اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ٣٠ أذار ٢٠٢٥
أحيت مدينة صيدا عيد الفطر المبارك بحرقة وغصّة، جرّاء استمرار العدوان الإسرائيلي على غزّة ولبنان، وأقامت الشعائر الدينية لجهة إقامة الصلاة ورفع التكبيرات في المساجد، ولكن فاعلياتها الروحية والسياسية والاجتماعية اعتذرت عن عدم تقبّل التهاني، كما جرت العادة، بسبب الحرب الإسرائيلية على غزّة ولبنان.
وأدى مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان صلاة العيد في مسجد الحاج بهاء الدين الحريري في صيدا، بحضور النائب عبد الرحمن البزري ونائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية الدكتور بسام حمود ومنسق عام تيار المستقبل في الجنوب مازن حشيشو ورئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف والسفير عبد المولى الصلح والشيخ عبد الله البقري وجمع من فاعليات وابناء المدينة.
وقال في خطبة العيد 'إنه عيد التراحم والتعاون بين الأغنياء والفقراء؛ فهو يجمع كل القلوب على الألفة، ويُخلّص النفوس من الضغائن، فتشمل الفرحة كل بيت، وتعمّ كل أسرة، لأنه ما من مجتمع قام على هذا التكافل الإسلامي والتعاون الإيماني إلّا وسادته روحُ المودّة والحبّ والرضى والسماحة، والتطلّع دائمًا إلى فضل الله وثوابه، والاطمئنان دائمًا إلى عونه وإخلافه للصدقة والزكاة بأضعافها'.
وأكّد المفتي سوسان: 'إننا في لبنان نتطلّع دائمًا إلى المؤسسات الدستورية، لأنها هي الأصل، وهي الحارسة للمرافق العامة، وللمال العام، ولمصالح المواطنين. فبناء دولة المؤسسات هو الكفيل بتجاوز كل المخاطر والتحدّيات، واستكمال البناء يتطلّب الاحتكام منا جميعًا إلى دستور الطائف، الذي أرسى السلم الأهلي بين كافة اللبنانيين بكل طوائفهم وأحزابهم وانتماءاتهم.
وتابع: المواطن اللبناني بكل طوائفه وأطيافه يبارك هذا العهد الجديد، وينشد التغيير الحقيقي، ويتطلّع إلى الأمن والاستقرار المعيشي في ظلّ العهد الجديد والحكم والحكومة، ويتطلّع إلى توحيد الصفوف والقلوب، بإنهاض لبنان، والتكاتف والتعاضد لمواجهة ما يتهدّدنا من تحدّيات، مطلوبٌ من الدولة إيجاد حلول ناجعة لها'.
وأضاف: 'اللبنانيون يتطلّعون إلى قادة حكماء يضعون مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية، ويملكون رؤية لوقف التدهور الاقتصادي والاجتماعي، وحلّ الأزمات الداخلية، ووقف هجرة الشباب. كما يدعون إلى تعزيز السلم الأهلي، وترسيخ دولة عادلة وفق دستور الطائف، ودعم القوى الأمنية والقضاء الشفّاف، إلى جانب تقوية الجيش لمواجهة أطماع العدوّ الصهيوني ومؤامراته'.
وأكّد المفتي سوسان: 'إن صيدا تدين بشدّة الاعتداءات الصهيونية على لبنان وغزّة والضفّة والقدس، واستهداف المقدّسات الإسلامية والمسيحية. كما تستنكر اقتحام المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي من قبل الاحتلال والمستوطنين، في محاولة لفرض واقع بالقوّة. ونتساءل: أين العالم الحرّ من إرهاب الدولة الصهيونية؟'.
وشدّد المفتي سوسان على أنه 'لن يقف في وجه هذه الغطرسة الصهيونية الوحشية على المدنيين إلّا روح الجهاد والمقاومة، التي يجسّدها الشعب الفلسطيني المجاهد بكل أطيافه الإسلامية والوطنية، وبكل أطفاله ونسائه وشيوخه المجاهدين والمرابطين في باحات الأقصى وفي حرمه الشريف'، متوجّهًا بتحيّة لكل الشهداء الأبرار في لبنان، من قوى الجيش الباسل والمقاومة، ولكل الصامدين على أرض الجنوب، ولكل المقاومين في مواجهة العدوّ الصهيوني النازي على أرض القدس والأقصى وفلسطين، قائلًا: 'نُحيّي دماء شهداء الطفولة، دماء العودة، دماء الحرية والتحرير...'.
وكانت دار الإفتاء في صيدا قد أعلنت، في بيان، أن 'المفتي سوسان يعتذر عن عدم استقبال المهنّئين بالعيد، كما أعلن كلٌّ من النائبين عبد الرحمن البزري وأسامة سعد، والنائب السابق بهية الحريري، والجماعة الإسلامية، نظرًا للظروف الراهنة في ظلّ استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان وعلى أهلنا في غزّة'، سائلين الله أن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يعيد الأعياد المباركة علينا، وعلى الشعب الفلسطيني المرابط في الأقصى وفلسطين، وعلى الأمة العربية والإسلامية بالخير والوحدة، ونبذ الفتن والفرقة، وبالأمن والأمان على أبناء الأمة جميعًا.