التعرض للتدخين السلبي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني

يرتبط التعرض للتدخين السلبي، وحتى لو كان لوقت قصير، بزيادة خطر الإصابة باضطراب خطير في ضربات القلب، وفقاً لبحث تم تقديمه في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، ووجد الباحثون أن احتمال الإصابة بالرجفان الأذيني يزداد مع زيادة مدة التعرض للتدخين السلبي.

وقال مؤلف الدراسة الدكتور 'كيونغ يون لي' من مستشفى جامعة سيول الوطنية في سيول، كوريا الجنوبية: 'كانت مخاطر التدخين السلبي كبيرة بغض النظر عما إذا كان الأفراد في المنزل أو في الخارج أو في العمل، مما يشير إلى أن التعرض للتدخين السلبي بأي شكل يزيد من خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، يجب علينا جميعا أن نبذل قصارى جهدنا لتجنب قضاء الوقت في أماكن التدخين، ويجب أن تدفع النتائج أيضاً صناع السياسات إلى مواصلة الحد من التدخين في الأماكن العامة ودعم برامج الإقلاع عن التدخين لتحسين الصحة العامة'.

الرجفان الأذيني هو اضطراب ضربات القلب الأكثر شيوعًا في جميع أنحاء العالم، وتشمل الأعراض الخفقان وضيق التنفس والتعب وصعوبة النوم، وتشير التقديرات إلى أن واحداً من كل ثلاثة أشخاص سيصاب بهذه الحالة خلال مدة حياته، وأن الأشخاص الذين يعانون من الرجفان الأذيني هم أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية بخمسة أضعاف مقارنة بغيرهم.

من المعروف سابقاً أن التدخين السلبي يرتبط بمرض الشريان التاجي والوفاة المبكرة، ومع ذلك، فإن الرابط بين التدخين السلبي والرجفان الأذيني لم يكن واضحاً، ولذلك، ركزت هذه الدراسة على تحديد العلاقة بين التعرض للتدخين السلبي وخطر الإصابة بالرجفان الأذيني على المدى الطويل، وشملت الدراسة أشخاصاً تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 69 عاماً استخدموا خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة NHS لأي سبب وتم تسجيلهم في البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وتم استبعاد المدخنين الحاليين وأولئك الذين يعانون من الرجفان الأذيني قبل الدراسة.

ضمت الدراسة ما مجموعه 400493 مشاركاً من البالغين، وكان متوسط عمر المشاركين 56.5 سنة، و 55.2% منهم من النساء، وتم استخدام استبيان لسؤال المشاركين عن عدد الساعات التي تعرضوا فيها لدخان الآخرين في أسبوع نموذجي خلال العام الماضي في المنزل وفي بيئات أخرى.

وقام الباحثون بتحليل العلاقة بين التعرض للتدخين السلبي والرجفان الأذيني بعد ضبط العوامل التي يمكن أن تؤثر على العلاقة، بما في ذلك العمر والجنس ومؤشر كتلة الجسم، واستهلاك الكحول، والنشاط البدني، والسكري وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الدهون في الدم، وغيرها، وكان لدى المجموعة المعرضة للتدخين السلبي خطر أعلى بنسبة 6٪ للإصابة بالرجفان الأذيني أثناء فترة المتابعة مقارنة بالمجموعة غير المعرضة بعد ضبط كل العوامل المذكورة.

هذا ولاحظ الباحثون وجود علاقة تعتمد على الجرعة، حيث ارتبطت كل زيادة في مدة التعرض للتدخين السلبي الأسبوعي بزيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، فعلى سبيل المثال، ارتبط التدخين السلبي لمدة 7.8 ساعة أسبوعياً باحتمالية أعلى بنسبة 11% للإصابة باضطراب ضربات القلب مقارنة بالمجموعة التي لم تتعرض للتدخين السلبي.