اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٦ أيار ٢٠٢٥
كتب صلاح سلام في 'اللواء':
ربح لبنان، الدولة والوطن، رهان إجراء الإنتخابات البلدية في موعدها الدستوري المؤجل عدة سنوات، وراكم العهد والحكومة السلامية المزيد من أرصدة الثقة بالسلطة الحالية، التي بدأت إنجازاتها تتوالى، سواء على مستوى القوانين الإصلاحية التي أقرها مجلس الوزراء، أم بالنسبة للوضع الأمني، وإنتشار الجيش في جنوب الليطاني، أو حتى بالنسبة لتحسّن العلاقات مع الأشقاء في الدول الخليجية، وقرار دولة الإمارات العربية المتحدة بالسماح لمواطنيها بالسفر إلى لبنان.
أجواء الهدوء الأمني التي أحاطت بحماوة الحملات الإنتخابية، بين اللوائح المتنافسة، أثارت إرتياحاً واسعاً في مختلف الدوائر الإنتخابية، التي شهدت إقبالاً ملحوظاً على صناديق الإقتراع، حيث جرت عمليات التصويت بسلاسة، وبعيداً عن مناخات التشنج والصدامات المعهودة، بفعل سيطرة القوى الأمنية على الأرض في مراكز الإقتراع من جهة، ومستوى الوعي الإجتماعي الذي أظهره الناخبون، من جهة أخرى.
وجاءت جولة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون الصباحية على بعض أقلام الإقتراع، ومتابعة رئيس الحكومة مساءً نتائج الفرز في غرفة العمليات في وزارة الداخلية، لتؤكد حرص الدولة ومرجعياتها على سلامة العملية الإنتخابية ونزاهتها، والإثبات العملي على عدم تدخل السلطة في المسار الإنتخابي، من التصويت إلى الفرز، وترجمة تعهدات خطاب القسم والبيان الوزاري إلى خطوات واقعية على الأرض.
من البديهي أن تكرس نتائج الإنتخابات معالم التغيير في موازين القوى المحلية، بعد إنتقال المعارضة السابقة إلى مواقع القرار في السلطة حالياً، وتقدم الأحزاب والقوى السياسية التي ساهمت في إنطلاقة العهد الحالي، على حساب تأخر التيارات والأحزاب التي قاطعت، أو إمتنعت عن المشاركة في مسيرة وصول رئيس الجمهورية إلى بعبدا، وفي تشكيلة الحكومة السلامية، وما يعني كل ذلك من إنتقال البلد إلى مرحلة جديدة في تكوين السلطة.
ليس مستغرباً أن تتسابق الأحزاب والتيارات السياسية على إعلان كل طرف منها على إعتباره رابحاً، ومتفوقاً على منافسيه الاخرين، فمن فاز هنا، خسر هناك، وبالتالي لم يستطع أي طرف إحتكار النجاح وحده، ولم يكن الفشل نصيب طرف بعينه، وهذا يعني بشكل أو آخر تمسك اللبنانيين بالتنوع السياسي والحزبي، ومحاسبة المقصرين في تحمل مسؤولياتهم البلدية، مما يعزز تمسك اللبنانيين بالممارسة الديموقراطية حتى العظم.
المهم أن تتابع مسيرة الإنتخابات البلدية طريقها في المحافظات الأخرى، بنفس الوتيرة من الهدوء الأمني، والوعي الإجتماعي.