لبنان يصدّر العقول والابتكار.. جسر بين بيروت وواشنطن

في خضم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه لبنان، يبرز مشهد جديد يعكس قدرة الشباب اللبناني على تحويل الأزمات إلى فرص، من خلال بناء ما يمكن تسميته بـ'جسر الابتكار' بين بيروت وواشنطن. هذا الجسر ليس مجرد فكرة نظرية، بل أصبح واقعا عمليا يتيح تصدير العقول والابتكارات اللبنانية إلى الأسواق العالمية، مع الحفاظ على صلتها بوطنها.

تقول مؤسسات ناشطة في هذا المجال 'إن هدفها هو تمكين رواد الأعمال اللبنانيين والعرب من تحويل أفكارهم إلى مشاريع قابلة للتوسع دوليا، وربطهم بالمستثمرين العالميين'. ومن بين هذه الجهات، يبرز دور شخصيات لبنانية -أميركية تجمع بين الخبرة الدولية والفهم الثقافي العميق، لتسهيل تبادل الخبرات وربط السوق اللبنانية بالعالمية.

في حديث مع اللواء، أوضح الدكتور غي جابر، رجل الأعمال اللبناني-الأميركي، والمستثمر في ريادة الأعمال، أن 'الابتكار اللبناني يمتلك ثروة حقيقية لا تُقاس بالنفط أو المعادن، بل بالمعرفة والإبداع'.

وأضاف: 'ما نقوم به ليس مجرد استثمار، بل بناء منصة متكاملة تمكّن الشباب من تطوير مشاريعهم، والحصول على التوجيه والدعم، وربطهم بشبكات المستثمرين في الولايات المتحدة'.

منصات مثل شركة 11B VC، التي يقودها جابر، توفر للشركات الناشئة بيئة تطوير شاملة، تشمل الإرشاد، التدريب، وربط المشاريع بالشركاء الاستراتيجيين. أما الجانب غير الربحي، مثل مؤسسة 11B Foundation، فيقدم منحا وبرامج دعم شاملة للشباب اللبناني، بهدف تحويل أفكارهم إلى مشاريع مستدامة، وتعزيز الصمود الاقتصادي والاجتماعي.

ويشير جابر إلى أن هذه الجسور تساعد في 'عكس مسار هجرة العقول اللبنانية'، من خلال توفير فرص حقيقية للشباب لإطلاق مشاريعهم داخل لبنان، مع الحفاظ على اتصال مباشر بالسوق الأميركية.

وأضاف: 'الريادة ليست مجرد عمل تجاري، بل وسيلة لخدمة المجتمع، والتكنولوجيا والابتكار يجب أن يكونا أدوات لتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية'.

من هنا ومع وجود مشاريع علمية وتكنولوجية متقدمة في الصحة والذكاء الاصطناعي، يمكن رؤية صورة جديدة للبنان على خارطة الابتكار العالمية. اللبنانيون لم يعودوا يصدّرون فقط عقولهم إلى الخارج، بل ابتكاراتهم أيضًا، ما يجعل البلاد لاعبًا نشطًا في الاقتصاد العالمي للمعرفة.

وفي نهاية حديثه، يؤكد الدكتور جابر على أن 'لبنان لا يصدر النفط أو المعادن، بل يصدر العقول والأفكار والابتكار. وما نحتاجه هو تمكين الشباب بالمعرفة والموارد اللازمة لبناء مستقبلهم بأيديهم'.

اليوم، يبدو واضحاً أن لبنان قادر على أن يكون مصدراً للعقول والابتكار، وأن الجسر بين بيروت وواشنطن ليس مجرد فكرة، بل واقع عملي يساهم في إعادة تعريف الريادة اللبنانية عالميا، اضافة الى خلق بيئة تحفّز الشباب على الإبداع، والارتباط بالسوق العالمية، دون التخلي عن وطنهم.