيلًا على الأقل في غزة معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس، وتسبب في تدمير أحياء كاملة ونزوح 1,9 مليون شخص، أو 85 % من السكان وفقاً للأمم المتحدة.

وفي تطور ميداني لافت، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه عزز قواته في خان يونس بخمسة ألوية جديدة، وذلك بعد ساعات من كشف وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم سحب كتيبة في لواء غولاني من غزة بعد 60 يوما من القتال تكبد فيها اللواء خسائر كبيرة.

كما ذكرت صحيفة هآرتس أن الجيش الإسرائيلي يخطط لتسريح عدد من جنود الاحتياط. وأوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي أصبح بالفعل في خضم الانتشار للمرحلة الثالثة على عكس ما يعلنه صناع القرار، مشيرة إلى أن مراكز القيادة المختلفة تستعد بالفعل لتغيير كبير في كانون الثاني المقبل. وأشارت إلى أن التغييرات مرتبطة بإعادة انتشار مئات آلاف جنود الاحتياط بسبب العبء على الاقتصاد والجنود وعائلاتهم، مضيفة أن التعديلات المرتقبة تشمل إنشاء منطقة عازلة داخل قطاع غزة. وأكدت أن الجدول الزمني مرن لاعتبارات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السياسية.

وما زالت الحرب بين إسرائيل وحركة 'حماس' تؤجّج التوتر في الشرق الأوسط خصوصاً في البحر الأحمر، حيث يهدّد الحوثيون السفن التي يعتبرون أنّها مرتبطة بإسرائيل. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولة بالبيت الأبيض قولها 'نراقب الوضع في البحر الأحمر عن كثب'.

وأضافت المسؤولة الأميركية 'اننا نتحدث مع شركات الشحن ودول المنطقة لضمان حرية الملاحة'، مؤكدة أن إدارة الرئيس جو بايدن تركز بشدة على هجمات البحر الأحمر، نظرا لأهمية خطوط الملاحة.

هذا وقالت 'المقاومة الإسلامية في العراق' إنها استهدفت قبل أيام منصة غاز إسرائيلية بالبحر الأبيض المتوسط بطائرة مسيرة، مؤكدة إصابة الهدف، وهو حقل حقل كاريش للغاز، مباشرة.

دوليا، وافق مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار بشأن توسيع دخول المساعدات إلى قطاع غزة. واعتمد المجلس القرار 2720 بشأن توسيع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ومراقبتها. وامتنع عن إجراء تعديل طلبته روسيا على مشروع القرار بسبب الفيتو الأميركي.

وفي هذا السياق، قالت حماس إن قرار مجلس الأمن اليوم الداعي لتوسيع دخول المساعدات إلى قطاع غزة خطوة غير كافية ولا تلبي متطلبات الحالة الكارثية. وأضافت أنه على مجلس الأمن إلزام الاحتلال بإدخال مساعدات كافية إلى كل مناطق القطاع خصوصا مناطق الشمال.

من جهته، قال مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة إن قرار مجلس الأمن يحافظ على سلطة إسرائيل الأمنية بمراقبة وتفتيش المساعدات إلى قطاع غزة. وأضاف أنه 'لا يمكن الوثوق بالأمم المتحدة للإشراف على المساعدات التي تدخل لغزة'.

بدوره، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ان وقف إطلاق النار في غزة لغايات إنسانية هو السبيل الوحيد لوقف المعاناة.