اخبار لبنان
موقع كل يوم -إذاعة النور
نشر بتاريخ: ١٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ علي الخطيب، السبت، أن الصراع مع العدو الإسرائيلي ليس صراعاً على المصالح، بل هو صراع حضاري، منتقداً منطق البعض بتبرير العدوان وهمجيته.
كلام الشيخ علي الخطيب أتى خلال تأبين في حسينية البرجاوي ببيروت، بحضور حشد من العلماء والشخصيات والفاعليات السياسية والاجتماعية والتربوية ورؤساء بلديات.
وشدد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى على أن 'إذا كان هناك عدوان فلا بد من مواجهة هذا العدوان، إذا كان هذا العدوان يتعلق بالوجود ويتعلق بالكرامة ويتعلق بالدين، بهذه العناوين التي ذكرناها لأنها تتعلق باستقرار الحياة وبدفع الشر عن حياة المجتمعات، فلا بد من مواجهتها، ولا يحسب حساب لا على أساس موازين القوى وإن كان أمر مهم أن يتحقق، ولكنه ليس هو الأساس، الأساس (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون فيه عدو الله وعدوكم)، بمقدار ما تستطيعون عليكم أن تحققوا من القوة والتوازن، لكن ليس هذا هو الأساس في النصر، والله ضرب لنا أمثلة كثيرة في القرآن الكريم في أحد وفي بدر وفي حنين أن القلة والكثرة ليست هي الأساس وليست السلاح، العدد والعدة ليس هو المقياس، هذا أحد الأسباب لكن السبب الرئيسي هو الإرادة والإيمان والارتباط بالحق و الارتباط بالله سبحانه وتعالى، وأنه حينما تتحقق هزيمة حتى تراجع السبب فيها وهو تقصير المؤمنين تقصير المسلمين و تقصير الناس، و حينما يقل اعتمادهم على الله سبحانه وتعالى وتعلقهم بالقوة، وأن القوة هي التي يعتمد عليها في الانتصار حينئذ يهزمون، ولكن حينما يكون الارتباط بمصدر القوة والوجود الذي هو الله الذي يقرر أن القوة لله جميعاً'.
ورأى الشيخ علي الخطيب أن 'صراعنا مع العدو الإسرائيلي هو ليس صراعاً على الأرض و الماء ليس صراعاً على المصالح، وهذا أحد الجوانب نعم، لكن الجانب الأهم أن الصراع صراع حضاري وأن الغرب الذي غزا بلادنا وتسلط على شعوبنا وعلى أرضنا وأكثر من هذا ماذا فعل؟ استثمر هذه الغلبة في تغيير العقيدة والثقافة، الآن الذين يواجهون المقاومة في لبنان ومنطق المقاومة وثقافة المقاومة ماذا يقولون؟ يقولون أننا لسنا قادرين على مواجهة العدو الإسرائيلي والغرب، لأن الغرب الذي هو اليوم يمتلك التكنولوجيا ويمتلك الطائرات ويمتلك الصواريخ ويملك الاقتصاد نحن ليس بيدنا شيء كيف نواجه هذه الغرب؟ هذه الثقافة هي ثقافة مستوردة، ليست هي ثقافة شعوبنا وتاريخنا وديننا وثقافتنا، هؤلاء يبنون مواقفهم السياسية اليوم، وأنا لا أقول أنهم هؤلاء يكذبون أو كل الناس من هؤلاء، يعني نياتهم ليست طيبة وليست صحيحة، لكن هناك ثقافة يعتمدون عليها هي ثقافة مزورة هي ليست ثقافتنا هي ثقافة الغرب من نتاج استعمار الغرب وتفوقه على بلادنا، أن زرع فينا هذا، والآن نحن لسنا في لبنان فقط في الشرق كله وفي العالم العربي والإسلامي هذا المنطق سائد، موجود هناك منطقان، منطق مع المقاومة، ومنطق ضد المقاومة ويتهمها بأنها هي سبب المشاكل في هذه المنطقة ويبرر للعدو الإسرائيلي عدوانه وهمجيته وقتله ومجازره، و هذا ناتج عن هذه الثقافة، فهذه من آثار هذه الحرب الثقافية التي بيننا وبين الغرب؟'.
وأشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أن 'اليوم التالي وماذا بعد ما حدث في لبنان؟ أو ما يحدث الآن في غزة؟ في هذه المواجهات التي دفعنا فيها ثمناً كبيراً، لكن بهذه النظرة التي يراها الآخرون أننا هزمنا، نحن نرى بأننا لم نهزم، يرون عدد القتلى وكثرة الشهداء هزيمة، ويرون في تدمير البيوت هزيمة، التأثير الثقافي والمنطق من أين يلد؟ وكيف تنظر للأمور؟ نحن نرى بأن التضحية والشهادة والمواجهة وبأن الانتصار ليس بناء على عدد الشهداء، الناس كلها سوف تموت، والموت مكتوب على جميع الناس ولن يبقى أحد لكن نقول كما يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه: ألف ضربة بالسيف خير من ميتة على فراش، هذه الثقافة هي التي أبقتنا على مدى هذا التاريخ رغم الظلم ورغم العدوان الذي تعرضنا له ومحاولات الإبادةفي تاريخنا، نحن كطائفة تعرضنا في تاريخنا ليس مرة واحدة بل طوال هذا التاريخ لمرات عديدة إلى محاولة الإبادة، ولكن بقينا لأننا نحمل ثقافة الإمام الحسين وأهل البيت والإسلام، بقينا لأننا نحمل هذه الثقافة، من هنا الهجمة اليوم علينا من هذا الباب هي فهم خاطئ، ثقافة ليست ثقافتنا هي ثقافة تؤدي إلى التسليم بالهزيمة، يعني أن نقبل منطق ترامب الذي يقول من بداية هذه الحرب وإلى الآن هي هذا لغته، يقول لليمنيين استسلموا للفلسطينيين استسلموا، لللبنانيين استسلموا للإيرانيين استسلموا، ليس لكم خيار الا الاستسلام أو سيأتيكم الجحيم، فهذا الجحيم سيرتد عليه وعلى الذين يقف إلى جانبهم ويشجعهم ويسلحهم ويغطيهم في الأمم المتحدة وفي المجال القانوني وفي المجال الدولي، يغطيهم بالقوة كما فعل مع محكمة العدل الدولية الجنائية والأمم المتحدة وكل هذا رأيتموه وسمعتموه وتابعتموه جميعاً، لأن المجزرة التي حصلت بهذه الفظاعة استجلبت كل الناس حتى الذين لا يهتمون بالسياسة ولا يهتمون بالحروب'.