اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ٨ تموز ٢٠٢٥
أكثر ما كان لافتاً للانتباه، هو أنه منذ وصول المبعوث الأميركي توم باراك الى لبنان أمس، وخلال محادثاته في قصر بعبدا، وجولاته على الرؤساء الثلاثة، كانت طائرة إسرائيلية مسيّرة تحلّق فوق الضاحية الجنوبية لبيروت، على علو منخفض.
وبموازاة هذا التحليق، ومضمون كلام باراك الديبلوماسي، تمّ التداول بتحذير من السفارة الأميركية للرعايا الأميركيين بشأن السفر الى لبنان، بسبب احتمال تزايد المشاكل الأمنية أو التهديدات، وذلك جنباً الى جنب تسريبات مختلفة، حول أن السفارة الأميركية رفعت أمر المغادرة الإلزامية لأفراد عائلات الموظفين، وأعادت توصيات السفر الى ما كانت عليه قبل التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران.
وبين ضوء أميركي أحمر، أو أصفر، أو أخضر للرعايا، والإشارات المتضارِبَة بشأن التحذيرات الأميركية لهم في لبنان، وبين التحليق المسيّراتي الإسرائيلي فوق الضاحية، ديبلوماسية أميركية عبّر عنها توم باراك بقوله إنه تسلّم ردّاً رائعاً ومسؤولاً جداً، على الورقة المقترحة لحصر السلاح بيد الدولة في لبنان، معبّراً عن أنه يشعر بأمل كبير، ومُعلِناً عن صياغة خطة للمستقبل في لبنان.
أبسط ما يمكن قوله عن كل ما سبق ذكره، هو أن الساحة اللبنانية شهدت تطورات مُتناقِضَة مع بعضها البعض، خلال ساعات معدودة أمس. فكيف يمكن للمواطن اللبناني أن ينظر الى مستقبل لبنان؟ وهل نحن على مشارف مرحلة أكثر هدوءاً أو أشدّ سخونة؟
أشار مصدر مُواكِب للملفات والمستجدات اللبنانية الى أن هناك هدنة بدأتها زيارة توم باراك أمس. وهي هدنة ستستمرّ لأشهر، بحدود تشرين الثاني القادم تقريباً، وذلك ريثما يتّضح إذا ما كان لبنان سيطبّق ما التزم به في ردّه على الورقة الأميركية لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.
ولفت في حديث لوكالة أخبار اليوم الى أن التحذير الأميركي للرعايا الأميركيين في لبنان مرتبط بتحذيرات سابقة، وليس مؤشراً حتمياً لمخاطر وشيكة.
وختم:ما قاله وفعله توم باراك في لبنان بشكل أساسي أمس، هو أنه اشترى وقتاً. وهذا الوقت هو الحدّ الفاصل بين احتمال تجدّد العمليات العسكرية أو لا. فهذا الاحتمال يبتّه مدى الالتزام اللبناني الرسمي بنقاط ردّ لبنان على الورقة الأميركية.